اتخذت لجنة نوبل قرارا صائبا إلى حد كبير بمنح جائزتها فى السلام لهذا العام لثلاث نساء فى العالم النامى، تركزت أنشطتهن على العمل السياسى، فى انعكاس لواقع معيش منذ أكثر من نصف قرن، وهو ريادة بعض السيدات فى تولى قمة السلطة السياسية منذ فوز سيريمافو باندرانايكا بقيادة حكومة سيريلانكا عام 1960 لتصبح أول «رئيسة وزراء» فى القرن العشرين. واليوم، تتولى 13 سيدة حول العالم مناصب رئاسة الدولة والحكومة، بينهن سبع سيدات من دول نامية، بحسب قائمة مجلة «تايم» الأمريكية أمس. ويبلغ عدد رئيسات الجمهورية حول العالم الآن سبع سيدات، ففى البرازيل هناك النقابية الماركسية ديلما روسيف التى انتخبت فى أكتوبر 2010، لتكمل مسيرة لولا ديسيلفا صاحب مشروع العدالة الاجتماعية.
وفى جارة البرازيل الجنوبية، تولت كريستينا كريشنير عام 2007 حكم الارجنتين، خلفا لزوجها، الذى ساهم فى إخراج البلاد من كبوتها الاقتصادية، لتكرر مشهد إيفا بيرون التى تولت الرئاسة عقب وفاة زوجها. وقبل مغادرة القارة اللاتينية نجد لورا تشنشيلا، التى صعدت من منصب نائب الرئيس إلى قيادة كوستاريكا هذا العام.
وفى إفريقيا نجد الفائزة بنوبل السلام هذا العام رئيسة ليبيريا ألين جونسون سيرليف، التى تتولى الحكم منذ عام 2005، عندما فازت على لاعب كرة القدم الشهير عالميا جورج وايا، وتحمل تركة ثقيلة لتضميد جراح 12 عاما من الحرب الأهلية، وتحاول هذه الأيام للفوز بولاية ثانية.
وفى أوروبا، رئيسة فنلندا تارجا هالونين التى فازت فى انتخابات 2000، وجنبت بلادها الكثير من مظاهر التدهور الاقتصادى الذى عصف بالعديد من دول الاتحاد الأوروبى، إضافة إلى أيسلندا التى شهدت إفلاسا شبه كامل عقب الأزمة الاقتصادية عام 2008، لتنهار الحكومة آنذاك، وتأتى جوهانا سجيورداردوتير قائدة ائتلاف يسار الوسط، وأخيرا لتوانيا حيث تولت الصحفية السابقة داليا جريبوسكايت الحكم عام 2009 لتنفذ خطة التحول الأخير نحو نموذج الاتحاد الأوروبى.
أما فى منصب «رئيس الوزراء»، فنجد ست سيدات يتولين هذا المنصب حول العالم، أبرزهن مستشارة ألمانيا أنجيلا ميريكل، زعيمة ائتلاف يمين الوسط. وإلى الشمال فى الدنماراك فازت هيل ثورنينج شميدت فى انتخابات سبتمبر 2011، متعهدة بنهاية حكم المحافظين الذين سيطروا طويلا على المشهد السياسى فى كوبنهاجن.
وقبل مغادرة العالم الصناعى هناك فى الجنوب الشرقى أول رئيسة للوزراء فى القارة الأسترالية جوليا جيرالد، التى فازت بمنصبها فى يونيو 2010، بعد تصويت عقابى ضد سلفها جون هاورد، الحليف القوى للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن فى حربه ضد «الإرهاب».
وفى العالم النامى هناك رئيسة وزراء تايلاند الحسناء يانجلوك شيناواترا، التى تقدمت صفوف حزبها المدعوم من فلاحى الشمال، والحقت الهزيمة بتحالف الأحزاب الملكية فى أغسطس 2011، الذى ساهم فى ملاحقة وطرد شقيقها ياكسين خارج البلاد.
وفى القارة الآسيوية، وريثة أخرى هى حسينة واجد، أرملة مجيب الرحمن بطل استقلال بنجلاديش عام 1971، عن باكستان، والذى اغتيل فى 1975. وآخر رئيسات الحكومة هى كاملا بريساد بيسيسار فى جرينيداد وتوباجو، والتى تولت منصبها فى 2010.