أكدت مصادر سورية مطلعة أن قبول دمشق للمبادرة العربية يأتي انطلاقا من قناعتها بحرص الدول العربية على استقرار سوريا، وتعبيرا عن إيمانها بضرورة تفعيل دور الجامعة العربية في القضايا العربية درءا للتدخلات الأجنبية. ونقلت صحيفة (الوطن) السورية - في عددها الصادر اليوم الأربعاء - عن المصادر قولها "إن القبول السوري بنى على الأجواء الإيجابية التي سادت اجتماع الدوحة ولاسيما مع قطر، حيث انتهى اجتماع الدوحة إلى الإدراك العام بأن إخفاق هذا الحل "أي المبادرة العربية" ليس لمصلحة أحد، وأن الطرفين توافقا جديا على ذلك".
وقالت المصادر "إن ما جاء في المبادرة كان بمثابة نصائح من أخ حريص وليس مطالب أو إملاءات" .. بحيث تمكن الطرفان في الدوحة من التوافق على المتابعة بين اللجنة متمثلة برئاستها والجانب السوري ممثلا بوزير الخارجية وليد المعلم، بحيث أبلغ الجانب العربي رسميا أمس قبول سوريا الخطة النهائية التي اتفق عليها.
وكان من بين أبرز ما تم الاتفاق عليه فيها ضرورة توفير الأمن في مناطق التوتر وذلك عبر صيغة توافقية بين طرفي المواجهة في سوريا، خصوصا أن الجانب العربي أبدى خلال الاجتماع اعترافا بوجود /العنف المسلح والإرهاب/ .. الموجه ضد الدولة في سوريا.
ومن بين النقاط التي لا تزال بحاجة إلى بحث /أين سيعقد الحوار/ بين السلطة والمعارضة، وآلية ذلك، ولاسيما أن دمشق تصر على أن يكون في سوريا مع ضمانات عربية للمشاركين، إضافة لموافقتها على وجود مراقبين دوليين من الصين وروسيا والبرازيل والهند. وقد قدم الجانب السوري ورقة تضمنت عدة مطالب أبرزها إيقاف الحرب الإعلامية ضد سوريا وإجراءات لمنع تمويل وتهريب السلاح عبر الحدود متضمنة قبول الحوار مع المعارضة والقيام بإجراءات إصلاحية سريعة وجذرية.
وأشارت المصادر إلى أنه من المقرر أن يمثل مندوب سوريا في الجامعة العربية السفير يوسف الأحمد بلاده في الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده في القاهرة بعد ظهر اليوم. من جهة آخرى، نقلت الصحيفة عن مصادر محلية قولها "إن السلطات ستطلق قبل العيد سراح من لم يحملوا السلاح ضد المدنيين أو قوى الجيش والأمن".