على طول الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، يصطف الباعة الجائلون كعادتهم منذ بداية ثورة يناير لإمداد الميدان والمتظاهرين بالسلع الغذائية والمياه والأعلام، لكن اختلفت هذه السلع مع بداية موجة الثورة الثانية على المجلس العسكرى لتكون السلع الرئيسية والاستراتيجية على حد وصف البائعين هى الأقنعة الواقية من القنابل الغاز، وبذلك تكون خدمة للوطن بحماية المتظاهرين وربحا ماديا، حسب قولهم. الأسعار تبدأ من 10 إلى 30 جنيها، حسب نوعية القناع وبلد المنشأ، لكن الأفضل هو الروسى الذى يشمل قطعة واحد للوجه بأكمله ومصنوع من قماش كان يستخدمه الجيش الروسى فى أدواته الحربية، بخلاف القناع الصينى المصنوع من البلاستيك.
يقول أحمد إسماعيل، بشركة حورس للأمن الصناعى والتوريدات العمومية: إن هذه الأقنعة تستعمل بشكل رئيسى كواق ضد الغازات والأتربة وكان يتم توريدها من قبل لعمال اللحام وعمال الإطفاء والمصانع وشركات البترول، ولم تكن مبيعاتها تخرج عن هذا الإطار.
يقف إسماعيل ليشرح طريقة استخدام الأقنعة التى تختلف من نوع لآخر، للمتظاهرين الذين توافدوا لشرائها بكثرة للتبرع بها إلى الموجودين فى ميدان التحرير أو لأطباء المستشفيات الميدانية.
القناع كان موجودا من زمان.. لكن محدش واخد باله منه.. ومافكرناش نبيعه فى الميدان لأن استخداماته الحقيقية فى المصانع فقط.. غير لما واحدة من المتظاهرين طلبت من الشركة بيعه بالميدان بعد أن بحث عنه المتظاهرون مع كثرة استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع، بعدها اتفق عدد من الوسطاء مع شركات الأمن الصناعى لتوزيع كراتين الأقنعة على الباعة الجائلين الذين انتشروا بها فى أرجاء الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير.
وقال حسين إمام، أحد المتظاهرين أن المتظاهرين الموجودين فى موقع الاشتباكات فى شارع محمد محمود لا يفكرون فى ارتداء هذه الأقنعة، لكنها تنتشر بين الموجودين فى الميدان والذين لايزالون بعيدين عن الغازات الخانقة.
ويضيف إسماعيل، أن معظم المناقصات التى تمت لاستيراد الأقنعة تأتى من روسيا لوجود فلاتر قوية لتنقيه الهواء من الغازات السامة المنتشرة فى الهواء، مؤكدا أن الأقنعة التى يستخدمها الجيش والشرطة ذات مواصفات أعلى حيث يلحق بها أنابيب أكسجين لعدم تنفس أى هواء سام بسبب الغازات، مؤكدا أن هذه المناقصات تتم عن طريق جهاز الشرطة والجيش ولا تستوردها الشركات الخاصة.