للموسم العاشر على التوالي.. أهداف عمرو السولية حاضرة في الدوري المصري    وسام أبو علي: مقتنع بخطوة اللعب في كولومبوس.. والأمر كان صعبًا بسبب الأهلي    عانى من كسرين في القدم.. تفاصيل جراحة مروان حمدي وموعد عودته للمباريات    غدر الذكاء الاصطناعى    السيسي لرئيس وزراء اليونان: ملتزمون بحماية المقدسات الدينية على أراضينا ومنها دير سانت كاترين    النائب محمد أبو النصر: رفض إسرائيل مبادرة وقف إطلاق النار يكشف نواياها الخبيثة    مستقبل وطن" يختتم اجتماعات لجنة ترشيحات النواب استعدادًا لخوض انتخابات 2025    ميناء الإسكندرية يستقبل السفينة السياحية AROYA في رحلتها الرابعة خلال شهرين    حجز وحدات سکن مصر وجنة وديارنا بالأسبقية إلكترونيًا.. التفاصيل الكاملة    إيران تدرس إرسال وفد إلى فيينا لاستئناف المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    5 آلاف دولار و800 ألف جنيه.. مسروقات شقة أحمد شيبة في الإسكندرية    من مواجهة الشائعات إلى ضبط الجناة.. الداخلية تعيد رسم خريطة الأمن في 24 ساعة    وزير الصحة يتفقد مستشفى الشروق ويوجه بدعم الكوادر الطبية وتطوير الخدمات    صلاح: التتويج بالبطولات الأهم.. وسنقاتل لتكراره هذا الموسم    جوارديولا يوضح موقف مانشستر سيتي من التعاقد مع دوناروما ويكشف عن خططه لحراسة المرمى    وكيل تعليم الغربية: خطة لنشر الوعي بنظام البكالوريا المصرية ومقارنته بالثانوية العامة    الأوقاف تعقد 681 ندوة بعنوان "حفظ الجوارح عن المعاصى والمخالفات"    خالد الجندى يوضح الفرق بين التبديل والتزوير فى القرآن الكريم.. فيديو    بيع مؤسسي يضغط سوق المال.. والصفقات تنقذ السيولة    الاحتفال بعروسة وحصان.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 فلكيًا وحكم الاحتفال به    مهرجان الجونة يفتح ستار دورته الثامنة بإعلان 12 فيلمًا دوليًا    مدحت العدل ينعى يحيى عزمي: "واحد من حراس الفن الحقيقي"    طب قصر العيني يطلق برنامجًا صيفيًا لتدريب 1200 طالب بالسنوات الإكلينيكية    وزيرة التنمية المحلية و4 محافظين يشهدون توقيع بروتوكولات للتنمية الاقتصادية    البرديسي: السياسة الإسرائيلية تتعمد المماطلة في الرد على مقترح هدنة غزة    محافظ الإسماعيلية يوجه التضامن بإعداد تقرير عن احتياجات دار الرحمة والحضانة الإيوائية (صور)    بعد وفاة طفل بسبب تناول الإندومي.. "البوابة نيوز" ترصد الأضرار الصحية للأطعمة السريعة.. و"طبيبة" تؤكد عدم صلاحيته كوجبة أساسية    الداخلية: حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن الوادي الجديد    النائب علاء عابد: المقترح «المصري–القطري» يتضمن بنود إنسانية    كنوز| 101 شمعة لفيلسوف الأدب الأشهر فى شارع صاحبة الجلالة    الرئيس السيسي وماكرون يؤكدان ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة    خلال اتصال هاتفى تلقاه من ماكرون.. الرئيس السيسى يؤكد موقف مصر الثابت والرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى أو المساس بحقوقه المشروعة.. ويرحب مجددًا بقرار فرنسا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    تحرير 7 محاضر لمحلات جزارة ودواجن بمدينة مرسى مطروح    ما حكم إخبار بما في الخاطب من عيوب؟    