أرجع مصدر مسئول أن الأزمة التى تواجهها مصر حاليا فى مصادر الطاقة من منتجات البترول كالبنزين 90 و92 إلى نقص الإنتاج، الذى بدأت حقائقه تتكشف خلال الفترة الماضية، وإلى نقص السيولة النقدية، التى تسببت فى عجز وزارة البترول عن استيراد الكميات اللازمة لسد حاجة السوق المصري. وأكد المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أن مشكلة نقص السيولة ترجع إلى عام 2005، حينما أجبر أحمد عز، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى المنحل، الهيئة العامة للبترول على الاقتراض من مؤسسات تمويل دولية، لسد عجز الموازنة بما يقدر بنحو 2 مليار دولار، دون أن يكون لدىّ الهيئة القدرات الإنتاجية أو الإيرادات، التى تغطى تكلفة عملية الاقتراض الضخمة. وتابع المصدر نفسه: «هذا الوضع أدى للجوء وزارة البترول إلى بيع المنتجات المصرية من البترول بشكل مسبق وبأسعار متدنية، وهو ما تسبب فى تفاقم الأزمة المالية لقطاع البترول حاليا، كما ساعد فى تزايدها عجز القطاعات الحكومية الأخرى عن تسديد مديونياتها لقطاع البترول، كوزارة الكهرباء والطيران المدنى». من جهته قال د. إبراهيم زهران، الخبير البترولى ل «الشروق»، «إن شهر رمضان شهد تهريب كميات من البنزين إلى غزة وليبيا، ويجب على وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية أن تراقب هذه العملية». وأضاف أن هناك أزمة كبيرة فى الإنتاج والتوزيع والتهريب، ويجب على وزارة التضامن أن تواجه الأزمة بكل شفافية. بينما أبدى أحد أصحاب محطات التموين بالقاهرة تعجبه من نقص كميات البنزين 90 و90، وتوافر 80، قائلا: «بنزين 80 متوافر جدا، وأسباب نقص 90 و92 غير واضحة حتى الآن، إلا أن الظاهر لنا حاليا هو تأخر شركات البترول فى إمدادنا بالبنزين». فيما تصاعدت أزمة بنزين 80 و90 و92 فى أسيوط نتيجة نقص الكميات فى محطات التموين، وشهدت مداخل ومخارج المحافظة ازدحاما شديدا لساعات طويلة من اليوم من سيارات الأجرة والملاكى المتجه من وإلى أسيوط. وامتدت طوابيرالسيارات أمام محطات البنزين، وأغلقت السيارات الشوارع الرئيسية وتسببت فى شلل مرورى فى الشوارع الرئيسية وبطول الطريق السريع، ونشبت مشادات كلامية وتراشق بالألفاظ بين أصحاب المحطات والسائقين بسبب نقص البنزين، وأخرى بين السائقين، وبعضهم بسبب أسبقية الحصول على البنزين والتزاحم فى الوقت الذى قام فيه عدد من السائقين داخل مدينة أسيوط برفع الأجرة إلى الضعف، واستغل عدد من أصحاب المحطات الأزمة ورفعوا الأسعار، فى حين أغلقت محطات أخرى أبوابها بعد نفاد الكميات لديها. وتسببت الأزمة فى رفع أسعار البنزين فى السوق السوداء، وهو ما دفع عشرات السائقين للخروج بالجراكن للبحث عنه. من جته قال المهندس مجدى سليم، وكيل وزارة التموين بأسيوط إن حصة بنزين 90 و92 انخفضت نحو 35 % من الحصة الأساسية، وأن الانخفاض من المصدر الرئيسى، حيث إن بعض الشركات تأخذ حصتها من مسطرد والأخرى من السويس. وأضاف أن المديرية قامت بحملة على تجار السوق السوداء من أصحاب محطات التموين، الذين يستغلون ظروف نقص الكميات للمتاجرة. وفى كفر الشيخ ألقت أزمة نقص بنزين 80 بظلالها مرة أخرى على أهالى محافظة كفر الشيخ بعد العيد مما منع الأهالى من السفر والذهاب إلى المتنزهات والحدائق وزيارة الأقارب والسفر إلى المدن الساحلية للاستجمام والتمتع بإجازة العيد. وأدى النقص الشديد فى المعروض من بنزين 80 بالمحطات بقرى ومدن المحافظة إلى تكدس السيارات بكثافة بجميع أنواعها ميكروباص وملاكى وسيارات أجرة خاصة سيارات النصف نقل أمام محطات التموين. ومنذ ساعات الصباح الأولى شهدت محطات التموين زحاما شديدا مما أدى لإعاقة حركة المرور فى كثير من المناطق بالمحافظة، مما أدى لتضاعف أسعار البنزين ووقوع مشاجرات بين أصحاب السيارات وبعضهم البعض من جهة، وبين السائقين وأصحاب محطات الوقود من جهة أخرى، لتطور إلى نشوب معارك طاحنة بالأيدى أمام محطات مصر والحداد والنهضة، أدى إلى إصابة 6 أشخاص بإصابات بالغة نقلوا على إثرها إلى مستشفى كفر الشيخ العام لتلقى العلاج. شارك في التغطية: عبد العزيز صبرة وضحى الجندى ويونس درويش ومحمد نصار.