المشهد العام لوطننا العزيز يعبر وبوضوح عن عاصفة تاريخية تلم بالبلاد في شكل يبدو خطراً خاصة مع التطورات اليومية "غير المريحة" التي تتفاعل وتنتقل في أرجاء البلاد وأعتقد حسب مفهومي الخاص أن المجلس العسكري وثوار التحرير ورجال السياسة ولعبة الأعلام هم مربع الأحداث وقلب صناعتها وسوف نستعرضهم بالترتيب. المجلس العسكري ما زال يُبحر بالوطن في أجواء عاصفة في الداخل والخارج في لحظة مفصلية عبر تاريخها الحديث، ولا أحد ينكر الدور الراقي والشجاع للمجلس العسكري وللجيش المصري في الوقوف بجانب الحق وبجانب الثورة المصرية، حتى رأينا "رأس النظام" يتنحى خلال 18 يوم فقط بينما نرى باقي شعوب المنطقة تعانى ويلات الحرب والإبادة، ولا يُخطأ البعض فهم كلامي ويخرج صارخاً: أن الطبيعي هو وقوف الجيش بجوار الشعب وذلك ليس عطفاً من احد والثورة اقوي من الجيش والحاكم معاً، وهذا حق يراد به باطل! لأن ببساطة وبكل وضوح وقوف الجيش بجوار حقوق الثوار والشعب هو الضربة القاصمة لحاكم لو استطاع ضربنا بالقنابل لفعل والسلطة مرض لا شفاء منه والنماذج العربية حولنا كثيرة. إذن نريد أن نقول أن المجلس العسكري نحن نحترمه وبقوة، ولا ننسى له موقفه هذا، والبلد على حافة حرب شوارع وبلطجة في كل مكان وهناك ألف قضية وقضية على المحك، ولا يجب أن نلقى علية كل مشكلة أو بطء على عاتقة، ورغم كل هذا نحن، مع الضغط علية بشكل مدروس ومُمنهج مع استمرار حالة الحوار لان الصدام مع الجيش هو نهاية للثورة ولكل شيء إيجابي نجم عنها. ثانياً: ثوار التحرير هم كلمة الحق في داخل كلاً منا، وليسوا هم المعتصمين في التحرير فقط أو هم حاملي مفتاح النظرة السليمة للمستقبل فقط.. ثوار التحرير هم الغد الأفضل لتلك الأمة بحق. ولكن الرؤية الخاصة بهم والتخوف المشروع لديهم من استمرارية الحكم المباركى عبر الخطوط الخلفية التي مازالت موجودة هو عين الصواب وخوف مشروع لابد من التعبير عنه والاعتصام له والتظاهر لتغيير البلاد بشكل جذري. لكن الصدام مع المجلس العسكري ومع مصالح المواطنين عبر تفعيل التظاهرات بشكل غير مدروس وسريع أكثر من اللازم، ونقد شرف بشكل مفجع والمطالبة بتقديم استقالته والمطالبة بتغيير كل شيء خلال أيام صعب. لا أحد ينكر أهمية وجودهم في التحرير أو على الأقل أهمية مليونيان التحرير وضغطهم المستمر على الحكومة وعلى نظام أدارى وسياسي فاسد منذ 30 عام، لكن المطالبة بتغيير كل شيء من خلال سبع مطالب فورية أو غيرها. كل هذا يمكن تدوالة عبر آلية الحوار والتفاهم والتنسيق بينهم وبين المجلس العسكري وليس عبر غلق مجمع التحرير والتعرض للمجرى الملاحي لقناة السويس الذي اعتبره "قمة العبث". يا سادة التحرير.. نحن معكم ومنكم.. لقد كنا في التحرير والرصاص يمطرنا بزخات من الموت.. كنا في التحرير قبل 25 يناير.. كنا في التحرير عندما سافرنا خارج الوطن من اجل حياة كريمة وكنا نذهب للسفارة للحصول على علم بلادنا.. كنا عندما ربينا أولادنا على بصق العلم الاسرئيلى في الإسكندرية.. كنا في التحرير عندما ربينا أولادنا وأولاد أقاربنا على حب البلد.. كنا في التحرير عندما قرأنا وكتبنا في حب البلد.. أن التحرير هو رمز لحالة الحب والعشق لمصر المحروسة في داخل كل واحد منا.. وليس التحرير حكر على أبناء الوطنية فقط ومن يعارض اى توجهات سياسية أو تظاهرات ممنهجة لهم يصبح من الجبناء ومن "الفلول أو الغلول أو من مجاهدي الكيبورادات فقط".. التحرير.. حالة مصرية غاية في الجمال.. يجب أن نحترمها في داخل كل واحد فينا ولا نحتكرها لهذا أو لذلك.. كلنا أبناء التحرير والسويس وسيناء المملوءة دماً وحباً من المصريين. أريد أن أقول.. ليس كل أولاد التحرير مخربين، وليس كل رافضي الاعتصام هناك جبناء.. بل التحرير أداة ضغط لتحقيق صالح البلاد.. فنحن في ثورة سلمية ويجب أن تكون وتبقى كذلك وخاصة أمام مجلس عسكري متفهم وليس أمام نظام سياسي فاسد يبحث عن سلطة ما.. ويجب أن نعى الفرق يا سادة عند التعامل؟ ثالثاً: رجال السياسة.. هم أيقونات الصداع اليومي في برامج النصب شو.. القضية كلها لعبة وسلطة وتحريك أدوات وفقط .. لا طائل منهم ولا ثمار سوى اللعب بمشاعر الناس وإراقة الدماء وحصد الذهب لخزائنهم.. أحذروا كل ما يطرح لكم وفرقوا جيداً بين السم والعسل.. رابعاً: الإعلام المصري.. منقسم على نفسه بين روتين صحفي أهبل وجامد منذ 30 سنة ما زال يؤمن بالحاكم الواحد الصمد وبين صحافة مشاغبة تبحث عن الوجود بين الناس، وبين صحافة خبيثة ذات مصالح ونفوذ تبحث عن أهداف سياسية ومكاسب خاصة تحت لواء التهييج واللعب بمشاعر الناس. والكثير من عقلاء الوطن يعرفون جيداً أن الصحافة والإعلام المصري لم ينضج بعد بقدر نضج ثورته ونجاحها في تغيير المستحيل.. ومازال تحت الترابيزة الكثير من اللاعبين والمحترفين في التأقلم مع كل حياة مثل الحرباء تماماً. واعتقد أن القارئ المصري ازداد وعياً في العشر سنوات الأخيرة بحجم كبير.. يعرف من خلاله "الزبد والكلام الفاضى" أو الصحافة الحقة والقلم الرشيد.. ولكن التخوف الكبير هو تأثير هذا الإعلام السرطاني على عامة الشعب من البسطاء، والتخوف الأكبر هو الدخول في تحالفات شيطانية وتوجهات سياسية معينة تصادمية تجعل البلاد على حافة تصادم سياسي واجتماعي. ويجب أن نعى القضية وأطرافها جيداً حتى نعرف أين الحق وكيفية الحصول علية ؟ فكثير منا يعرف الحق لكنه يجهل الطريقة المثلى لتحقيقه؟ ولا أحد ينسى إننا في لحظة فارقة ومصر أمانة أيها المصريين. فتحي المزين.. مصري وأفتخر بمصريتي منذ ولادتي..