رئيس جامعة القاهرة: تطوير وصيانة المدن الجامعية أولوية قصوى للطلاب    "كلنا بندعيلك من قلوبنا".. ريهام عبدالحكيم توجه رسالة دعم لأنغام    بعد نجاح «قرار شخصي».. حمزة نمرة يستعد لطرح ألبوم ثاني في 2025    حالة الطقس في الإمارات.. تقلبات جوية وسحب ركامية وأمطار رعدية    ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار داخل عقار بالخليفة    "خطر على الصحة".. العثور على كم كبير من الحشرات داخل مطعم بدمنهور    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    «سي إن إن» تبرز جهود مصر الإغاثية التى تبذلها لدعم الأشقاء في غزة    بيع 11 محلًا تجاريًا ومخبز بلدي في مزاد علني بمدينة بدر    انطلاق مهرجان يعقوب الشاروني لمسرح الطفل    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    الزمالك: منفحتون على التفاوض وحل أزمة أرض النادي في 6 أكتوبر    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    «عمر الساعي يكافئ الكوكي».. هل يعيد نجم المصري قصة «البديل الذهبي»؟    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    رعاية القلوب    انطلاق القطار السادس للعودة الطوعية للسودانيين من محطة مصر (صور)    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    إيزاك: النادي يعرف موقفي منذ فترة.. وعندما تكسر الوعود لا يمكن للعلاقة أن تستمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد صلاح: الإعلام المصرى "معطوب".. وال"فيس بوك" أكثر تأثيراً من "الأهرام".. والاستقرار مسئولية السلطة والشعب معاً.. وثورة الجياع مستبعدة لأننا "شعب تكافلى"
فى ندوة ب"ساقية الصاوى"..

أكد خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع أن الإعلام المصرى دخل حالة من الجمود واصفاً حاله ب"المعطوب"، كما أوضح خلال ندوة بساقية الصاوى أن الاستقرار السياسى فى مصر مسئولية السلطة والشعب، مستبعداً فى الوقت نفسه حدوث ثورة جياع فى مصر، لأن الشعب المصرى تكافلى على حد وصفه.
قال صلاح إن المسئولين ورجال الحكومة كثيراً ما يدلون بأحاديث مطمئنة وهادئة عن مصر، لكن الحالة التى يمر بها البلد هذه الأيام غير مطمئنة وغير مبشرة، على الإطلاق، موضحاً فى الندوة التى أدارها المهندس محمد الصاوى، أن "استقرار مصر يمكن أن يهتز على مراحل مختلفة، فالاضطرابات العمالية مرحلة، والضغوط التى يتعرض لها الصحفيون بمحاكمتهم بمادة خارجة عن قانون النشر ألا وهى "177" التى يحاكم بها حاليا الزميل وائل الإبراشى رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، فضلا عن القضايا المرفوعة على عدد من الصحف ومنها اليوم السابع التى تواجه 16 قضية مرحلة أخرى، بالإضافة إلى الاشتباك الحادث بين أجنحة الدولة نفسها، وهذه مرحلة ثالثة".
وذكر أنه تلقى مكالمة هاتفية من "قيادة سياسية مرموقة"، ودار الحديث حول مقتل خالد سعيد شهيد التعذيب بالإسكندرية، مشيراً إلى أن تلك القيادة التى لم يذكر اسمها ترى أن البلد فى طريقها نحو الانهيار وعدم الاستقرار بشكل تدريجى.
وأوضح صلاح قضية خالد سعيد، حقوقية بالأساس، إذ أنه اتهم بالاتجار فى المخدرات، بينما اتهمت أسرته مخبرين من قسم "سيدى جابر" بقتله، وكون سياسى كبير يربط هذه القضية باستقرار البلد الذى من الممكن أن يتم تهديده فى أى وقت، فهذا شىء صادم ومخيف لى بصفة شخصية"، مؤكدا على الموازنة بين القتل خارج القانون والمحافظة على استقرار الأوضاع فى البلد.
وأضاف: دائما نسمع من المسئولين كلاما معسولا، حتى إذا تصادم قطاران أو حدث حريق فى قطار، فسرعان ما نجد صحيفة الأهرام القومية فى اليوم التالى تنشر خبرا تحت عنوان، تصادم ثلاثة قطارات فى الهند، وكذلك إذا انتشر التلوث فى القاهرة، يظهر إعلامى فجأة ليركز وبقوة على بقعة النفط المتمركزة فى خليج المكسيك، ولكن الأمر تغير الآن".
