محافظ الإسماعيلية يستقبل الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية    رئيس محكمة النقض يَستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب    قنا تتصدى للتعديات بإزالة 333 حالة ضمن «الموجة ال27»    محافظ الغربية يتفقد كوبري عزبة حمد وتطوير الكورنيش.. ويوجه بسرعة استكمال الأعمال الجارية    رئيس جامعة بنها لخريجي كلية الزراعة: أنتم حملة راية الأمن الغذائي ورواد التنمية في المجتمع    لا نية لإرسال وفد للتفاوض.. نتنياهو يقرر عدم الرد على مقترح غزة    وزيرا خارجية أمريكا وتركمانستان يبحثان تعزيز الأمن الإقليمي    الكرملين: بوتين يطلع أردوغان بنتائج قمة ألاسكا    رئيس مرسيليا: تصرف رابيو "عدواني وبالغ الخطورة"    إحالة العاملين في مركزي شباب ترسا وبرشوم الصغرى بالقليوبية للتحقيق    أسطورة نيوكاسل يفتح النار على إيزاك    اضطراب ملاحة وأمطار رعدية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا    مصرع عامل سقط عليه عمود إنارة في قنا    السكة الحديد: تسيير القطار السادس لتسهيل العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    جوجل تضيف المزيد من وظائف الذكاء الاصطناعي إلى هواتف بيكسل 10    خطة جديدة للترويج السياحي لمحافظة الإسكندرية والاستفادة من الساحل الشمالي    الإفتاء في عام: أكثر من 100 مشاركة محلية ودولية بين المؤتمرات وورش العمل    زواج بعد الستين حياة جديدة مليئة بالونس    هنا الزاهد تخطف الأنظار بإطلالتها.. ما سر ارتدائها اللون الذهبي؟    جددي في مطبخك.. طريقة تحضير فطائر اللحم    وزير الصحة يتفقد مشروع إنشاء مستشفى التأمين الصحي بالعاصمة الإدارية 2    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    شروط الالتحاق بأقسام آداب القاهرة للطلاب المستجدين 2025 (انتساب موجه)    إنريكي يضع شرطا لتعاقد باريس سان جيرمان مع صفقات جديدة    موجة حارة جديدة.. تحذير من طقس الأيام المقبلة    وفاة ابن شقيقة المطرب السعودي رابح صقر    صورة- عمرو دياب مع منة القيعي وزوجها على البحر    عانى من كسرين في القدم.. تفاصيل جراحة مروان حمدي وموعد عودته للمباريات    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    المنشاوي يهنئ طلاب جامعة أسيوط بحصد 9 جوائز في مهرجان الطرب للموسيقى والغناء    مناقشات وورش حكي بالغربية ضمن فعاليات المبادرة الصيفية "ارسم بسمة"    في يومه العالمي- متى تسبب لدغات البعوض الوفاة؟    بالأرقام.. الخارجية تعلن بيانًا إحصائيًا حول الجهود الإنسانية المصرية في قطاع غزة    وكيل تعليم الغربية: خطة لنشر الوعي بنظام البكالوريا المصرية ومقارنته بالثانوية العامة    الأوقاف تعقد 681 ندوة بعنوان "حفظ الجوارح عن المعاصى والمخالفات"    بيع مؤسسي يضغط سوق المال.. والصفقات تنقذ السيولة    «كولومبوس كرو كان أولويتي».. وسام أبوعلي يكشف كواليس رحيله عن الأهلي    «يتحمل المسؤولية».. نجم ليفربول يتغنى ب محمد صلاح    البيئة تناقش آليات تعزيز صمود المجتمعات الريفية أمام التغيرات المناخية بقنا    مدبولي لقادة الدول: حان الوقت لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لردع العدوان الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    تحرير 7 محاضر لمحلات جزارة ودواجن بمدينة مرسى مطروح    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    محافظ الإسماعيلية يتفقد عددا من القطاعات الخدمية ويستمع للمواطنين بمركز أمراض الكلى    تعرف على مواجهات الزمالك في دوري الكرة النسائية للموسم الجديد    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار داخل عقار بالخليفة    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    كاتب فلسطينى: مقترح مصر ضرورى لوقف الحرب على غزة وإنقاذ شعبنا    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    تعرف على مواقيت الصلوات الخمس اليوم الأربعاء 20 اغسطس 2025 بمحافظة بورسعيد    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    الاحتلال الإسرائيلي يقتل نجم كرة السلة الفلسطينى محمد شعلان أثناء محاولته الحصول على المساعدات    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    إدانة أممية: إسرائيل تقوّض العمل الإنساني وتقتل 181 إغاثيًا في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد صلاح: الإعلام المصرى "معطوب".. وال"فيس بوك" أكثر تأثيراً من "الأهرام".. والاستقرار مسئولية السلطة والشعب معاً.. وثورة الجياع مستبعدة لأننا "شعب تكافلى"
فى ندوة ب"ساقية الصاوى"..

