لم يتأثر الجنيه المصرى بأحداث العنف التى اندلعت فى التحرير أمس الأول، حيث تراجع فى مواجهة العملة الأمريكية خلال تعاملات أمس بنحو نصف قرش فقط، تبعا لرئيس شعبة الصرافة، محمد الأبيض، مشير إلى أن قيمة الدولار مقابل الجنيه اتجهت خلال الفترة الماضية إلى الارتفاع، نتيجة خوف المستثمرين من الاضطرابات السياسية المتلاحقة فى مصر. وقد ارتفع الدولار مقابل الجنيه المصرى خلال تعاملات أمس إلى 6.05 جنيه، مقابل 6 جنيهات الخميس الماضى، آخر أيام تداول الأسبوع الماضى، ليكمل مسيرة الارتفاعات التى بدأها منذ اندلاع الثورة المصرية فى يناير الماضى.
كان البنك المركزى قد تدخل عدة مرات منذ اندلاع الثورة للمحافظة على العملة المحلية من الانخفاض الكبير الذى كان متوقعا بشدة.
«تواجه مصر الآن انخفاضا فى موارد العملة الأجنبية، وذلك مقابل ارتفاع الطلب على الدولار»، وفقا للأبيض، مشيرا إلى أن المستثمرين يرون أن الدولار هو الاستثمار الآمن لهم فى ظل هذه الأوضاع.
كان صافى احتياطيات النقد الأجنبى بالبنك المركزى قد تراجع للشهر العاشر على التوالى، ليصل إلى 22.1 مليار دولار، بعد ان كان 33.3 مليار دولار، فى شهر فبراير الماضى.
وتوقع الأبيض أن يواصل الدولار صعوده فى مواجهة الجنيه مع استمرار الاضطرابات السياسية فى مصر، إلا إذا تحسنت الأمور.
فى الوقت الذى أظهرت فيه السياحة فى الغردقة وشرم الشيخ مناعة قوية ضد أحداث التحرير، فإن فنادق القاهرة لم تكن بمنأى عن تلك الأحداث، فقد حدث بها إلغاءات لعدد من الحجوزات أمس، لتصبح «المتضرر الأكبر من هذه الاضطرابات»، كما يقول وكيل أول وزارة السياحة لقطاع الشركات والمحال، أسامة العشرى، مشيرا إلى أن الوزارة ستقوم بحصر إجمالى الإلغاءات فى فنادق وسط البلد خلال 24 ساعة.
وبينما لم تنته الوزارة من حصر حجم الإلغاءات فإن مسئول فى أحد الفنادق الشهيرة بوسط البلد، طلب عدم نشر اسمه، يشير إلى أنه تم إلغاء حوالى 40% من الحجوزات بفندقه صباح أمس فقط، مضيفا أن «السياح أظهروا خوفهم وتوترهم مما حدث أمس الأول».
ومن جهته، توقع عضو لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، وسيم محيى الدين، أن تتعدى نسبة إلغاء الحجوزات بفنادق القاهرة ال30% من إجمالى الحجوزات، وأشار إلى «قيام العديد من المصرين المقيمين بالإسكندرية بإلغاء سفرهم إلى القاهرة».
كان عدد السائحين القادمين من جميع مناطق العالم إلى مصر قد انخفض خلال النصف الأول من العام الحالى، بنسبة 40.4%، ليصل إلى 4.135 مليون سائح، كما بلغ عدد الليالى السياحية التى قضاها السائحون 42.891 مليون ليلة خلال النصف الأول من 2011 مقابل 65.704 مليون ليلة فى الفترة ذاتها من العام الماضى، وانخفض متوسط الإشغال الفندقى 43.2٪، تبعا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.