وأكد أن الاستقرار السياسى لا تقع مسئوليته على السلطة فقط وإنما على السلطة والشعب أيضا بما يحويه من منظمات مجتمع مدنى ووسائل إعلام وغيرها، وأن الهاجس الذى ينتاب الناس دائما هو السؤال المتمثل فى "إلى أين تذهب مصر؟".
أما القضية الثانية التى تحدث عنها صلاح فوصفها ب "الأقل سخونة ولكنها مصيرية" ألا وهى "التحديث"، فليس بمقدورنا مطالبة السلطة بأن تتحرك نحو الاستقرار السياسى والاجتماعى دون أن نطالب أنفسنا بذلك أولا، ضاربا مثالا على قوله ب"الوسط الصحفى"، وأوضح أن الصحافة تواجه معادلتين الأولى هى قدرتها على إنتاج منتج جيد يقرأه الناس، والثانية هى إقبال هؤلاء الناس على هذا المنتج ومن ثم بيعه، وقد ظهر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ما يسمى ب"الصحافة الإليكترونية" فى مصر، ومن هنا تطور مضمون وشكل الوسيلة الإعلامية.
وربط صلاح بين التطور الذى تشهده الصحافة وبين ثقة الجمهور فى الإعلام، قائلا "الإعلام هو الأداة التى تصل إلى المشاهدين أو المستمعين أو القراء ليعرفوا هل تم إجراء انتخابات مجلس الشورى بشكل سليم أم مزيف، وليتأكدوا من أن "خالد سعيد" كان بالفعل تاجر مخدرات أو ضحية تعذيب مخبرين".
وتابع "ونظرا لأننى أرى أن الإعلام فى مصر معطوب، لثلاثة أسباب، أولها، عدم مقدرته على تطوير أدواته بشكل كاف ليكون موضوعيا فيما يخص نقل الخبر، وثانيها، عدم جودة استخدام التكنولوجيا فيه، أما ثالثها فيتمثل فى ارتباط الإعلام بالجانب التجارى، فهناك جرائد ترى مجدها فى نشر المزيد من الإعلانات وهناك برامج تقتطع جزءا كبيرا من وقتها لصالح الإعلانات، الأمر الذى ينتج عنه تواطؤ الصحفى أو رئيس التحرير أو مقدم البرنامج ليقوم ب"تسخين" خبر لصالح المعلن أو بحجبه لخبر لصالحه أيضا، ومن أجل كل ذلك يضيع الجمهور مع ضياع الحقيقة"، متسائلا "ماذا يفعل المتلقى إذا وجد أن الإعلام على علاقة ب"البيزنس"؟.
وأضاف "هناك صحف وقنوات تناولت قضية شراء جزيرة آمون فى أسوان، بشىء من التفصيل، وخصصت لها فقرات وصفحات، فيما وجدت وسائل أخرى اهتمت بالقضية عن طريق تخصيص خبر صغير".
وبرهن صلاح على ذلك، بقوله "لقد وصلنا إلى المرحلة التى نرى فيها أن موقعا اجتماعيا مثل الفيس بوك يحقق نفوذا يفوق صحف كبرى مثل الأهرام التى لديها تقنيات حديثة، ولكن ليس لديها تحديث عقلى".
ثم عاد صلاح إلى القضية الأولى التى تحدث عنها وهى "الاستقرار" ليطبقها على مهنة الصحافة، فى محاولة منه إلى المحاكمة العلنية لشكل من أشكال الإعلام، إذ قال إن الإصلاح يتمثل فى وقفة مع النفس للبدء بإصلاح النفس، بينما لا تتحلى كل من الصحافة بشكل خاص والإعلام بشكل عام فى مصر بالمصداقية.
وأخذ صلاح نموذجا على ذلك بقوله إذا جاء محرر ب "اليوم السابع" إليه ولديه مستندات تدين شخص ما فى الدولة، فلابد من تطبيق قاعدة صحفية رئيسية ألا وهى "الرأى والرأى الآخر" من خلال إتاحة نشر رأى هذا الشخص المدان، ولكن ما يحدث عند تطبيق هذه القاعدة، أننا نفاجأ بمن يدعى علينا أننا "قابضين".