أكد خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع أن الإعلام المصرى دخل حالة من الجمود واصفاً حاله ب"المعطوب"، كما أوضح خلال ندوة بساقية الصاوى أن الاستقرار السياسى فى مصر مسئولية السلطة والشعب، مستبعداً فى الوقت نفسه حدوث ثورة جياع فى مصر، لأن الشعب المصرى تكافلى على حد وصفه.
قال صلاح إن المسئولين ورجال الحكومة كثيراً ما يدلون بأحاديث مطمئنة وهادئة عن مصر، لكن الحالة التى يمر بها البلد هذه الأيام غير مطمئنة وغير مبشرة، على الإطلاق، موضحاً فى الندوة التى أدارها المهندس محمد الصاوى، أن "استقرار مصر يمكن أن يهتز على مراحل مختلفة، فالاضطرابات العمالية مرحلة، والضغوط التى يتعرض لها الصحفيون بمحاكمتهم بمادة خارجة عن قانون النشر ألا وهى "177" التى يحاكم بها حاليا الزميل وائل الإبراشى رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، فضلا عن القضايا المرفوعة على عدد من الصحف ومنها اليوم السابع التى تواجه 16 قضية مرحلة أخرى، بالإضافة إلى الاشتباك الحادث بين أجنحة الدولة نفسها، وهذه مرحلة ثالثة".
وذكر أنه تلقى مكالمة هاتفية من "قيادة سياسية مرموقة"، ودار الحديث حول مقتل خالد سعيد شهيد التعذيب بالإسكندرية، مشيراً إلى أن تلك القيادة التى لم يذكر اسمها ترى أن البلد فى طريقها نحو الانهيار وعدم الاستقرار بشكل تدريجى.
وأوضح صلاح قضية خالد سعيد، حقوقية بالأساس، إذ أنه اتهم بالاتجار فى المخدرات، بينما اتهمت أسرته مخبرين من قسم "سيدى جابر" بقتله، وكون سياسى كبير يربط هذه القضية باستقرار البلد الذى من الممكن أن يتم تهديده فى أى وقت، فهذا شىء صادم ومخيف لى بصفة شخصية"، مؤكدا على الموازنة بين القتل خارج القانون والمحافظة على استقرار الأوضاع فى البلد.
وأضاف: دائما نسمع من المسئولين كلاما معسولا، حتى إذا تصادم قطاران أو حدث حريق فى قطار، فسرعان ما نجد صحيفة الأهرام القومية فى اليوم التالى تنشر خبرا تحت عنوان، تصادم ثلاثة قطارات فى الهند، وكذلك إذا انتشر التلوث فى القاهرة، يظهر إعلامى فجأة ليركز وبقوة على بقعة النفط المتمركزة فى خليج المكسيك، ولكن الأمر تغير الآن".
وأكد أن الاستقرار السياسى لا تقع مسئوليته على السلطة فقط وإنما على السلطة والشعب أيضا بما يحويه من منظمات مجتمع مدنى ووسائل إعلام وغيرها، وأن الهاجس الذى ينتاب الناس دائما هو السؤال المتمثل فى "إلى أين تذهب مصر؟".
