تراجعت السياحة الداخلية فى عيد الأضحى بنسبة لا تقل عن 20%، بحسب تقديرات أسامة العشرى، وكيل أول وزارة السياحة، مشيرا إلى أن نسب الإشغالات لم تتعد فى أى من محافظات الجمهورية 70%. فقد بلغت نسبة الإشغالات فى شرم الشيخ 66%، وارتفعت هذه النسبة إلى 68% فى الغردقة، لتأتى بعد ذلك الإسكندرية ورأس سدر والعين السخنة بنسب لا تتجاوز ال50%، لتكون القاهرة الأقل إشغالا بنسبة تقف عند 45%، بحسب تصريحات العشرى للشروق.
«هذه نتيجة طبيعية لغياب الأمن واستمرار الاضطرابات، فكثير من المواطنين يرفضون السفر على الطرق السريعة خوفا من التعرض لأى انتهاكات أو حوادث، والطيران أسعاره مرتفعة ولا تستطيع أن تتحملها الأسرة المتوسطة»، بحسب قول العشرى، معتبرا أن «طول فترة الإجازة حدت من نسبة التراجع، فإذا كانت الإجازة أقصر من ذلك لتضاعفت نسبة الانخفاض».
ولم تكن السياحة الداخلية العنصر الوحيد الذى أدى إلى تراجع نسبة الإشغالات فى فترة العيد، وهو موسم للإجازات أيضا فى المنطقة العربية، بل شهدت السياحة العربية، بحسب العشرى، التراجع الأكبر بنسبة وصلت إلى40%، وذلك بعد أن سجلت أرقاما قياسية فى عيد الفطر السابق.
كان عيد الفطر، الذى جاء توقيته فى بداية سبتمبر الماضى، قد شهد إقبالا كبيرا من عرب اليمن والأردن ولبنان بصفة خاصة، بحسب عادل جمال، مدير إدارة فى أحد الفنادق الكبرى فى الغردقة، لتستحوذ السياحة العربية على نسبة تقترب من 60% من إجمالى نسبة الإشغالات فى ذلك العيد، الذى وصلت فيه نسبة الإشغال فى معظم المناطق إلى 100%.
وهذا ما اختلف كثيرا فى هذا العيد، فنسبة الإشغالات بصفة عامة لا تتجاوز ال60% فى الفندق، برغم العروض والتخفيضات، ويستحوذ المصريون على 40% منها.
وتبعا لجمال، «قامت كثير من الأسر المصرية بإلغاء حجوزاتها خلال الأسبوعين الأخيرين، مما اضطر إدارة الفندق، وكثير من الفنادق المجاورة، إلى تقديم عروض مخفضة، ولكن للأسف لم تنجح هذه التخفيضات إلا فى تعويض 10% من الإلغاءات».
كانت إيرادات السياحة المصرية خلال النصف الثانى من عام 2010 قد ارتفعت بنسبة تزيد على 20% مقارنة بنفس الفترة من 2009، لتصل إلى 13 مليار دولار بنهاية العام، الأمر الذى سرعان ما تأثر بثورة 25 يناير، فانخفض عدد السائحين القادمين من كل مناطق العالم إلى مصر بنسبة 40.4٪ خلال النصف الأول من 2011، ليصل إلى 4.135 مليون سائح.
وقد شهدت السياحة نوعا من الرواج على فترات متقطعة من النصف الثانى من العام إلا أن توالى أحداث الشغب وغياب الامن دفع وزير السياحة منير فخرى عبدالنور، إلى توقع أداء سيئ للسياحة فى مصر خلال الربع الأخير من عام 2011.