وأضاف: إذا قمنا بتطبيق الجانب المخالف لهذه القاعدة وأوسعنا فى اتهاماتنا تجاه هذا الشخص على المدى الطويل، دون السماح له بالرد، فهذا شىء لطيف، الأمر الذى يفسر تلوين الحقيقة من أجل مصالح خارجية ممثلة فى الجهة المالكة والممولة للقناة، أو مصالح داخلية ممثلة فى القائمين على صناعة الجريدة.
وردا على سؤال أحد الحاضرات حول إذا كان ما تشهده مصر هذه الأيام من فوضى أمرا مقصودا، لصالح وصول شخص ما إلى الحكم، قال صلاح إنه من الوارد جدا أن يساق الشعب المصرى إلى مأزق يتمثل فى كمية كبيرة من التدهور والانهيار يشهده المجتمع، حتى يظهر ما أسماه ب"المخلص والمصنوع شعبيا"، مضيفا أن هذا المخلص يمكن أن يكون "جمال مبارك"، فقديما كان الحديث عن "التوريث" شيئا مستهجنا جدا، ولكن الآن كل من بداخل وخارج الحزب الوطنى يقول "ليس لدينا بديل".
ورداً على سؤال حول إلى أى اتجاه ينظر الرسم البيانى لمنحنى حالة مصر، فهل هو فى الأعلى أم فى الوسط أم الأسفل؟ قال صلاح "إننا نواجه مشكلة تتمثل فى غياب بيانات هذا الرسم، فمثلا هل سنستمر تحت الحكم المدنى أم لا، فنحن فى صفحة غير متكاملة، وإذا قمنا بإقرار أن مصر تتطور إلى الأمام فما هو معيار ذلك؟!".
وأوضح خالد صلاح أن المشكلة فى مصر تتمثل فى ظلمة الأفق السياسى، فلا يوجد شخص يستطيع أن يرى منطقة السلطة، أو أن يجزم بالضبط بأن الرئيس مبارك سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أو غيره".
واستطرد صلاح قائلا "لا تتصوروا أن أعضاء الحزب الوطنى غير منقسمين فى الداخل، بل هم كذلك، ولكن عندما تشتعل الحوارات سيأتى الكبار، الذين لم يفصح عن هويتهم، ليؤكدوا كمية الفساد الذى تقع فيه مصر، فالمواصلات بها خلل، والجزر تباع للوزراء إلى غير ذلك". وأشار صلاح إلى اللقاء القريب الذى أجراه د.أحمد نظيف رئيس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف المستقلة، إذ تم طرح سؤال أثناء هذا اللقاء حول "من هو مرشح الرئاسة فى الانتخابات القادمة"، فأجاب نظيف بقوله "إن النظام لم ينجب بديلا للرئيس مبارك"، ومن هنا بدأ التعليق على هذا التصريح ونقده، فيما نفت فى نفس الأسبوع، قيادتان من السلطة والحزب الوطنى هذا التصريح، دون أن توضح لنا هل يوجد كوادر من الممكن ترشحها للرئاسة أم لا.
وأضاف صلاح أن هناك الكثير ممن يتحدثون عن معايير دستورية تحدد نقل السلطة، ولكن خبرة مصر فى هذا المجال قليلة، الأمر الذى أكد عليه الصاوى، قائلا "نعم خبرتنا قليلة فى هذا المجال، فأنا أتذكر أيام الملك مينا فقط"، وهو ما أضحك جمهور الحاضرين.
وتابع قائلا إن الدستور نفسه به الكثير من المشاكل، ومنها مثلا أطول مادة فى الدستور وهى "76" التى وصفها ب "المعيبة"، والتى تحتل صفحتين كاملتين فى حين تأخذ باقى المواد ما لا يزيد عن خمسة أسطر.
كما أبدى صلاح وجهة نظره التى وصفها بالمتواضعة، فيما يخص معيار الاستقرار فى مصر، رابطا رايه ب"إمبابة" ذلك الحى الشعبى الذى ولد وتربى به صلاح، إذ قال "لدى إمبابة معايير استقرار اجتماعى لا مثيل لها فى أى دولة فى العالم، الأمر الذى يدل على حالة من التعايش الذاتى رفيع المستوى، فالحكومة لدى أهل إمبابة ليس لها أى وجود إلا فى حالة مرور، بوكس، يجمع الواقفين على النواصى وشاربى البيرة، والباعة المتجولين".