أما القضية الثانية التى تحدث عنها صلاح فوصفها ب "الأقل سخونة ولكنها مصيرية" ألا وهى "التحديث"، فليس بمقدورنا مطالبة السلطة بأن تتحرك نحو الاستقرار السياسى والاجتماعى دون أن نطالب أنفسنا بذلك أولا، ضاربا مثالا على قوله ب"الوسط الصحفى"، وأوضح أن الصحافة تواجه معادلتين الأولى هى قدرتها على إنتاج منتج جيد يقرأه الناس، والثانية هى إقبال هؤلاء الناس على هذا المنتج ومن ثم بيعه، وقد ظهر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ما يسمى ب"الصحافة الإليكترونية" فى مصر، ومن هنا تطور مضمون وشكل الوسيلة الإعلامية.
وربط صلاح بين التطور الذى تشهده الصحافة وبين ثقة الجمهور فى الإعلام، قائلا "الإعلام هو الأداة التى تصل إلى المشاهدين أو المستمعين أو القراء ليعرفوا هل تم إجراء انتخابات مجلس الشورى بشكل سليم أم مزيف، وليتأكدوا من أن "خالد سعيد" كان بالفعل تاجر مخدرات أو ضحية تعذيب مخبرين".
وتابع "ونظرا لأننى أرى أن الإعلام فى مصر معطوب، لثلاثة أسباب، أولها، عدم مقدرته على تطوير أدواته بشكل كاف ليكون موضوعيا فيما يخص نقل الخبر، وثانيها، عدم جودة استخدام التكنولوجيا فيه، أما ثالثها فيتمثل فى ارتباط الإعلام بالجانب التجارى، فهناك جرائد ترى مجدها فى نشر المزيد من الإعلانات وهناك برامج تقتطع جزءا كبيرا من وقتها لصالح الإعلانات، الأمر الذى ينتج عنه تواطؤ الصحفى أو رئيس التحرير أو مقدم البرنامج ليقوم ب"تسخين" خبر لصالح المعلن أو بحجبه لخبر لصالحه أيضا، ومن أجل كل ذلك يضيع الجمهور مع ضياع الحقيقة"، متسائلا "ماذا يفعل المتلقى إذا وجد أن الإعلام على علاقة ب"البيزنس"؟.
وأضاف "هناك صحف وقنوات تناولت قضية شراء جزيرة آمون فى أسوان، بشىء من التفصيل، وخصصت لها فقرات وصفحات، فيما وجدت وسائل أخرى اهتمت بالقضية عن طريق تخصيص خبر صغير".
وبرهن صلاح على ذلك، بقوله "لقد وصلنا إلى المرحلة التى نرى فيها أن موقعا اجتماعيا مثل الفيس بوك يحقق نفوذا يفوق صحف كبرى مثل الأهرام التى لديها تقنيات حديثة، ولكن ليس لديها تحديث عقلى".
ثم عاد صلاح إلى القضية الأولى التى تحدث عنها وهى "الاستقرار" ليطبقها على مهنة الصحافة، فى محاولة منه إلى المحاكمة العلنية لشكل من أشكال الإعلام، إذ قال إن الإصلاح يتمثل فى وقفة مع النفس للبدء بإصلاح النفس، بينما لا تتحلى كل من الصحافة بشكل خاص والإعلام بشكل عام فى مصر بالمصداقية.
وأخذ صلاح نموذجا على ذلك بقوله إذا جاء محرر ب "اليوم السابع" إليه ولديه مستندات تدين شخص ما فى الدولة، فلابد من تطبيق قاعدة صحفية رئيسية ألا وهى "الرأى والرأى الآخر" من خلال إتاحة نشر رأى هذا الشخص المدان، ولكن ما يحدث عند تطبيق هذه القاعدة، أننا نفاجأ بمن يدعى علينا أننا "قابضين".
وأضاف: إذا قمنا بتطبيق الجانب المخالف لهذه القاعدة وأوسعنا فى اتهاماتنا تجاه هذا الشخص على المدى الطويل، دون السماح له بالرد، فهذا شىء لطيف، الأمر الذى يفسر تلوين الحقيقة من أجل مصالح خارجية ممثلة فى الجهة المالكة والممولة للقناة، أو مصالح داخلية ممثلة فى القائمين على صناعة الجريدة.
