وسط الأحداث والصراعات السياسية التى تمر بها مصر والوطن العربى كله لإحلال الديمقراطية والتخلص من الفساد الذى كان يسيطر على نظم وحكام هذا الوطن، خرج الكاتب والسيناريست بشير الديك بعمل جديد من قصص الجاسوسية، ومع «عابد كرمان» يصور فاصلا من مسلسل الصراع العربى الإسرائيلى الذى لا ينتهى وستظل أوراقه تحمل الكثير والكثير من الأسرار التى لم تتكشف مع الزمن لتكون أفكارا لدراما تشهد بالصوت والصورة على اغتصاب وطن، وفى حواره معنا يكشف بشير الديك تفاصيل جديدة للمشاهد التى لن نراها على الشاشة مع عرض المسلسل، والتى لم تعد رغم سقوط النظام الذى قرر حذفها. فى البداية أوضح السيناريست بشير الديك أن غياب المشاهد لن يؤثر على سياق الدراما، ولن يشعر المشاهد بأن هناك فصولا مفقودة، وإن كانت تلك الأجزاء الغائبة ستعطى مزيدا من العمق والتأثير فى العمل، وقال: «المشاهد كانت تتعلق بشخصية وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق موشى ديان، ومقابلته مع عابد كرمان، وبعد أن تم ابلغنا بأن الجهات السيادية ترفض وجود موشى ديان فى العمل، تم تدارك هذا الأمر من خلال إيجاد شخصية بديلة سيتعرف عليها الجميع بمتابعة أحداث المسلسل ومن هنا أقول إن غياب شخصية ديان لن يؤثر على التطور الدرامى للأحداث». وعلق على ما تناقلته المواقع الفنية من أنباء عن عرض المسلسل كاملا وبدون حذف شخصية ديان، وقال: «ما نشر عن عودة المشاهد المحذوفة غير صحيح، وأنا لم اقل إطلاقا إن حذفها سيؤثر سلبا على الأحداث، وهذه الأنباء تريد فقط إحداث فرقعات صحفية». وبسؤاله عن مدى تحقيق مشاهدة جيدة لعابد كرمان وسط ما يحدث من ثورات ومعارك على مستوى مصر والعالم العربى أجاب الديك: «العالم العربى يشهد الآن تغيرات كثيرة ويحاول أن ينهض من جديد وهذه الثورات العربية التى نعيشها كل يوم مرتبطة بشكل أساسى بالصراع الإسرائيلى، وما يحدث الآن مرتبط بالتحالف الإسرائيلى الأمريكى مع الأنظمة الفاسدة التى كانت تحكم دون رقيب، ولا يوجد انفصال بينهم وهو ما يؤكد أن كل الأحداث تدور فى حلقة واحدة، وترابط بسلسلة يجب أن نمسك بحلقاتها جيدا حتى نصل إلى أخرها، لذا يستطيع من يشاهد ويعيش هذه الأحداث، أن يفهم أبعاد الصراع العربى الإسرائيلى، ومن هنا فإن عرض أحداث المسلسل الذى تدور أحداثه فى مطلع النصف الثانى من القرن الماضى لا ينفصل عما يحدث الآن. وأضاف أن دراما الجاسوسية بوجه عام تعد من الموضوعات التى يجذب الجماهير فى أى وقت، خاصة القصص الدرامية التى يمكن أن تكشف تفاصيل جديدة عن الصراع. وردا على سؤالنا عن اختيار بطل مسلسله من عرب 48، وان كان يريد من ذلك إعادة الاعتبار لعرب الداخل.. فأجاب: «شخصية عابد كرمان شخصية واقعية كانت موجودة فى عالمنا بالفعل وبطلها الحقيقى مات قريبا، وقد التزمت بما ذكر فى الرواية المأخوذ عنها العمل للمؤلف ماهر عبدالحميد ولم يكن اختيارنا أن تكون من عرب 48 بل هذا فرضه الواقع علينا». وعن تأثير تأجيل عرض المسلسل من العام الماضى لرمضان الحالى قال الديك: «التأجيل لم يكن بإرادتنا لكنه رغم ذلك كان لمصلحة العمل وليس العكس، ففى العام الماضى كان هناك أكثر من سبعين مسلسلا وهو ما تسبب فى ضياع بريق الكثير من الأعمال الجيدة التى لم يتح لها الفرصة للظهور بشكل جيد وهو ما سبب أيضا ارتباكا شديدا للمشاهدين ولم يجدوا الوقت الكافى لمتابعة كل هذه الأعمال، أما هذا العام فالأعمال اقل والفرصة أفضل للمتابعة». كما أشار إلى أن أحداث الثورة والمحاكمات التى تجرى الآن لم تؤثر بالسلب على تلقى الأعمال الدرامية، وقال إن أحداث لم تلق بظلالها على شاشه رمضان بل كان لها تأثير ايجابى لأن الناس تتابع فى ارتياح بعدما شعرت بنسيم الحرية. وعن رأيه عن الفرق بين تجاربه فى عالم الجاسوسية وتجارب صالح مرسى صاحب أشهر قصص الجاسوسية قال: «الفرق فى التقنيات فقط فأصبح الآن يمكن أن نصور الأحداث فى أماكنها الحقيقية بعد أن أتاح لنا التطور فرصة التصوير الخارجى هذا إلى جانب سرعة الأحداث لتتناسب مع العصر الحالى، أما فى الأعمال التى كانت تصور من سنوات مضت نجد أن اغلب مشاهدها فى الاستوديوهات والأماكن التى يتاح لهم التصوير الخارجى فيها ليس بالضرورة أن تكون الأماكن الحقيقية او الأقرب لها كما فعلنا فى عابد كرمان، وكانوا يعتمدون فى الماضى على الأداء الحوارى أكثر من حركة الكاميرا، ومن هنا تتميز تجاربنا بعنصر الصورة». وأضاف: «لكن هذا لا ينفى ارتباطنا بأعمال مثل «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان» والتى أصبح لها مكانها فى قلوبنا. وكشف الديك عن مسلسله المقبل والذى يحمل اسم «تحت السيطرة»، وقال: «أكتب الآن أحداث مسلسل «تحت السيطرة» الذى يرصد عهد الدولة البوليسية، وتدور أحداثه فى عام 93 حول حالة الأمن والتسلط الأمنى وضباطه وضحاياه ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفى نتيجة استخدام الأمن للعنف ضد بعض التيارات السياسية».