وتابع: البيوت جميعها فى إمبابة تم بناؤها بجهود ذاتية، فالمجارى مثلا دخلت عن طريق دفع كل بيت 30 أو 50 جنيها حتى يتم توصيل ماسورة المجارى من الماسورة الرئيسية.
وقال صلاح إنه يغضب عندما يتحدث بعض الصحفيين عما يفترضوه فى أذهانهم عن ثورة جياع مصرية، موضحا "أنا استبعد ذلك لأننا شعب تكافلى جدا ولديه حيل طوال الوقت، وديمقراطى ولا يعترف بالسلطة فيما يتعلق بإدارة الشئون العامة، والدليل على ذلك أن سدس سكان القاهرة يسكنون العشوائيات وبالتالى فهم خارجين عن سلطة الدولة فيما وضعته من قانون، إلا أن الدولة حاليا استجابت لهذا الواقع وتقوم بإقرار قانون لتنظيم هذه العشوائيات".
وأضاف أن هذه العشوائيات تعنى أن الشعب تحرر من السلطة، فالسطة لم تعد تنظم أو تحدد مرافق، فالفلاحون مثلا يقومون بالبناء على الأراضى الزراعية يوم إجازة المجالس المحلية، فيما أقامت كل من المساجد والكنائس عيادات خاصة بها بعضها بدون أجر والآخر بأجر رمزى، وذلك بعد تراجع خدمة المستشفيات العامة، الأمر الذى يعنى أن الشعب المصرى متحضر ونبيل، ولا يحرق بلده أو يهددها، فنحن لدينا استقرار فى البشر على عكس استقرار السلطة.
وأكد صلاح على أن فكرة الحيلة جزء من الذكاء الشعبى الكبير ولا تعنى أننا شعب خانع، ولكنه يجيد الحركة والأدوات المستخدمة فيها، بل وتوقيتها، لتحدث بعد ذلك أثرا، ضاربا أمثلة لذلك بما فعله موظفو الضرائب العقارية لتنفيذ مطالبهم الفئوية، وتظاهرات أهالى الإسكندرية إدانة منهم لمقتل "خالد سعيد"، مضيفا أن البعض يرجع اتخاذ الرئيس السادات لقراره بالحرب ضد إسرائيل فى 6 أكتوبر إلى "عام الضباب".
وثمن صلاح حضور عدد كبير من الجماهير الندوة، بالرغم من عرض مباريات كأس العالم فى قاعة الحكمة المجاورة لقاعة الكلمة مقر الندوة.
وفى سؤال للصاوى حول الديمقراطية التى تسير عليها "اليوم السابع"، قال صلاح "لدينا موقع إليكترونى يعمل لمدة 24 ساعة يوميا، الأمر الذى يحتم علينا إرساء الديمقراطية والتفويض فى السلطة، وإلا سأضطر للمكوث فى الجريدة بشكل دائم، ولذا نحن لدينا مجلس تحرير مركزى يتكون من رؤساء الأقسام ونوابهم الذين يعملون بنظام، الشيفتات، إلا أن هناك بعض القضايا لا تنشر إلا بإذن منى".
وأضاف صلاح، قائلا "إننى راهنت على شباب الصحفيين المشتغلين باليوم السابع، وبالفعل نحجت الجريدة بفضلهم، مثلما نجحت بفضل الخبرات والكفاءات الكبيرة بها التى تحفز هؤلاء الشباب، الذين قاموا بتعليمنا مثلما قمنا بتعليمهم".
أما د.ماجى الحكيم خبيرة الإتيكيت فقد أبدت إعجابها بحديث صلاح، قائلة إنها من القراء المتابعين للموقع، مشيدة بحرية التعليق من قبل القراء على الموضوعات المنشورة، الأمر الذى دعم متابعتهم للموقع بصفة مستمرة وتعرفهم على بعضهم البعض، وهو الأمر غير المتبع فى الجرائد اليومية.