وردا على سؤال أحد الحاضرات حول إذا كان ما تشهده مصر هذه الأيام من فوضى أمرا مقصودا، لصالح وصول شخص ما إلى الحكم، قال صلاح إنه من الوارد جدا أن يساق الشعب المصرى إلى مأزق يتمثل فى كمية كبيرة من التدهور والانهيار يشهده المجتمع، حتى يظهر ما أسماه ب"المخلص والمصنوع شعبيا"، مضيفا أن هذا المخلص يمكن أن يكون "جمال مبارك"، فقديما كان الحديث عن "التوريث" شيئا مستهجنا جدا، ولكن الآن كل من بداخل وخارج الحزب الوطنى يقول "ليس لدينا بديل".
ورداً على سؤال حول إلى أى اتجاه ينظر الرسم البيانى لمنحنى حالة مصر، فهل هو فى الأعلى أم فى الوسط أم الأسفل؟ قال صلاح "إننا نواجه مشكلة تتمثل فى غياب بيانات هذا الرسم، فمثلا هل سنستمر تحت الحكم المدنى أم لا، فنحن فى صفحة غير متكاملة، وإذا قمنا بإقرار أن مصر تتطور إلى الأمام فما هو معيار ذلك؟!".
وأوضح خالد صلاح أن المشكلة فى مصر تتمثل فى ظلمة الأفق السياسى، فلا يوجد شخص يستطيع أن يرى منطقة السلطة، أو أن يجزم بالضبط بأن الرئيس مبارك سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أو غيره".
واستطرد صلاح قائلا "لا تتصوروا أن أعضاء الحزب الوطنى غير منقسمين فى الداخل، بل هم كذلك، ولكن عندما تشتعل الحوارات سيأتى الكبار، الذين لم يفصح عن هويتهم، ليؤكدوا كمية الفساد الذى تقع فيه مصر، فالمواصلات بها خلل، والجزر تباع للوزراء إلى غير ذلك". وأشار صلاح إلى اللقاء القريب الذى أجراه د.أحمد نظيف رئيس الوزراء مع رؤساء تحرير الصحف المستقلة، إذ تم طرح سؤال أثناء هذا اللقاء حول "من هو مرشح الرئاسة فى الانتخابات القادمة"، فأجاب نظيف بقوله "إن النظام لم ينجب بديلا للرئيس مبارك"، ومن هنا بدأ التعليق على هذا التصريح ونقده، فيما نفت فى نفس الأسبوع، قيادتان من السلطة والحزب الوطنى هذا التصريح، دون أن توضح لنا هل يوجد كوادر من الممكن ترشحها للرئاسة أم لا.
وأضاف صلاح أن هناك الكثير ممن يتحدثون عن معايير دستورية تحدد نقل السلطة، ولكن خبرة مصر فى هذا المجال قليلة، الأمر الذى أكد عليه الصاوى، قائلا "نعم خبرتنا قليلة فى هذا المجال، فأنا أتذكر أيام الملك مينا فقط"، وهو ما أضحك جمهور الحاضرين.
وتابع قائلا إن الدستور نفسه به الكثير من المشاكل، ومنها مثلا أطول مادة فى الدستور وهى "76" التى وصفها ب "المعيبة"، والتى تحتل صفحتين كاملتين فى حين تأخذ باقى المواد ما لا يزيد عن خمسة أسطر.
كما أبدى صلاح وجهة نظره التى وصفها بالمتواضعة، فيما يخص معيار الاستقرار فى مصر، رابطا رايه ب"إمبابة" ذلك الحى الشعبى الذى ولد وتربى به صلاح، إذ قال "لدى إمبابة معايير استقرار اجتماعى لا مثيل لها فى أى دولة فى العالم، الأمر الذى يدل على حالة من التعايش الذاتى رفيع المستوى، فالحكومة لدى أهل إمبابة ليس لها أى وجود إلا فى حالة مرور، بوكس، يجمع الواقفين على النواصى وشاربى البيرة، والباعة المتجولين".
