أظهر استطلاع للرأي العام الأمريكي أن نسبة كبيرة من الأمريكيين تعتقد أن الجمهوريين، وعلى رأسهم الرئيس السابق جورج دبليو بوش، يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية في الأزمة المالية التي لا تزال تعيش البلاد تداعياتها، في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية الرئيس باراك أوباما بسبب أدائه لمعالجة الأزمة. وأوضحت نتائج الاستطلاع، الذي أجرته وكالة (أسوشيتد برس) للأنباء وأبرزته وسائل الإعلام الأمريكية، أن 51% من المستطلعين يلومون الرئيس السابق جورج بوش، باعتباره السبب في الوضع الاقتصادي المعقد الذي تعيشه الولاياتالمتحدة، في حين كان نصيب أوباما من المسؤولية 31% فقط. ونال النواب الجمهوريون نصيبهم من اللوم، حيث أشارت الأرقام إلى أن نسبة 44% من المستطلعين أكدت أن النواب الجمهوريين في الكونجرس بمجلسيه يتحملون مسئولية ما آلت إليه الأمور، في حين بلغت النسبة 36% بالنسبة للديمقراطيين. وأبدى غالبية الذين شملهم الاستطلاع موقفا سلبيا من التوجه الذي يسير نحوه الاقتصاد الأمريكي، حيث أكد 86% منهم أن الاقتصاد الأمريكي ضعيف مقابل 80% في شهر يونيو الماضي، في حين بلغت نسبة الذين يعتقدون أن الاقتصاد يسير نحو الأسوأ 49%، مقابل 27% في يونيو. من جانب آخر، تراجعت نسبة المستطلعين من أنصار الحزب الديمقراطي الذين يعتقدون أن أوباما يتحكم في الأزمة الاقتصادية إلى 58% من أصل 65% في شهر يونيو الماضي، كما تراجعت نسبة الرضا على أداء أوباما لدى أنصار الحزب الجمهوري إلى 9% من 15% في يونيو. أما الذين يعتقدون أن البلاد تسير في الطريق الخطأ ، فقد ارتفعت نسبتهم إلى75% مقارنة ب 63% قبل شهرين. وقد جاءت هذه الأرقام في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس باراك أوباما لعرض خطة اقتصادية جديدة تهدف إلى إنعاش قطاع الوظائف، وهى الخطة التي من المتوقع أن يعلن عنها في بداية شهر سبتمبر القادم، وسط انتقادات كبيرة من قبل الجمهوريين الذين يتهمون الرئيس الديمقراطي بسوء إدارة الأزمة الاقتصادية. كما تأتى وسط حملة سياسية محمومة تحضيرا لموعد الانتخابات الرئاسية القادمة، التي يسعى فيها أوباما لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية، في الوقت الذي يخوض فيه الجمهوريون حملة شرسة لإيجاد منافس قوى لأوباما. في السياق ذاته، قال البيت الأبيض "إن الرئيس أوباما عقد مؤتمرا بالهاتف أمس الخميس مع كبار مستشاريه لمناقشة الاقتصاد والتقدم بشأن خطة سيعلنها الشهر القادم لخلق وظائف جديدة وزيادة النمو في الولاياتالمتحدة". وتحدث أوباما، الذي يقضى عطلته الصيفية في منتجع (ادجار تاون) قبالة ساحل بوسطن - مع وزير الخزانة تيموثى جايتنر وكبير موظفي البيت الأبيض وليام دالى ورئيس الميزانية بالبيت الأبيض جاك ليو ومدير المجلس الاقتصادي الوطني جين سبرلنج. وأشار البيت الأبيض إلى "أنهم ناقشوا التقدم الذي تحقق في المقترحات بشأن الوظائف الجديدة وإجراءات خفض العجز بالميزانية التي يجرى العمل فيها تمهيدا لإعلانها في كلمته المرتقبة الشهر القادم".