يبدو أنه كتب على إقليم الصعيد أن لا يبقى بلا خُط، "ياسر الحمبولي"، أحدث خُط ولد من رحم الجنوب؛ أطاح بمدير أمن الأقصر بعد فشله في إلقاء القبض عليه وإيقاف سلسلة الجرائم التي يرتكبها ضد المواطنين. يسعى أكبرمسجل خطر في الصعيد الي إقامة إمبراطورية جديدة في منطقة الزينية شمال المدينة السياحية، متحديا الدولة بأجهزتها الأمنية علي طريقة من سبقوه.
تعددت الجرائم التي ارتكبها "الحمبولي"، لعل آخرها اختطاف بالون طائر ساقته الرياح الي قريتة دون أي مجهود لأفراد عصابته، وكعادته لم يدع الفرصة تفوته فساوم أجهزة الأمن بأن تفرج عن نجله "حشمت" مقابل إعادة البالون، وبالفعل أفرجت الشرطة عن نجله، إلا أن الحمبولي خدع أجهزة الأمن ورفض إعادة البالون السياحي وطلب -عبر وسطاء- 150 ألف جنيه مقابل إعادته الى الشركة السياحية التي تملكه.
لعل هذه الواقعه هي السبب في الإطاحة باللواء حسن محمد حسن، مدير أمن الأقصر، ونقله إلي مديرية أمن أسوان بعد ساعات من الإفراج عن نجل "الحمبولي".
"خط الصعيد" الجديد شكل علي مدار الشهور القليلة الماضية عصابة مكونة من 15 فردا، معظمهم هاربون من السجون المصرية عقب أحداث ثورة 25 يناير، ووفقا لأهالي قريته فإن الحمبولي جاء بعد اقتحام السجون بعدد من المجرمين الفارين إلي مسقط رأسه، وأقام لمدة أسابيع في إحدي زراعات القصب، وتوعد أهالي بلدته بالجحيم في حالة إبلاغ أجهزة الأمن عن مكانه وأفراد عصابته.
وقالت مصادر أمنية بوزارة الداخلية إن الحمبولي متهم في عشرات القضايا الجنائية، منها "سرقة، وشروع في قتل، واختطاف، وحيازة أسلحة نارية، وتشكيل عصابي، وترويع مواطنين".
يعيش المواطنون في محافظة الأقصر هذه الأيام حالة من الهلع الشديد بعد قيام عصابة "الحمبولي" بفرض حظر التجوال في بعض المناطق الشمالية والسطو المسلح علي منازل و"زرائب مواش" ومحلات تجارية، لعل أشهرها عملية السطو المسلح على محطة بنزين البياضية جنوبالأقصر وسرقة 42 ألف جنيه من خزينتها.
كما يتخوف أهالي المدينة التاريخية من المصير الذي ينتظرهم في حالة إسمترار حالة الإنفلات الأمني وفي ظل سيطرة الحمبولي علي الأوضاع، خصوصا مع إقتراب موعد الموسم السياحي الجديد ، مناشدين القوات المسلحة لتكليف القوات الخاصة للجيش بتولي عملية القبض علي عصابة الحمبولي لفشل وزارة الداخلية في ذلك علي مدار أكثر من ثمانية أشهر.
ويتسائل خبراء أمن عما إذا كانت الأقاليم النائية لا سيما الجنوبية ما زالت حبلي بالتشكيلات العصابية في تحدي كبير يواجه الدولة ، الأمر الذي ينذر بالمزيد من البؤر الإجرامية التي تهدد أمن البلاد ومستقبلها الإقتصادي الذي يصعب كثيرا أن ينتعش في ظل الظروف الأمنية الحالية وعدم إحكام الجهاز الأمني الداخلي لقبضته .