وتابع: البيوت جميعها فى إمبابة تم بناؤها بجهود ذاتية، فالمجارى مثلا دخلت عن طريق دفع كل بيت 30 أو 50 جنيها حتى يتم توصيل ماسورة المجارى من الماسورة الرئيسية.
وقال صلاح إنه يغضب عندما يتحدث بعض الصحفيين عما يفترضوه فى أذهانهم عن ثورة جياع مصرية، موضحا "أنا استبعد ذلك لأننا شعب تكافلى جدا ولديه حيل طوال الوقت، وديمقراطى ولا يعترف بالسلطة فيما يتعلق بإدارة الشئون العامة، والدليل على ذلك أن سدس سكان القاهرة يسكنون العشوائيات وبالتالى فهم خارجين عن سلطة الدولة فيما وضعته من قانون، إلا أن الدولة حاليا استجابت لهذا الواقع وتقوم بإقرار قانون لتنظيم هذه العشوائيات".
وأضاف أن هذه العشوائيات تعنى أن الشعب تحرر من السلطة، فالسطة لم تعد تنظم أو تحدد مرافق، فالفلاحون مثلا يقومون بالبناء على الأراضى الزراعية يوم إجازة المجالس المحلية، فيما أقامت كل من المساجد والكنائس عيادات خاصة بها بعضها بدون أجر والآخر بأجر رمزى، وذلك بعد تراجع خدمة المستشفيات العامة، الأمر الذى يعنى أن الشعب المصرى متحضر ونبيل، ولا يحرق بلده أو يهددها، فنحن لدينا استقرار فى البشر على عكس استقرار السلطة.
وأكد صلاح على أن فكرة الحيلة جزء من الذكاء الشعبى الكبير ولا تعنى أننا شعب خانع، ولكنه يجيد الحركة والأدوات المستخدمة فيها، بل وتوقيتها، لتحدث بعد ذلك أثرا، ضاربا أمثلة لذلك بما فعله موظفو الضرائب العقارية لتنفيذ مطالبهم الفئوية، وتظاهرات أهالى الإسكندرية إدانة منهم لمقتل "خالد سعيد"، مضيفا أن البعض يرجع اتخاذ الرئيس السادات لقراره بالحرب ضد إسرائيل فى 6 أكتوبر إلى "عام الضباب".
وثمن صلاح حضور عدد كبير من الجماهير الندوة، بالرغم من عرض مباريات كأس العالم فى قاعة الحكمة المجاورة لقاعة الكلمة مقر الندوة.
وفى سؤال للصاوى حول الديمقراطية التى تسير عليها "اليوم السابع"، قال صلاح "لدينا موقع إليكترونى يعمل لمدة 24 ساعة يوميا، الأمر الذى يحتم علينا إرساء الديمقراطية والتفويض فى السلطة، وإلا سأضطر للمكوث فى الجريدة بشكل دائم، ولذا نحن لدينا مجلس تحرير مركزى يتكون من رؤساء الأقسام ونوابهم الذين يعملون بنظام، الشيفتات، إلا أن هناك بعض القضايا لا تنشر إلا بإذن منى".
وأضاف صلاح، قائلا "إننى راهنت على شباب الصحفيين المشتغلين باليوم السابع، وبالفعل نحجت الجريدة بفضلهم، مثلما نجحت بفضل الخبرات والكفاءات الكبيرة بها التى تحفز هؤلاء الشباب، الذين قاموا بتعليمنا مثلما قمنا بتعليمهم".
أما د.ماجى الحكيم خبيرة الإتيكيت فقد أبدت إعجابها بحديث صلاح، قائلة إنها من القراء المتابعين للموقع، مشيدة بحرية التعليق من قبل القراء على الموضوعات المنشورة، الأمر الذى دعم متابعتهم للموقع بصفة مستمرة وتعرفهم على بعضهم البعض، وهو الأمر غير المتبع فى الجرائد اليومية.
