"ليس إثما" هو عنوان الديوان الجديد للشاعر طارق الطيب، والصادر عن دار آفاق للنشر والتوزيع فى 119 صفحة من القطع المتوسط ، ويضم 54 نصا شعريا يرصد من خلالها تجاربه الإنسانية فى العديد من أمور الحياة بأسلوب شعرى فلسفى ملىء بالدهشة. ويرصد الشاعر طارق الطيب من خلال كلمات ديوانه العديد من الصور الإنسانية التى استطاع التقطاها بعناية وبعين ترى التفاصيل بكل دقة ونقلها فى صياغة شعرية وفلسفية ليظهر التناقد بين الأشياء والمواقف من خلال بدء النص بعبارة "ليس إثما" ، وفى ختام طرحه يقول "الإثم" ثم يطرح وجهة النظر الأخرى.
فهو يقول : ليس إثما ألا تدرى جارتى/ التى لا تبس ب"صباح الخير" /حين نلتقى/ أن قدميها تصافحان قدمى كل صباح/ على بقعة الأرض نفسها التى عليها نسير .. الإثم أن أبدأ بعد ستين عاما /ونحن نقطن فى المبنى نفسه والدور نفسه/ بكلمة "صباح الخير"/ بعد أن يصافح عكازى مواقع عكازها.
ويغوص الطيب فى أعماق النفس البشرية ويقتنص تلك المعتقدات المتداولة على ألسنة الناس، ويظهر الوجوه الحقيقية المختبئة خلف فلسفتهم الخاصة.
واستطاع الشاعر أن ينقل تلك المعانى العميقة فى لغة شعرية بسيطة وسهلة ومتداولة وناضجة دون أن يقع فى فخ التكرار ، بل أنه فى نهاية كل نص تشعر أنه يصيبك فى مراكز الدهشة داخل روحك ، "ليس إثما" هو ديوان من "الإثم" ألا يتم الالتفات إليه كما يليق.
يذكر أن طارق الطيب من مواليد القاهرة عام 1959 لأب سودانى وأم من أصول مصرية سودانية، وانتقل إلى العاصمة النمساوية فيينا حيث يقيم إلى الآن، ويعمل محاضرا ومدرسا فى جامعة العلوم الإدارية بمدينة كريمس وجامعة جراتس، إلى جانب أعماله الأدبية الروائية والشعرية والمسرحية والتى بدأت عام 1992 برواية "مدن بلا نخيل" ونشرت باللغة العربية حتى وصلت إلى 9 أعمال منشورة بالعربية، أخرها رواية "بيت النخيل" عام 2006، وترجمت أعماله إلى 8 لغات ، فضلا عن مشاركته فى العديد من المهرجانات العالمية والعربية بمختلف دول العالم.