شوارع نظيفة وهادئة، ورود فى كل مكان، فالقاهرة نفضت الغبار عن نفسها قبيل زيارة أوباما. ولكن ساعات قليلة ورجعت ريما لعادتها القديمة، عادت القاهرة إلى طبيعتها الأولى وتغيرت تماما ملامح الأماكن التى زارها أوباما لتعود لنا كما عرفناها من قبل. ففى المكان الذى شهد خطاب أوباما دبت الحياة من جديد بعد مغادرة الرئيس الأمريكى، حيث تم فتح كوبرى الدقى المؤدى إلى جامعة القاهرة بعد أن أغلق تماما لمنع أى سيارة من الوصول إلى الجامعة. وعادت القمامة على جانبى الطريق المؤدى إلى الجامعة بعد أن ظل عاملو النظافة يجمعونها لساعات طويلة قبيل الزيارة. وفجأة امتلأ المكان بسيارات سكان منطقة الدقى، الذين صفوا سياراتهم على جانبى الطريق بعد أن اختفت من مكانها وقت مرور الموكب الرئاسى. وأمام جامعة القاهرة عادت سيارات الأجرة للعمل والمرور من أمام الجامعة بسهولة، لتبدأ الفوضى المرورية مرة أخرى، خاصة بعد أن انتزعت سيارات الميكروباص من جديد موقفها غير الرسمى أمام بوابة الجامعة. والسبب ببساطة اختفاء رجال الأمن الذين احتلوا المكان طوال فترة الزيارة، فلم يعد هناك فرد أمن واحد فى أى منطقة سواء قريبة من جامعة القاهرة أو بعيدة عنها. ومرة أخرى ظهر الباعة الجائلون ومندوبو الدعاية عند طريق الجامعة يوزعون إعلانات لإحدى شركات الأجهزة الكهربائية، وهو ما كان من المستحيل حدوثه أثناء وجود أوباما داخل جامعة القاهرة. وأثناء تجول «الشروق» فى منطقة الجامعة وقع حادث سير حيث اصطدمت إحدى السيارات بسيدة أثناء عبورها الشارع، بينما كانت السيارة تسير بالاتجاه العكسى لاختصار المسافة وذلك لتأكد السائق من مغادرة جميع عناصر الأمن من المنطقة. وفى موقف الجيزة عادت جميع سيارات الأجرة والميكروباصات إلى مكانها الطبيعى وعاد الزحام إلى تلك المنطقة بعد نقل الموقف إلى مكان آخر بعيد عن الجامعة أثناء الزيارة. وقد عاد باعة العرقسوس إلى مكانهم المعتاد فى الموقف وعلق أحدهم قائلا فور وصوله بعربته «نبدأ الشغل الساعة 6 بالليل عشان يعجب أوباما بيه». وفى منطقة روكسى بمصر الجديدة والقريبة من قصر القبة الذى شهد الاستقبال الرسمى للرئيس الأمريكى عاد الزحام من جديد واختفت عناصر الأمن بعد أن كانت جميع الطرق المؤدية إلى قصر القبة ثكنة عسكرية لا يجرؤ أحد على المرور منها. وفى شارع الهرم اختلف الوضع تماما بعد انتهاء الزيارة، لتعود السيارات ومعها الازدحام للشارع مرة أخرى. وبالنسبة لسائقى السيارات فالفرصة أصبحت سانحة لكسر القواعد المرورية، ولصف سياراتهم صف أول وثان على عكس ما حدث وقت وجود أوباما بالمنطقة. وقام أصحاب المحلات بفتح محلاتهم يوم الجمعة منذ الصباح رغم أنه يوم إجازتهم قائلين «فتحنا النهارده من بدرى عشان عطلة امبارح يمكن نعوض حاجة شوية، صحيح الأرزاق على الله بس اسعى يا عبد وأنا اسعى معاك». ولأنهم بذلوا مجهودا كبيرا وقت الزيارة، فقد قرروا الاختفاء بعد نهايتها، إنهم جامعو القمامة الذين عوضوا ما بذلوه من جهد قبيل الزيارة بالاختفاء التام، لتظهر القمامة مرة أخرى فى شارع الهرم كما اعتادت من قبل. أما فى منطقة جامع السلطان حسن الذى زاره أوباما، فقد رصدت عدسة «الشروق» التغيير الذى حدث فور انتهاء الزيارة، حيث اختفت تماما أوانى الزهور التى ملأت المكان ما أن غادر أوباما، ربما ليتم تخزينها فى انتظار الزيارة القادمة للرئيس الأمريكى أو أى مسئول ذى شأن!!!