فيما علق صلاح على ذلك بقوله "الجرائد اليومية القومية الكبيرة التى حاولت أن تنشئ مواقع إليكترونية، لديها مأزق ممثل فى سقف الحرية، الأمر الذى يتنافى فى حالة "اليوم السابع"، فالتعليقات على موقعنا قامت بإثراء الجريدة"، مرجعا ذلك إلى المناخ الديمقراطى الذى شهدته بعض الشعوب العربية بعد دخول الأمريكان العراق عام 2003 وخوف الأنظمة الحاكمة من تكرار سيناريو صدام معها.
بينما أرجع الصاوى هذه الحرية إلى التنفيس الذى سمح به الرئيس الراحل أنور السادات، وذلك على عكس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهو الأمر الذى اختلف معه الزميل جمال العاصى الكاتب الصحفى وأحد حاضرى الندوة، إذ قال إن ما شهده عصر السادات ما هو إلا تنفيس وهمى، لا أكثر.
ونفى صلاح ما قامت به إحدى الصحف الزميلة من نشرها لخبر مفاده، أن مصر اشترت حصتها فى مياه النيل مقابل بضع دولارات، قائلا "هذا الموضوع تهويمى ومبالغ فيه والقصد منه وضع ضغوط على المفوض المصرى حاليا، فيما لا يصلح التوقيت لنشر مثل هذه الأخبار"، مرجعا ما يحدث إلى إهمال مصر لأفريقيا لدرجة مكنت كل من إسرائيل والصين لأن يكون لهما دور فى ذلك، عن طريق إستراتيجيات تتبناها الدولتين، فيما لا يوجد لدى مصر أى إستراتيجية، بحجة انشغالها فى تطوير البلد داخليا.
ودعا صلاح، الصاوى إلى تدشين مبادرة مشتركة بين كل من "اليوم السابع" و"الساقية" تحت عنوان "لا نترك السلطة وحدها تتجه إلى أفريقيا"، ومن خلالها يتم استضافة نجوم أثيوبيا، تلك الدولة صاحبة المشكلة الأساسية الحاصلة الآن، إذ يوجد بها 85% من نسبة المياه المحقة لمصر.
وعن العروبة قال صلاح إن التراجع الهستيرى لدور مصر العروبى يعود إلى السياسة الخارجية المصرية، وعدم وجود حلم إستراتيجى، من قبل شخص "ضيق الأفق"، فقديما كان العرب يحلمون بالحكم من بداية بلاد فارس شرقا وحتى الأندلس غربا، أما الآن فهم يتجنبون دول هذه المناطق.
مضيفا، أن مصر، تلك الدولة الكبيرة الرائدة والقائدة فى العالم العربى والشرق الأوسط، وصل بها الحال إلى إزعاجها من قبل قناة مثل "الجزيرة" أو جماعة صغيرة كانت فى حضنها فى يوم من الأيام وهى حركة حماس.
وعند إجابته على سؤال حول تقييم د.محمد البرادعى، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير، قال خالد "وجود البرادعى فى مصر بمثابة القيمة والقامة، فهو حاصل على جائزة نوبل العالمية، ومسئول رفيع وليس وضيعا، فهو ليس نتاج نتوءات حزبية صغيرة ناشئة من قبل الأمن، دخلت انتخابات الشورى مؤخرا فى دائرة غير دائرتها واستطاعت الحصول على 180 ألف صوت بشكل غريب، الأمر الذى يثير الشك"، واصفا البرادعى بالرجل الطيب الذى لم يعلن ترشحه للرئاسة ولكنه يريد أن يحفز الشعب على المشاركة السياسية، وأضاف "لا أظن أنه سيفعل فى الشارع المصرى أكثر مما فعله حادث مقتل "خالد سعيد" فى الإسكندرية.
كما تطرقت أسئلة الجمهور إلى امتحانات الثانوية العامة وما حدث، بامتحان اللغة الإنجليزية بالمرحلة الأولى، فقال خالد "استقبلت الأربعاء الماضى مكالمة من وزير التربية والتعليم د.أحمد زكى بدر، بخصوص تقرير قمنا بنشره على الموقع، ليؤكد أن امتحان الإنجليزى وارد من الكتاب الأصلى وملاحق المنهج التى قامت بوضعها الوزارة"، مضيفا أن الوزير اجتهد وناضل ليكتب كل سؤال من أسئلة الامتحانات فى الصفحة التى تحتوى على إجابته، معولا على دور أهالى الطلبة فى إثبات عكس ذلك أسوة بالوزير، خاصة أنهم على يقين بأن الامتحان خارج المنهج، وأبدى خالد استغرابه عندما أخبره الوزير أنه سيسافر إلى التشيك، وذلك أثناء سير الامتحانات.