فيما علق صلاح على ذلك بقوله "الجرائد اليومية القومية الكبيرة التى حاولت أن تنشئ مواقع إليكترونية، لديها مأزق ممثل فى سقف الحرية، الأمر الذى يتنافى فى حالة "اليوم السابع"، فالتعليقات على موقعنا قامت بإثراء الجريدة"، مرجعا ذلك إلى المناخ الديمقراطى الذى شهدته بعض الشعوب العربية بعد دخول الأمريكان العراق عام 2003 وخوف الأنظمة الحاكمة من تكرار سيناريو صدام معها.
بينما أرجع الصاوى هذه الحرية إلى التنفيس الذى سمح به الرئيس الراحل أنور السادات، وذلك على عكس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهو الأمر الذى اختلف معه الزميل جمال العاصى الكاتب الصحفى وأحد حاضرى الندوة، إذ قال إن ما شهده عصر السادات ما هو إلا تنفيس وهمى، لا أكثر.
ونفى صلاح ما قامت به إحدى الصحف الزميلة من نشرها لخبر مفاده، أن مصر اشترت حصتها فى مياه النيل مقابل بضع دولارات، قائلا "هذا الموضوع تهويمى ومبالغ فيه والقصد منه وضع ضغوط على المفوض المصرى حاليا، فيما لا يصلح التوقيت لنشر مثل هذه الأخبار"، مرجعا ما يحدث إلى إهمال مصر لأفريقيا لدرجة مكنت كل من إسرائيل والصين لأن يكون لهما دور فى ذلك، عن طريق إستراتيجيات تتبناها الدولتين، فيما لا يوجد لدى مصر أى إستراتيجية، بحجة انشغالها فى تطوير البلد داخليا.
ودعا صلاح، الصاوى إلى تدشين مبادرة مشتركة بين كل من "اليوم السابع" و"الساقية" تحت عنوان "لا نترك السلطة وحدها تتجه إلى أفريقيا"، ومن خلالها يتم استضافة نجوم أثيوبيا، تلك الدولة صاحبة المشكلة الأساسية الحاصلة الآن، إذ يوجد بها 85% من نسبة المياه المحقة لمصر.
وعن العروبة قال صلاح إن التراجع الهستيرى لدور مصر العروبى يعود إلى السياسة الخارجية المصرية، وعدم وجود حلم إستراتيجى، من قبل شخص "ضيق الأفق"، فقديما كان العرب يحلمون بالحكم من بداية بلاد فارس شرقا وحتى الأندلس غربا، أما الآن فهم يتجنبون دول هذه المناطق.
مضيفا، أن مصر، تلك الدولة الكبيرة الرائدة والقائدة فى العالم العربى والشرق الأوسط، وصل بها الحال إلى إزعاجها من قبل قناة مثل "الجزيرة" أو جماعة صغيرة كانت فى حضنها فى يوم من الأيام وهى حركة حماس.
وعند إجابته على سؤال حول تقييم د.محمد البرادعى، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير، قال خالد "وجود البرادعى فى مصر بمثابة القيمة والقامة، فهو حاصل على جائزة نوبل العالمية، ومسئول رفيع وليس وضيعا، فهو ليس نتاج نتوءات حزبية صغيرة ناشئة من قبل الأمن، دخلت انتخابات الشورى مؤخرا فى دائرة غير دائرتها واستطاعت الحصول على 180 ألف صوت بشكل غريب، الأمر الذى يثير الشك"، واصفا البرادعى بالرجل الطيب الذى لم يعلن ترشحه للرئاسة ولكنه يريد أن يحفز الشعب على المشاركة السياسية، وأضاف "لا أظن أنه سيفعل فى الشارع المصرى أكثر مما فعله حادث مقتل "خالد سعيد" فى الإسكندرية.
كما تطرقت أسئلة الجمهور إلى امتحانات الثانوية العامة وما حدث، بامتحان اللغة الإنجليزية بالمرحلة الأولى، فقال خالد "استقبلت الأربعاء الماضى مكالمة من وزير التربية والتعليم د.أحمد زكى بدر، بخصوص تقرير قمنا بنشره على الموقع، ليؤكد أن امتحان الإنجليزى وارد من الكتاب الأصلى وملاحق المنهج التى قامت بوضعها الوزارة"، مضيفا أن الوزير اجتهد وناضل ليكتب كل سؤال من أسئلة الامتحانات فى الصفحة التى تحتوى على إجابته، معولا على دور أهالى الطلبة فى إثبات عكس ذلك أسوة بالوزير، خاصة أنهم على يقين بأن الامتحان خارج المنهج، وأبدى خالد استغرابه عندما أخبره الوزير أنه سيسافر إلى التشيك، وذلك أثناء سير الامتحانات.
