شنت صحيفة حكومية سورية، اليوم الأربعاء، هجوما عنيفا على الجامعة العربية متهمة إياها بالعمل وفق أجندة قوى دولية "عدوانية" تمارس "فعلا تخريبيا" مضادا للمصالح العربية. وكتبت صحيفة الثورة "لا يعود مستغربا أو مثيرا للحيرة أن تقدم هذه المؤسسة العربية التي يفترض بها التركيز على العمل المشترك بين أعضائها من الدول العربية على ممارسة الجور والظلم تجاه سوريا".
ورأت الصحيفة أن قرار الجامعة "لطالما كان أسير تلك القوى المتسلطة المهيمنة التي لا تعمل وفق أجندة العمل العربي المشترك بل وفق أجندة كلفتها بتنفيذها قوى دولية عدوانية كأمريكا وإسرائيل وحلفائهما من الدول الأوروبية الغربية".
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا مساء الاحد في بيان صدر في ختام اجتماع طارىء عقدوه في القاهرة الى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية و"اطراف المعارضة بجميع اطيافها خلال 15 يوما"، الا ان سوريا تحفظت عن هذا البيان.
ودعا البيان ايضا الى "الوقف الفوري والشامل لاعمال العنف والقتل ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الامنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري وحفاظا على السلم الاهلي وحماية المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري".
واعتبرت الصحيفة ان الجامعة بذلك انتقلت "من حالة العجز المزمن التي عاشتها طويلا إلى حالة الفعل التخريبي المضاد للمصالح العربية"، مشيرة الى انها تحولت الى "سوط إضافي يسوط الجسد العربي بيديه دون الحاجة إلى أياد خارجية".
واكدت الصحيفة ان "الفارق الوحيد اليوم بين الجامعة العربية وبين غيرها من المنظمات الدولية أنها الوحيدة التي باتت تتفرد بعدائها السافر لأعضائها العرب فيما المنظمات الدولية الأخرى تحمي القوى الكبرى والمؤثرة فيها وتنحو نحوها".
واضافت الصحيفة "ان قراءة ما فات من زمن يجعلنا أكثر قناعة بأن الأزمة ستنتهي على الأرض ولكن المؤامرة الخارجية ستستمر وبأشكال وألوان مختلفة وستأخذ أكثر من طابع اقتصادي وسياسي وإعلامي شرس". وتشهد سوريا منذ منتصف مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الاقل منذ 15 مارس بحسب الاممالمتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب اهلية". وتتهم سوريا "عصابات ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.