لبّى عشرات من اللبنانيين واللبنانيات نداء المبادرة الفردية "لا للعنف ضدّ المرأة" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". حيث تجمعوا في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت من الساعة العاشرة صباحا وحتّى الثانية عشرة ظهرا يوم الأحد رافعين جميعا شعارات تدين وتجرّم العنف الممارس ضدّ المرأة على بكل أشكاله.
وشهد وسط بيروت بداية ربيع لبناني "أنثوي" بامتياز ولكن هذا الربيع تميّز بدعم من رجال ونساء وأطفال وشيوخ لبنان كافة الذين نزلوا إلى ساحة رياض الصلح والذين حملوا ايمانهم بدور المرأة في بناء لبنان الديمقراطي والحضاري والمزدهر انطلاقا من دعم مسيرة حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.
ولبّت الجمعيات ونشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين ووجوه فنيّة معروفة دعوة صرخة "لا للعنف ضدّ المرأة" وهي صرخة لمبادرة فردية من الراصد لحقوق الإنسان والمرأة طارق ابوزيب الذي بجهد ومثابرة عمل على تأسيس صفحة على الموقع الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان. "قل لا للعنف ضد المرأة" وهي صفحة تواصلية تضّم 13000 عضو وقد انطلقت في احتفالات يوم المرأة العالمي في 8 مارس من العام 2010.
صوت المرأة
وتفاعلت الاصوات جميعها مع المواهب الفنية الشابة التي شاركت تضامنا مع حقوق المرأة في لبنان وتلبية لدعوة هذا الاعتصام محاولين التعبير بالرسم والموسيقى عن انتهاكات حقوق المرأة في لبنان في زمن الربيع العربي.
ولفت نظر الحضور اللوحة الجدارية الكبيرة التي تبرّع الفنان زاهر البزري برسمها خلال الاعتصام وأمام جميع المشاركين والتي عبرّ من خلالها عن رفض العنف ضدّ المرأة.
وهتف الجميع بالصوت ومن خلال اليافطات والموسيقى ضدّ تعنيف المرأة رافضين ان تظلّ المرأة في لبنان بعيدة عن الاستفادة من قطف انجازات الحراك العربي في ما يخصّ احترام حقوق الإنسان وحريّة الرأي والتعبير وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية والتعليمية للمرأة.
وبدأ الاعتصام بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ كلمة ترحيب بالمشاركين من الإعلامية جيهان الملّا والتي سردت أمام الجميع وبالصوت العالي والجريء قصة حياتها وتجربتها مع زوجها الذي تعرّضت للعنف على يده وتمّ حرمانها من طفلها الرضيع ومن ثمّ قدّمت الملّا بدورها عضوة تجمع "لا للعنف ضدّ المرأة" رويدا مروّه التي ألقت كلمة باسم التجمّع رحبّت فيها بمؤسس صفحة "لا للعنف ضد المرأة " وصاحب المبادرة الفردية على شبكة التواصل الاجتماعي طارق أبو زينب معبرة عن فخرها بهذه المبادرة التي بدأت بحلم وإرادة فردية ومن ثمّ تحوّلت إلى مبادرة شعبية وطنية يشارك فيها اليوم أكثر من 13000 عضو على فيسبوك.
تفاعل فني ورجالي
وأضافت مروّه أنّ هذا الاعتصام هو تكملة لمسيرة طويلة بدأت منذ سنوات بنضالات كبيرة في سبيل حقوق المرأة والمواطن في هذا البلد وذلك من خلال الجمعيات والهيئات والشبكات التي عملت على رصد انتهاكات حقوق المرأة في لبنان وساهمت بإعطائها هامشا أوسع من الحقوق والحرّيات.
وبعدها أعطت مروّه الكلمة لطارق أبو زينب ليرفع بصوته مطالب الاعتصام أمام الإعلام والمشاركين حيث عبرّ عن نيّته استكمال مسيرة هذا الاعتصام بأنشطة ثقافية مطلبية منوعة قريبا وبدورات توعية وندوات حوارية ونقاشات مفتوحة تستهدف حقوق المرأة والإنسان في عدد من المدن والقرى اللبنانية لإيصال أصوات كل نساء لبنان المعنّفات إلى مجلس النواب والحكومة والرأي العام اللبناني والعربي والدولي وصولا إلى محافل الأممالمتحدة.