يواصل مهرجان أبوظبي السينمائي فعالياته والتي تتضمن غدا جلسة نقاشية بعنوان "نجيب محفوظ سينمائيا" لبحث علاقة نجيب محفوظ بالسينما كاتبا وإنسانا، كجزء فعال من عالمه الإبداعي الذي شمل أعماله الروائية والقصصية التي أخذت طريقها الى الشاشة، أو مساهمته ككاتب سيناريو، أو قصصه المكتوبة مباشرة للسينما، كما تناقش الجلسة دراسة مقارنة لعمله الذي اقتبسته السينما المكسيكية، ومراجعة نقدية لأفلام صلاح أبوسيف وحسن الإمام التي اقتبساها عن محفوظ. ومن المقرر إطلاق كتاب "نجيب محفوظ سينمائياً"، الذي ينشره مهرجان أبوظبي السينمائي خلال هذه الجلسة التي يشارك فيها سمير فريد، وكمال رمزي ووائل عبد الفتاح، ممن شاركوا بمقالات في الكتاب، وعبود أبوجوده الذي اعتمدت ملصقات أفلام محفوظ المعروضة في بهو المهرجان من مقتنياته.
وخلال المهرجان يناقش المخرج السويدي غوران هوغو اولسون، الشرائط الأرشيفية لحركة "القوة السوداء"، والصلة التي تربط هذه الحركة المتمثلة ب "الفهود السود" الذين برزوا في أمريكا "1967 -1975 " بأرجاء العالم المختلفة حيث يؤمن المخرج أن المظاهرات والثورات، ليست مجرد أدوات تعود لفترة السيتينيات انتهى دورها في التغيير لتثبت الأحداث الأخيرة في العالم صحة رؤيته من خلال الربيع العربي، والمظاهرات العارمة في إسبانيا واليونان، وأعمال العنف في انجلترا، والتي انتقلت مؤخرا لتحتل "وول ستريت" في الولاياتالمتحدة.
ويستعرض غوران هوغو أولسن، المراحل الزمنية لفيلمه، ورؤاه القيمة حول صناعة الأفلام الوثائقية وضرورات الأرشفة السينمائية، وكذلك "شاشة كايرو"، الفيلم القصير الذي شارك إخراجه مع طارق صالح في عام 1998 .
كما يقدم اليوم وضمن "جديد المهرجان" لهذا العام "ليلة السيدات" وهي عروض خاصة بالنساء فقط يهدف المهرجان من خلالها إلى التأثير في فئة معينة من الجمهور وتشجيعها على التواصل مع المهرجان ومنح النساء يوما خاصا بهن ليشاهدن الأفلام سوية .
ويتضمن البرنامج تقديم العرض الدولي الأول للفيلم الأمريكي "فليحفظ الرب حذائي" سينما عالمية إخراج جولي بيناسرا، وهو فيلم طريف ومرح حول علاقة الحب بين النساء وأحذيتنهن ذات الكعوب العالية مع اراء من أشهر المصممين مثل كريستيان لوبوتان ومانولو بلانيك وبيير هاردي، وأيضا من بعض المشاهير من المهووسات بالكعوب العالية مثل فيرجي وديتا فون تيس وكيلي رولاند.
أما الفيلم الثاني المخصص للسيدات هذا المساء والذي قدم يوم أمس لجميع فئات الجمهور في عرضه الدولي الأول فهو الوثائقي "فتاة الموديل" من إخراج اشلي سابين ودايفيد ريدمن، والذي يطرح من البداية إشكالية عمل الأطفال.
ويشارك عدد من مخرجي ونجوم السينما المصرية ضمن احتفالية المهرجان بفيلم "18 يوم" الذي يضم مجموعة من الأفلام القصيرة لعشرة مخرجين، والذي خرج من قلب الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية المصرية إلا أنه ينتمي إلى السينما الروائية وليس الوثائقية، بما يتناغم مع تراث السينما المصرية الذي تتقدم فيه السينما الروائية بأشوط عن نظيرتها الوثائقية. هذا ويعرض الفيلم ضمن قسم "عروض السينما العالمية".