وبخصوص حزب الوفد، أبدى خالد احترامه الجم لهذا الحزب، مؤكدا على ضرورة دعم الأحزاب السياسية البارزة مثل الوفد، ضمانا لاستقرار مصر، قائلا "فما شهده الوفد من فوز حققه د.سيد البدوى دون أن نرى جنازير وسنج، لهو أكبر دليل على ديمقراطية الشعب التى تحدثت عنها من قبل، مثلها مثل انتخابات النقابات والنوادى".
وناقش أحد الحاضرين، صلاح حول مقاله الأخير فى العدد الأسبوعى السابق من الجريدة، الذى جاء تحت عنوان "لو كنت مسيحى"، إذ قال صلاح إن كثيرا من الإسلاميين المتشددين اعترضوا على هذا المقال، ولكنه وببساطة تخيل أنه إذا كان مسيحيا فسيتخذ موقف البابا شنودة، مؤكدا على أن هذا يتنافى مع مبدأ الدولة المدنية الذى ترفعه السلطة.
وقال صلاح، إنه لا يصح أن ترغمنى الدولة على فعل شىء دينى، بحجة أن هذا القرار أو القانون يرضى عنه الله أو لا يرضى عنه، فلا يصح أن نقول إننا دولة مدنية على سنة الله ورسوله، ومن هنا لابد من احترام عقيدة إخواننا المسيحيين، وإذا كانت فكرة الدولة المدنية حقيقية فلابد من احترام الدين، فعدم إباحة الزواج الثانى للمسيحيين هو قدس الأقداس بالنسبة لهم، وبالتالى فهؤلاء الناس يحترمون عقيدتهم، مؤكدا على مقولة "لا سلطة للتشريع على الاعتقاد الدينى فى دولة تدعى أنها مدنية وديمقراطية، لابد أن تحترم القانون والأديان والعقائد والخصوصيات والمذاهب".
واتخذ صلاح الولايات المتحدة الأمريكية، كدليل على مدنية الدولة، موضحا أن أمريكا هى أكبر دولة فى العالم بها متدينون، وتسمح لهم جميعهم بممارسة دياناتهم كما تنص عقائدهم.
وعلى صعيد سؤال آخر، وصف صلاح الأزمة بين القضاة والمحامين، بأنها فى منتهى الخطورة، قائلا "نحن فى مأزق، ولا نقبل بأى حال من الأحوال أن يهان قاضى أو رئيس نيابة فى مكتبه، وفى الوقت نفسه، نندهش من إصدار حكم بالحبس خمس سنوات مع الشغل والنفاذ فى أقل من 48 ساعة، ولكننى آمل فى الإصلاح بينهما".
وكشف صلاح عن أن الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين، هو بمثابة قدوته الوحيدة فى مجال الصحافة، إلى الحد الذى يحذو فيه صلاح حذو أمين حتى فيما يتعلق بالقرارات الإدارية، واصفا إياه بالمعلم وصاحب مدرسة صحفية من طراز رفيع، وذلك على عكس الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فهو قامة عظيمة، ولكنه لم يصنع مدرسة فى الصحافة مثلما صنع أمين.
وأنهى صلاح حديثه، الذى استمر ما يقرب من ساعتين، بقوله "من الأشياء الجميلة التى أراها هو الفرق الكبير فى عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر، فمنذ خمس سنوات كان لدينا خمسة ملايين مستخدم، وخلال ثلاث سنوات سيكون لدينا 21 مليون مستخدم، الأمر الذى يؤدى إلى التفاعل مع التكنولوجيا، ومن ثم التواصل الذى سينتج عنه حراك، فشباب 6 أبريل أحدثوا نوعا من التغيير عبر هذه النهضة التكنولوجية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.