تميز الكاتب الكبير نجيب محفوظ وسط أقرانه من الكتاب بميزتين أولهما حصوله على جائزة نوبل عام 1988 وثانيهما علاقته الوطيدة بالسينما ، حيث كانت الأفلام المنقولة عن رواياته بمثابة انعكاس للواقع الإجتماعى و السياسي المصري. وهذا ما دفع هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث لإعلانها عن احتفائها بمرور 100 عام على ميلاد الروائى المصرى نجيب محفوظ من خلال المهرجان السينمائى الذى تنظمه والذى تبدأ فعاليات دورته الخامسه فى الفتره ما بين 13 إلى 22 أكتوبر 2011 ، وذلك بتقديم ثمانية أفلام مأخوذة عن أعماله، أو أسهم بكتابة السيناريو أو القصة السينمائية لها. وسيقوم المهرجان بنشر دراسة عن نجيب محفوظ والسينما، وإقامة معرض لملصقات الأفلام المأخوذة عن أعماله، بالإضافة إلى تنظيم حلقه ناقشيه حول علاقة محفوظ بالسينما.. و أشار عيسى المزروعي مدير المشاريع الخاصة فى الهيئة فى بيان صحفى إلي أن المهرجان يغتنم هذه الفرصة لإعادة التأكيد على أهمية الاحتفاء بفن السينما من خلال تقديم أمثلة هامة من تاريخ السينما وعبر دعم الحفاظ عليها وترميمها ووضعها فى متناول مشاهد اليوم". و شكر المزروعى وزارة الثقافة المصرية والمركز القومى للسينما فى مصر لتعاونهما، والذى سيمكّن المهرجان من تقديم خمسة أفلام مختارة للاحتفالية بنسخ وترجمة جديدة، أعيد طبعها خصيصاً لبرنامج محفوظ الاستعادى وهى بذلك ستقدم فرصة استثنائية لعشاق الأفلام والكتب فى دولة الإمارات للإستمتاع بأعمال واحد من أهم كتاب القرن العشرين.". و من جهته ذكر المدير التنفيذى للمهرجان: إن تصوير محفوظ لحياة شعبه بكثير من التبصّر، سواءً أفى أعماله الأولى التى صور فيها ماضى مصر العريق، أو فى الأعمال اللاحقة التى ركز فيها على الطبقة المتوسطة الدنيا فى مصر، بحيث تصلح مقارنته ببلزاك، بما هى مقارنة لا يرقى إليها إلا قلة من الكتاب". وأضاف أنه فى هذه اللحظة التاريخية، حيث أنظار العالم متجهة إلى الجديد الحاصل فى هذه الأمة العريقة والساحرة، تقدم أعمال نجيب محفوظ سواء الأدبية أو السينمائية وثيقة متفرّدة عما كانت عليه الحياة المصرية خلال القرن الماضى ذلك أنه عبر مسيرته الطويلة كان كاتباً سينمائياً بامتياز، مستخدماً تقنيات "الفلاش- باك" والمونتاج المتوازى ليقدم لنا شخصيات حيّة فى رواياته، وفى كتاباته السينمائية، كما فى رواياته، تنقّل بحرية بين الأجناس الفنية والحقبات التاريخية، لقد كان باختصار معلّماً وخبيراً فى مجالات شتّى". وجدير بالذكر أن ميلاد نجيب محفوظ كان عام 1911 بالقاهرة، ونشر روايته الأولى عام1939 وواصل مسيرته الخصبة التي أثمرت أكثر من 30 رواية و100 قصة قصيرة، إلا أن مسيرته الأدبية واجهت نقطة تحوّل في عام 1994 على أثر تعرضه لمحاولة اغتيال على يد متطرف ديني، أصيب خلالها بطعنة سكين، ما أدى إلى مواجهته صعوبات في استخدام يده اليمنى لأكثر من نصف ساعة في اليوم، متسبّباً في إعاقته عن مواصلة نشاطه الإبداعي في العقود الأخيرة من حياته. منذ عام 1940 شكل عمل نجيب محفوظ موظفا حكوميا مصدر رزقه، متنقّلاً بين قطاعات حكومية ذات صلة بالثقافة والسينما، إذ عمل لفترة مديراً لجهاز الرقابة على المصنّفات الفنية (السينما تحديداً) ومديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، منذ أواخر أربعينات القرن الماضي، فبدأ الكتابة مباشرة للسينما، إذ قدّم أكثر من 25 سيناريو وقصة سينمائية أصلية. ولم يكن نقل أعمال محفوظ إلى السينما حكراً على كبار السينمائيين المصريين من أمثال صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وحسن الإمام وكمال الشيخ وعلي بدرخان وتوفيق صالح، بل إن عملين روائيين من أعماله «زقاق المدق»، و«بداية ونهاية» ألهما اثنين من أبرز مخرجي المكسيك، خورخي فونس وأرتورو ريبيستي وترجمت معظم أعمال محفوظ الروائية للإنجليزية، ونشرت ضمن منشورات الجامعة الأميركية بالقاهرة