وبخصوص حزب الوفد، أبدى خالد احترامه الجم لهذا الحزب، مؤكدا على ضرورة دعم الأحزاب السياسية البارزة مثل الوفد، ضمانا لاستقرار مصر، قائلا "فما شهده الوفد من فوز حققه د.سيد البدوى دون أن نرى جنازير وسنج، لهو أكبر دليل على ديمقراطية الشعب التى تحدثت عنها من قبل، مثلها مثل انتخابات النقابات والنوادى".
وناقش أحد الحاضرين، صلاح حول مقاله الأخير فى العدد الأسبوعى السابق من الجريدة، الذى جاء تحت عنوان "لو كنت مسيحى"، إذ قال صلاح إن كثيرا من الإسلاميين المتشددين اعترضوا على هذا المقال، ولكنه وببساطة تخيل أنه إذا كان مسيحيا فسيتخذ موقف البابا شنودة، مؤكدا على أن هذا يتنافى مع مبدأ الدولة المدنية الذى ترفعه السلطة.
وقال صلاح، إنه لا يصح أن ترغمنى الدولة على فعل شىء دينى، بحجة أن هذا القرار أو القانون يرضى عنه الله أو لا يرضى عنه، فلا يصح أن نقول إننا دولة مدنية على سنة الله ورسوله، ومن هنا لابد من احترام عقيدة إخواننا المسيحيين، وإذا كانت فكرة الدولة المدنية حقيقية فلابد من احترام الدين، فعدم إباحة الزواج الثانى للمسيحيين هو قدس الأقداس بالنسبة لهم، وبالتالى فهؤلاء الناس يحترمون عقيدتهم، مؤكدا على مقولة "لا سلطة للتشريع على الاعتقاد الدينى فى دولة تدعى أنها مدنية وديمقراطية، لابد أن تحترم القانون والأديان والعقائد والخصوصيات والمذاهب".
واتخذ صلاح الولايات المتحدة الأمريكية، كدليل على مدنية الدولة، موضحا أن أمريكا هى أكبر دولة فى العالم بها متدينون، وتسمح لهم جميعهم بممارسة دياناتهم كما تنص عقائدهم.
وعلى صعيد سؤال آخر، وصف صلاح الأزمة بين القضاة والمحامين، بأنها فى منتهى الخطورة، قائلا "نحن فى مأزق، ولا نقبل بأى حال من الأحوال أن يهان قاضى أو رئيس نيابة فى مكتبه، وفى الوقت نفسه، نندهش من إصدار حكم بالحبس خمس سنوات مع الشغل والنفاذ فى أقل من 48 ساعة، ولكننى آمل فى الإصلاح بينهما".
وكشف صلاح عن أن الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، هو بمثابة قدوته الوحيدة فى مجال الصحافة، إلى الحد الذى يحذو فيه صلاح حذو أمين حتى فيما يتعلق بالقرارات الإدارية، واصفا إياه بالمعلم وصاحب مدرسة صحفية من طراز رفيع، وذلك على عكس الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فهو قامة عظيمة، ولكنه لم يصنع مدرسة فى الصحافة مثلما صنع أمين.
وأنهى صلاح حديثه، الذى استمر ما يقرب من ساعتين، بقوله "من الأشياء الجميلة التى أراها هو الفرق الكبير فى عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر، فمنذ خمس سنوات كان لدينا خمسة ملايين مستخدم، وخلال ثلاث سنوات سيكون لدينا 21 مليون مستخدم، الأمر الذى يؤدى إلى التفاعل مع التكنولوجيا، ومن ثم التواصل الذى سينتج عنه حراك، فشباب 6 أبريل أحدثوا نوعا من التغيير عبر هذه النهضة التكنولوجية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.