لأن البعض لا يمدح شيئا لم يشارك فيه، بل يُفشل كل ما لا يوجد اسمه عليه، فقد تراءى لى أن أقدم للقارئ الكريم ما يلى من أفكار بدون أسماء من كتبوه ولا صفتهم ولا أى شىء عنهم. فلنعتبره كلاما وجدناه مكتوبا فى وريقة. يمكن نجد فيه ما يساعدنا على تبصر ملامح دستورنا القادم. نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها من كل بقعةٍ من أراضيها.. فى دلتاها وصعيدها وسينائها، فى واديها وواحاتها وصحاريها، فى مدنها وقراها، فى بحارها وبُحيراتها، فى داخل مصر وخارجها. نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، مصر التى تقع فى موقع المركز من أمتها العربية ومكان الريادة فى عالمها الإسلامى، والفخورة بانتمائها لقارتها الأفريقية، والمتفاعلة مع حضارات العالم وثقافاته. نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها الذى بدأ فى ثورة 25 يناير 2011 مهمة تحرير المواطن والوطن وأعلن الحرية والكرامة. باسم الله وبتوفيقه نتعاهد ونتعهد أن نعلى من القيم التالية وأن نسعى إلى تحقيق الأهداف المرتبطة بها. أولًا: احترام الشرائع السماوية نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها نعلن احترامنا الكامل لجميع الشرائع السماوية التى تقضى بأن نكون عبادا لله إخوانا فى الوطن، ونؤكد التزامنا بأن تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، مع احترامنا الكامل لجميع الشرائع السماوية الأخرى، وحق كل مصرى فى اختيار ديانته وعقيدته دونما إساءة لديانات الآخرين وعقائدهم. ثانيًا: الحرية والمساواة نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نؤكد تصميمنا على أن نحيا شركاء فى الوطن دون تمييز فى تمتعنا بحقوقنا غير القابلة للتصرف وأن نقوم بالتزاماتنا طبقا لهذا الدستور والقوانين الحاكمة بمجتمعنا. سوف ندافع عن حريتنا بكل معانيها.. نرفض استبداد الفرد بالمجموع، ونرفض استبداد الأقلية بالأغلبية، ونرفض استبداد الأغلبية بالأقلية. ثالثًا: الكرامة والعدالة الاجتماعية نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نؤكد تصميمنا على أن نحيا شركاء فى الوطن، وأن نذود عن كرامته وكرامة الشعب، وأن نُحيى قيم العدالة ونؤكد حقوق الإنسان المصرى الاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها حقه فى الغذاء، والسكن، والعلاج، والتعليم، والعمل، والأجر العادل، والتأمين الشامل، والبيئة النظيفة. رابعًا: حرية العقيدة والتعبير والتنقل نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نؤكد وعينا بأهمية التنوع فى مجتمعنا، ونحرص عليه، وعلى صيانة حقوق الجميع فى إطاره، ونعلن تصميمنا على أن نحيا شركاء فى الوطن، على أساس السعى الدائم نحو الوحدة القائمة على التنوع، الناضجة بالحوار، والقوية بالاختلاف فى الآراء. نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نؤكد تصميمنا على أن نحيا شركاء فى الوطن على أساس حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية وأن تكون مكفولة دون قيد أو شرط، وعلى أساس أن لكل مصرى الحق فى حرية الرأى والتعبير وفى التجمع السلمى وفى حرية الإقامة والتنقل، وذلك كله دون مساس بحقوق الغير، وعلى هذا فنحن نستنكر بشدة أى خطاب يحض على الكراهية أو الازدراء. خامسًا: المواطنة وسيادة القانون الشعب وحده مصدر السيادة والسلطات، ويمارس هذه السيادة ويحميها ويصون الوحدة الوطنية وفقا للدستور. نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نعلن عزمنا الأكيد أن نحيا شركاء فى الوطن، على أساس وحدة المصير، والمساواة فى الحقوق والواجبات، بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العقيدة أو التفاوت الاقتصادى والاجتماعى والتباينات الفكرية. نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نعلن أن الدستور، والقوانين الصادرة فى ظله، سوف تضمن ضمانا قاطعا عدم جواز القبض على أى مواطن، أو احتجازه تعسفا، بدون سند من القانون، وأن كل متهم بجريمة برىء إلى أن تثبت إدانته، قانونا، فى محاكمة علنية، أمام قاضيه الطبيعى، تؤمَّن له فيها جميع الضمانات الضرورية للدفاع عن نفسه. ونعلن ان الكرامة الإنسانية حق لكل مصرى، ولا يجوز بأى حال تعريض أى شخص للتعذيب أو الإهانة أو المعاملة المذِلَّة. سادسًا: تنظيم مؤسسات الدولة نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها نعلن قرارنا أن تكون دولتنا الجديدة قائمة على التوازن بين السلطات، والتداول السلمى للسلطة من خلال انتخابات حرة نزيهة دورية تنافسية تحت إشراف قضائى كامل. سابعًا: الأمن والأمان نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، نقدر الدور الوطنى الذى لعبته القوات المسلحة فى حماية مصر وأمنها وفى تبنى مطالب شعبها كما نتطلع إلى دور جديد للشرطة وفق ثقافة مختلفة عن ذى قبل وعلى أساس من احترام الحقوق والحريات العامة، ونقدر رجالها الساهرين على أمن مصر وكرامة مواطنيها وسلامتهم وحماية ممتلكاتهم وعلى تطبيق القانون وصيانة الحقوق والحريات العامة وندعوهم لترجمة قيم ثورتنا المجيدة إلى واقع يحمونه فى إطار القانون وتحت شعار: «الشرطة فى خدمة الشعب». نحن مواطنى مصر وجماهير شعبها، يقينا وإيمانا منا بمسئولياتنا الوطنية والقومية والدولية وعرفانا بحق الله ورسالاته وبحق الوطن والأمة وبحق المبدأ والمسئولية الإنسانية وباسم الله وبعون الله، نعلن فى هذا اليوم، أننا نقبل ونمنح لأنفسنا هذا الإعلان، مؤكدين عزمنا على الدفاع عنه وعلى حمايته وعلى تأكيد احترامه.