تصاعد الغضب والتذمر بين أعضاء حزب الوفد عقب النتائج المتدنية التى حصل عليها الحزب فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وأكد عدد من الوفديين على أنهم سيتجاوزن تلك المرحلة على أن يتم حساب قيادات الوفد على هذا الإخفاق عقب انتهاء الانتخابات.
ودعا عدد من شباب الحزب فى عدة اجتماعات تمت على مدار اليومين الماضيين إلى إقالة السيد البدوى، رئيس الوفد، واتهموه بأنه السبب الرئيسى فى إخفاق الحزب فى المرحلة الأولى بسبب رفضه الانضمام إلى الكتلة المصرية التى تخوض الانتخابات على نفس مبادئ الوفد وأهمها مدنية الدولة، وأوضحوا أنهم فى انتظار نتائج الانتخابات بعد إتمام جميع المراحل ليحددوا آلية تعاملهم مع إقالة البدوى.
فيما انتقد أحد أعضاء الهيئة العليا الذى رفض ذكر اسمهم قوائم الحزب فى بعض المناطق ومنها الدائرة الرابعة بنظام القوائم والتى يترأسها محمود السقا، نائب رئيس الحزب، مشيرا إلى أنه لم يقم بتعليق لافتات فى الدائرة أو عقد مؤتمرات. وأرجع إخفاق الحزب لسوء اختيار مرشيحه فى العديد من الدوائر.
وأرجع عصام شيحة، عضو الهيئة العليا للحزب، تراجع الوفد فى المرحلة الأولى من الانتخابات للتجاوزات الشديدة التى قام بها بعض التيارات الدينية أثناء وقبل ممارسة العملية الانتخابية.
وأكد شيحة على انه ستبدأ مرحلة التقييم والحساب بعد انتهاء العملية الانتخابية، موضحا أن الوفديين يعتبرون ما حدث للحزب فى هذه المرحلة «كارثة وطنية».
وأشار إلى أن قيادة الحزب هى المسئولة عن نتائج هذة المرحلة والتى انفرد خلالها كل من رئيس الحزب وفؤاد بدراوى، السكرتير العام، بترتيب القوائم الانتخابية، داعيا إلى ضروة استخدام قيادة الوفد لخطاب سياسى واضح ومحدد يشجع الناخب المصرى على التصويت لصالح الحزب.
وأكد شيحة على أنه وقيادات الوفد رغم تحفظهم الشديد على إدارة المرحلة الأولى سيشاركون مرشحى الحزب فى المرحلتين المقبلتين جولاتهم ومؤتمراتهم الانتخابية، حرصا منهم على الوفد.
وقال بهاء أبوشقة نائب رئيس حزب الوفد، إن هناك عدت أخطاء وقع فيها الوفد فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية أدت إلى إخفاق شديد فى نتائجه بتلك المرحلة، مضيفا انه من بين هذه الأخطاء هى عدم قيام الحزب بتقديم مذكرة لرئيس اللجنة العليا للانتخابات يطالب فيها بأن يكون المراقبون على اللجان الانتخابية بالدوائر ولجان الفرز من خارج المحافظة التى تجرى فيها العملية الانتخابية.
وأضاف أبوشقة أن الوفد تدارك هذه الأخطاء جيدا وسيحول دون حدوثها فى المرحلتين المقبلتين من الانتخابات، مشيرا إلى أن الوفد «سيكون له تكتيك وتفكير جديد» فى المراحل القادمة من الانتخابات سيعيد للحزب صورته الصحيحة وسيحصد اكبر قدر لمرشحيه من المقاعد فى المرحلتين 2، 3 من الانتخابات، مؤكدا أن رئيس الوفد لم يكن سببا فى إخفاق الحزب فى نتائجه بالانتخابات.
وأشار حسين منصور عضو الهيئة العليا للوفد إلى أن التوجه الذى ساد الناخبين من قبل التيارات الإسلامية كان سببا فى سوء نتيجة مرشحى الحزب، مضيفا أن كان هناك أوجه خلل حدثت فى الانتخابات من جانب الوفد متمثلة فى انه حينما دعا إلى تحالف القوى الوطنية ردا على الاستفتاء على التعديلات الدستورية التى وافق عليها الإسلاميون لم يجد هذا التحالف ردا جيدا من تلك القوى السياسية والوطنية.
وأضاف أنه عندما خرج الوفد من تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين ظهرأمام الرأى العام بأنه «متردد» وأعطى انطباعا سلبيا لدى الناخب المصرى المدافع عن الدولة المدنية، فضلا عن أن حجم الإشاعات التى حاصرت الوفد بعد إلصاق أسماء فلول الوطنى المنحل إلى قوائمه الانتخابية، بالإضافة للتراكم السلبى لدى الناخب تجاه الأحزاب القديمة بغض النظر عن تاريخها، لأنه هناك شعورا بالرغبة فى صناعة الأحزاب الجديدة.
وأوضح منصور أن الحل المنقذ للوفد من الخروج هذه الأزمة هو وضوح الحزب الكامل فى رؤيته السياسية وإعادة ترتيب ما شاب العملية الانتخابية فى مختلف الدوائر من عشوائية وسوء تنظيم بالنسبة لعمل المرشحين والإدارة المركزية للوفد.
وأيده مصطفى الطويل، عضو الهيئة العليا للحزب، قائلا: إن الأنظمة الديكتاتورية السابقة هى التى تسببت فى تراجع دور الأحزاب القديمة فى الشارع المصرى مثل الوفد والتجمع وغيرها، مشيرا إلى أنه فى الوقت نفسه، سمح للتيار الإسلامى بالوجود.
وأوضح أن التردد الذى شاب قرارات الحزب فى الفترة الأخير مثل دخول التحالف الديمقراطى مع حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، كان أحد أسباب تراجع شعبية الوفد فى الشارع مما أثر عليه سلبا فى الانتخابات البرلمانية للمرحلة الأولى.
وأضاف الطويل أنه كان يجب ان يقود الوفد سفينة الكتلة المدنية، مشيرا إلى أن العبرة بنهاية مراحل الانتخابات الثلاثة.
ومن جانبه أرجع ياسين تاج الدين نائب رئيس الوفد سبب إخفاق نتائج الحزب فى المرحلة الأولى من الانتخابات إلى اتجاه الناخبين نحو اختيار التيارات الإسلامية، مطالبا مرشحى الوفد بزيادة وجودهم مع الناخبين فى دوائرهم الانتخابية، مضيفا أن الوفد حزب يؤمن بالديمقراطية وبحرية اختيار الناخبين فى الانتخابات.
واتهم بعض أعضاء ومرشحى الوفد الحزب بضعف قوائمه ونقص الموارد المادية والدعاية الانتخابية له باللجان الانتخابية بالمحافظات المختلفة، مطالبين رئيس الحزب بعقد جولات انتخابية بدوائرهم لعمل كتلة تصويتية لهم فى دوائرهم فى المرحلة 2، 3 بالانتخابات الحالية.