سعت الإدارة الأميركية، اليوم الثلاثاء، عقوباتها ضد دمشق لتشمل وليد المعلم، وزير الخارجية، وبثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد، وعلي عبد الكريم علي، سفير سوريا في لبنان، وذلك في إطار ضغوطها لوقف قمع النظام للمحتجين. وتعد هذه هي ثالث سلسلة من العقوبات تفرضها وزارة الخزانة الأمريكية في إطار إجراءاتها العقابية ضد الأسد وكبار المسؤولين في نظامه، وتأتي بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس باراك أوباما للأسد إلى التنحي. وقالت وزارة الخزانة إن قرارها يشمل بتجميد أرصدة هؤلاء المسؤولين في الولاياتالمتحدة إن وجدت وحظر أي مبادلات تجارية معهم. وصرح ديفيد كوهين، وزير الخزانة الأمريكي، في بيان: "بناء على العقوبات التي استهدفت كل حكومة سوريا، نشدد ضغوطنا اليوم على ثلاثة مسؤولين كبار في نظام الأسد هم أبرز المدافعين عن نشاطات النظام". وربطت فكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، العقوبات "بالدور الذي يلعبه المسؤولون الثلاثة في الدعاية للرعب الذي يمارسه الأسد على شعبه". وأضافت أن وليد المعلم "يكرر لازمة المؤامرة الدولية ويحاول إخفاء الأعمال الإرهابية للنظام مفضلا اتهام إرهابيين للتغطية على النشاطات المروعة للنظام عبر تحميل المسؤولية لإرهابيين". وأضافت أن "هذا الشخص ينشر أكاذيب عن المعارضة في سوريا، وأكاذيب عن الوضع الأمني (في البلاد)، وأكاذيب عن نشاطات النظام". وتحدث مسؤول أمريكي بلهجة أكثر حدة عن المعلم. وقال طالبا عدم كشف هويته: إن "وليد المعلم لعب دورا أساسيا في محاولة تحصين النظام من مضاعفات وحشيته". وأضاف "بتفانيه في محاولة المساعدة على إخفاء مسؤولية الحكومة عن قتل وتعذيب مواطنين سوريين يتحمل المعلم بعض المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت". وتابع المصدر نفسه أن المعلم "تدخل لدى نظرائه لمحاولة منع مجلس الأمن الدولي من التحرك". ووصف الوزير السوري بأنه "يبقى أداة لا تعذر ومشينة وناطقا باسم بشار الأسد". وأوضح المسؤول الأمريكي نفسه أن "المعلم كان في المقابل صلة الوصل بين دمشق وطهران، وعزز اعتماد الأسد على المعدات والنصائح الإيرانية في قمعه الشعب السوري بلا هوادة". وقالت نولاند من جهتها إن بثينة شعبان "ناطقة باسم القمع الذي يمارسه النظام". وعبرت نولاند عن قلقها من السفير السوري في لبنان الذي يقيم "علاقات وثيقة" مع المخابرات السورية خلال حياته المهنية في الحقل الدبلوماسي وأكدت أن نشاطاته في لبنان "لا تتلاءم" مع وضعه الدبلوماسي. وأضافت "نحن قلقون - وعبرنا للحكومة اللبنانية عن هذا القلق - من المضايقات التي يتعرض لها سوريون في لبنان واختفاء عدد منهم". والمعلم الذي كان سفيرا لسوريا في الولاياتالمتحدة من 1990 إلى 2000، يتولى حقيبة الخارجية في سوريا منذ فبراير 2006. وقد وسعت صلاحيات حقيبته لتشمل المغتربين إثر تعديل وزاري جرى في أبريل 2006. أما علي عبد الكريم فهو أول سفير لسوريا في لبنان. وقد تسلم مهامه أواخر مايو 2009 بعد سبعة أشهر من إقامة علاقات دبلوماسية بين دمشق وبيروت. وتشغل بثينة شعبان منصب مستشارة سياسية للرئيس الأسد منذ يوليو 2008. وكانت قبل ذلك وزيرة للمغتربين. وفرضت الولاياتالمتحدة في مايو الماضي عقوبات على النظام السوري وكبار مسؤوليه. وبموجب مرسوم رئاسي جمدت الأرصدة التي قد تمتلكها الدولة السورية وعدد من مسؤوليها في الولاياتالمتحدة. ودعت الحكومة الأميركية الأسد للتنحي عن السلطة وأعلنت في 18 اغسطس أنها تحظر استيراد النفط والمنتجات النفطية من سوريا. وأوضحت أن هذا الإجراء اتخذ لحرمان النظام السوري من "استخدام أي أصول للدولة السورية خاضعة لقانون الولاياتالمتحدة لمواصلة حملة العنف والقمع (...) ضد المواطنين في سوريا".