انطلق مهرجان سوق عكاظ الثقافي بمدينة الطائف في غرب السعودية، الذي يحاكي سوق عكاظ التاريخية القديمة التي كان الشعراء يتبارون ويتنافسون فيها بقصائدهم. وتنتشر في أرجاء ساحة المهرجان دكاكين صغيرة للحرفيين الذين ينسجون البسط ويغزلون الصوف ويجدلون سعف النخيل بالطرق التقليدية القديمة المتوارثة في الجزيرة العربية.
وقالت امرأة تشارك في المهرجان تدعى أم عبد الرحمن، إن "الناس بدأت تهتم يعني بالتراث القديم.. وبدأ ت بالشعور أن الشغل اليدوي قد بدأ اهتموا فيه أكثر من الصناعة ".
كثير من قصائد الشعر العربي القديمة التي ما زال التلاميذ يتعلمونها في المدارس إلى اليوم ألقيت في سوق عكاظ القديمة قبل الإسلام، ويتضمن المهرجان سباقات في الفروسية ومنافسات في المبارزة بالسيف ومشاهد مسرحية تعيد تمثيل وقائع من التاريخ.
وقال عبد الرحمن الثبيتي، فارس شارك في المهرجان، إنه "كان هناك قديما سباقات وكان فيه تحديات وكان بينهم سباق سنويا ومبارزات. وفي نفس الوقت مبارزات شعرية وكان فيه كثير شعراء طلعوا من سوق عكاظ واشتهروا".
وقد اشترك في المهرجان، ممثلون بأزياء تاريخية قديمة يقومون بتجسيد شخصيات كبار شعراء العصر الجاهلي مثل امريء القيس وحسان بن ثابت.
وقال الممثل الذي جسد شخصية حسان بن ثابت الذي لقب شاعر الرسول بعد أن اعتنق الإسلام "نري الأجيال الجديدة كيف كان الشعراء سابقا أقوياء بشعرهم والفرسان كذلك يعني. ونأمل من الأجيال الجديدة أن يكونوا مثل الشعراء سابقا في الجاهلية وأفضل باذن الله".
وبدأ إحياء سوق عكاظ التاريحية القديمة في صورة مهرجان سنوي في عام 2008 ويكرم في كل دورة واحدا من كبار الشعراء العرب القدامى. وقال سامي الفيفي، زائر سعودي للمهرجان: "شاهدنا الكثير من المشاهد العربية الجميلة التي تجسد شخصية العربي في عصره الجاهلي وهذا مما زادني شوقا لقراءة ذلك العصر والتواصل معهم وما إلى ذلك من شوق إلى الشخصية العربية".
وكانت الأسواق في الجزيرة العربية ملتقى للتجار والبدو والحرفيين والشعراء ومركزا لمعرفة الأخبار التي كانت تنقلها القوافل. وكانت سوق عكاظ التاريخية علاوة على ذلك محفلا مهما لإلقاء الشعر والتباري في الخطابة.