وضمن هذا القسم أيضا يقدم اليوم العرض الدولي الأول للفيلم الهندي "المعبد" إخراج أوميش فينايك كولكن.
كما يعرض فيلم "عدوى" لستيفن سودربرغ، الذي عرض في مهرجان البندقية السينمائي الشهر الفائت فينتقل من لندن إلى هونج كونج، ومن سان فرانسيسكو إلى أبوظبي، ليتبع اندلاع فيروس ينتقل جوا، ويتسبب بموت ضحاياه في أيام معدودات مع تفشي الوباء، تسارع الأوساط الطبية العالمية للعثور على علاج لهذا المرض والسيطرة على الذعر المتفشي بين الناس أسرع من تفشي الفيروس نفسه.
مات دايمون، غوينيث بالترو، كايت ونسليت، جود لو، ماريون غوتيلار ولورنس فيشبورن، يتقدمون مجموعة النجوم في هذا الفيلم الكوني للمخرج الحائز على جائزة أوسكار ستيفن سودربيرغ، كما يعرض فيلم "كهف الأحلام المنسية" للمخرج فيرنر هرتزوغ، في رحلة تخطف الأنفاس عبر الزمن الذي بدأ فيه الفن .. فهو أول سينمائي يحصل على التصريح للدخول إلى أقدم كهف معروف يضم رسومات على الجدران في العالم، موظفا تقنية السينما ثلاثية الأبعاد ، وتنطلق اليوم عروض "مسابقة الأفلام القصيرة" بما تحمله من تجارب مميزة لمخرجين عرب وعالميين، بينما تتابع "مسابقة أفلام الإمارات" عروضها مع عدد من الأفلام الروائية القصيرة.
وتحمل "مسابقة الأفلام الروائية الطويلة" فرصة حقيقية للتعرف على تجربة المخرج المكسيكي البارز "أرتورو ريبستين" التي ربما ما تزال مجهولة في العالم العربي لكنها تحظى منذ زمن طويل بكثير من الاحترام، كإحدى التجارب السينمائية الطليعية في العالم، عبر فيلمه "أسباب القلب" الذي يلجأ فيه المخرج في اقتباس حر شخصي جدا، إلى فلوبير وكتابه الشهير "مدام بوفاري" ليبني قصة جديدة عن العزلة والخوف، الشغف تجاه الحياة والياس منها على حد سواء.
وتواصل المسابقة عروضها مع "رجال أحرار" لاسماعيل فروخي، والذي يأخذنا إلى باريس خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تتلاقى معا حيوات بائع جوال مسلم، ومغن يهودي وإمام. وتتكون صداقة بين المسلم واليهودي بينما يحاول الثلاثة أن يخبئوا في جامع باريس الكبير أناسا هاربين من قوات الاحتلال الألماني، وبالتالي حمايتهم من الترحيل والموت.
ضمن "افاق جديدة" يعرض اليوم "صائد الغيلان" لأندريه اوفردال، وعلى أطراف العاصمة الأندونيسية، جاكرتا، يتابع المخرج الهولندي ليونارد ريتل هلمريتش ثلاثيته التي يرصد من خلالها حياة ثلاثة أجيال من عائلة أندونيسية عبر فيلم "مكان بين النجوم" وثائقي طويل.
بينما يصحبنا الفيلم الأمريكي "باك" مسابقة عالمنا، للمخرجة سيندي ميهل، في رحلة الخلاص شبه الملحمية التي خاضها "باك"، مدرب الجياد.
وفي عودة إلى سينما نجيب محفوظ، وفي الأجواء الساحرة لعروض الهواء الطلق على شاطئ فيرمونت، نستعيد حكايات الفتوات مع فيلم "الجوع" للمخرج المبدع علي بدرخان، ومن بطولة النجمين الرائعين محمود عبدالعزيز و يسرا.. في حين يقدم في سينما فوكس - مارينا مول فيلم "بين القصرين" للمخرج الكبير حسن الإمام، في استعادة لسيرة الشخصية التي لا تنسى "السيد أحمد عبد الجواد".