قال محمد سلماوى الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ان فوز الإسلاميين فى الانتخابات فى عدد من دول شمال أفريقيا ومن بينها مصر يعد طبيعيا، خاصة وأن هذه الانتخابات تأتى بعد فترة كبت سياسي وقمع للحريات استمر أكثر من نصف القرن . وقال سلماوى فى تصريحات بالجزائر على هامش اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التى تعقد برئاسته فى العاصمة الجزائرية "فى كل دول العالم هناك أحزاب راديكالية متطرفة الا أن قيمة الديمقراطية أنها دائما تستطيع تصحيح مسارها"... وأضاف أن تخوف البعض فى محله ازاء نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصرى والتى اسفرت عن حصول الأحزاب الأسلامية على 60 %، ولكن يجب علينا أن نقبل بمن يحصل على أكثر الأصوات.
ورأى أن أمام حركة الأخوان المسلمين اختبارا تاريخيا لتعدل من مواقفها وتطور سياساتها حتى تأخذ فى الحسبان الآراء الأخرى المتوجسة منها، واذا لم تفعل فسوف تتمكن جميع فئات المجتمع من أقصائها ديمقراطيا ،خاصة وان الشعب المصرى أعلن صراحة أنه لم يرض بعد ثورة 25 يناير بأى ظلم أو استبداد،مشيرا الى أن مشاركة الملايين من المصريين فى المرحلة الأولى من أنتخابات البرلمان أكدت أن الشعب أختار الديمقراطية طريقا له .
وردا على سؤال بشأن عدم صدور أية إشارات من الأتجاه السلفى لطمأنة المجتمع المصرى على غرار ما حدث فى تونس والمغرب، قال سلماوى انه لا ينتظر من السلفيين أن يعطوا أية أشارات مطمئنة بعد حصولهم على 20 % فى أنتخابات المرحلة الأولى ..موضحا أن الإشارات ريما تصدر من حركة الأخوان لأنهم أكثر حنكة سياسية واستعدادا لرؤية الواقع والتعامل معه نظرا لتجربتهم الطويلة فى الحياة السياسية .
وأكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب فى تصريحاته أن الأتحاد لعب دورا كبيرا فى دعم ثورات الربيع العربى ، "حيث أن الأدباء والكتاب هم ضمير الأمة وطليعة الثورة ودورهم الحقيقي فى مناهضة الظلم وسيطرة الحكم على مقدرات الشعوب".
وأشار الى أن الاتحاد أصدر بشأن جميع الثورات التى قامت فى عدد من الدول العربية بيانات تحدد موقف الأدباء والكتاب مما يعد بمثابة نوع من الضغط على من يقفون فى وجه هذه الثورات. وأضاف أن الاتحاد كانت له مواقف كثيرة مع الأدباء الذين اعتقلوا فى الدول العربية التى شهدت ثورات كما استخدم الاتحاد ما لديه من علاقات مع بعض اتحادات الكتاب العالمية الذين أصدروا معنا بيانات مشتركة وتم بالفعل الإفراج عن بعض هؤلاء الكتاب.
وأوضح أن الاتحاد يصدر عقب كل اجتماع لمكتبه بيانا بعنوان " " حال الحريات فى الوطن العربى " يرصد فيه كل الانتهاكات التى تقع من الأجهزة الرسمية ضد الأدباء والكتاب فى سائر أرجاء الوطن العربى ، وهو ما يعد مرجعا لوكالات الأنباء تستند اليه فى التجاوزات التي تتم بالنسبة لحقوق الإنسان.
وحول ما يتردد بشأن تشكيل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب من كتاب حكوميين ..قال أن أتحادات الكتاب فى الدول العربية هى الجهات الوحيدة التى يتم تشكيلها بالأنتخاب الحر المباشر ..موضحا أن هناك حالة واحدة حيث ثبت لدى اتحاد الكتاب العرب أن اتحاد الأردن قامت الحكومة بتعيينه بسبب عدم رضاء الحكومة عن أنتخابات رابطة كتاب الأردن الا أن الأتحاد رفض قبول عضويته وأعترف برابطة كتاب الأردن .
تجدر الإشارة إلى أن اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالعاصمة الجزائرية ، التى بدأت أمس وتستمر ثلاثة أيام ، يشارك فيها وفد من مصر برئاسة الشاعر أحمد مصطفى والدكتورة زينب العسال والدكتور شوقى بدر يوسف... ويتم خلال هذه الاجتماعات بحث الأمور الداخلية للاتحاد.كما سيصدر فى الختام بيان حول الحريات فى الوطن العربى وأهم المعوقات التى تعترض حرية الإبداع والفكر والمشاكل التى تعترض عمل الكتاب والأدباء فى العالم العربى.