إن أول ما ستورثه السنة العبرية التى تنتهى اليوم (الأربعاء) إلى السنة الجديدة التى تبدأ غدا (الخميس) هو الثورات العربية التى أدت حتى الآن إلى سقوط عدة أنظمة عسكرية فى العالم العربى، وإلى خوض أنظمة أخرى معارك طاحنة من أجل الحفاظ على بقائها. ولا شك فى أن الزمان الحالى فى العالم العربى أصبح ملكا للجماهير الشعبية فى الشارع، أمّا المستقبل فإنه على ما يبدو سيكون ملكا للأحزاب الإسلامية. ومع عالم عربى كهذا ستواجه إسرائيل صعوبات كبيرة فى تطبيع العلاقات بينها وبينه. فى موازاة ذلك، شهدت السنة العبرية المنتهية زيادة فى قائمة الدول التى تنتقد إسرائيل فى العالم، لكن يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مازال يفضل اللجوء إلى الحلول السهلة، كما انعكس ذلك فى الخطاب الذى ألقاه فى يوم الجمعة الفائت أمام الأممالمتحدة واتهم خلاله العالم بأنه لا سامى، ويتجاهل المحرقة النازية، ولا يقف بالمرصاد للمحاولات الرامية إلى القضاء على إسرائيل.
وفى السنة العبرية المنتهية تحولت الدولة الفلسطينية المستقلة، التى كان نتنياهو يدعى أنها غاية يتطلع إلى تحقيقها، إلى تهديد داهم فى نظره.
وبالتالى من المتوقع أن تشهد السنة الجديدة حربا باردة تخوضها الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية، بما فى ذلك محاولة فرض عقوبات إسرائيلية وأمريكية عليها.
كما أن السنة العبرية المنتهية ستورث السنة الجديدة حملة احتجاج اجتماعية ومطلبية فى إسرائيل تهدف إلى تغيير سلم الأولويات القومى، ومن الآن فصاعدا ستكون هذه الحملة ماثلة أمام أهم اختبار لها، وهو مدى قدرتها على التأثير فى المؤسسة السياسية، وإلاّ فإن الوضع القائم فى المجالين الاقتصادى والاجتماعى سيبقى على ما هو عليه، ولن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. ولا بد من القول إن هذا الوضع القائم يشكل ألد أعداء إسرائيل على مر تاريخها، ذلك أنه يقتل التطلع إلى غد أفضل، ويغتال الأمل بمستقبل مغاير.