وصل الجنزورى إلى وزارة التخطيط فى الواحدة ظهرا، وظل ملازما مكتبه حتى العاشرة مساء، ولم يغادر لتناول الغذاء فى منزله كالعادة. حيث استقبل على مدى أكثر من 9 ساعات 29 شخصية، استقر بعدها على الصورة الأخيرة للتشكيل، محافظا على «الكوتة» المخصصة للأقباط، وهى وزارتا السياحة والبحث العلمى. كان أول من التقى، ممتاز السعيد، المرشح وزيرا للمالية وآخرهم الدكتورة نادية زخارى، الأستاذة بمعهد الأورام والمرشحة وزيرة للبحث العلمى. بينما حضر اللواء قدرى أبوحسين محافظ حلوان السابق والمرشح وزيرا للتنمية المحلية، ظهرا قبل وصول الجنزورى لكنه لم يلتقه، كما التقى الجنزورى الدكتور على الفرماوى رئيس صندوق تنمية العشوائيات، ولم تعرف سبب الزيارة التى استغرقت ساعة تقريبا.
اللافت هو حضور جمال العربى، المرشح لوزارة التربية والتعليم بسيارة تابعة لمجلس الوزراء، فيما جاء شاكر عبدالحميد، المرشح لوزارة الثقافة فى سيارة حكومية، وغادر اللواء أحمد أنيس، المرشح وزيرا للإعلام، مقر وزارة التخطيط فى سيارة تاكسى، ورفض الحديث إلى وسائل الإعلام، بينما حضر المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل فى سيارته الخاصة. الدكتور سعد نصار، المرشح وزيرا للزراعة، استقبله ثلاثة من العاملين فى الوزارة خلال خروجه من مكتب الجنزورى بالأحضان مهنئين بالاختيار. واستقبل رئيس الوزراء كذلك وفدا من مجلس أمناء الثورة، وعددا من العاملين فى وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية، وجميعهم أعربوا عن رفضهم اختيار نصار «كونه من رموز النظام السابق، وعمل مع الوزير الأسبق يوسف والى».
ويبدو أن الجنزورى استجاب لضغوط الائتلافات والقوى الشبابية التى التقى بها على مدى الأيام الماضية، حيث استبعد الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة السابق، والذى قوبل بانتقادات حادة، وكذلك استبعد فؤاد البسطويسى، تلبية لمطالب العاملين فى وزير القوى العاملة، واتحاد النقابات المستقلة، والذين تقدموا بمستندات نسبت إلية «ارتكابه مخالفات مالية»، وذلك قبل أن يسند المهمة إلى الدكتور فتحى فكرى.
وجاء اختياره للطيار حسين مسعود وزيرا للطيران (من خارج المؤسسة العسكرية) استجابة لمطالب العاملين فى الوزارة، والتى لم يتولاها منذ إنشائها إلا قادة عسكريون.
كما شملت الجراحة الأخيرة التى أجراها الجنزورى على تشكيلته، أمس الأول، استبعاد وزير النقل الدكتور على زين العابدين، مسندا المهمة إلى الدكتور جلال السعيد، وإسناد وزارة البيئة إلى الدكتور مصطفى حسين كامل، بعدما كان ينوى إسنادها إلى الدكتور عبدالمسيح بسيط، وهو نفس ما تكرر مع وزارة الصحة، والتى كان مرشحا لها الدكتور عادل عدوى، لكن تم إسنادها إلى الدكتور فؤاد النواوى، كما تم فصل وزارة التعليم العالى والبحث العلمى إلى وزارتين فى اللحظة الأخيرة، ليكون الدكتور حسين خالد، عميد معهد الأورام وزيرا للتعليم العالى، والدكتورة نادية زخارى، وزيرة للبحث العلمى.
واتضح خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الجنزروى، مساء أمس الأول، وجود حالة من التخبط تسيطر على تشكيله للحكومة. ففى الوقت الذى أعلن فيه الجنزورى أنه استقر على التشكيل بالكامل «باستثناء وزير واحد»، وذلك خلال إدلائه بصوته فى أول يوم من جولة الإعادة فى انتخابات المرحلة الأولى، عاد ليؤكد أن هناك ثلاث وزارت لم يستقر عليها، مضيفا أن مصير الشباب والرياضة «لم يتحدد بعد».
والتقى الجنزورى فى ختام يومه اثنين ممثلين عن أبناء قبائل شمال سيناء، والذين طالبوه بتملك الأراضى لهم وإنهاء التمييز السلبى ضدهم، وألا يكون مثل سلفه شرف الذى زار سيناء ولم يقدم لها أى شىء. وتعهد لهم الجنزورى بأن يشعروا بتطور حقيقى فى سيناء «خلال الأشهر القليلة المقبلة»، وعقد لقاء آخر معهم بعد أدائه اليمين الدستورية.