«سنسعى لأن نعيد ثلاثا إلى الشارع المصرى والعربى: «العلم والدعوة والعبادة بطريقة صحيحة».. هكذا حدد مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة دور دار الإفتاء المصرية للتواصل مع الشباب بعد الثورة. فضيلة المفتى أشار فى حواره ل«الشروق»، إلى أن البداية ستكون بنشر المنهج الوسطى فى المجتمع، و«العمل على ألا تنتشر الأفكار التى تقدم التدمير على التعمير والتى تقدم المساجد على الساجد»، مضيفا: نحن نريد تقديم الوعى قبل السعى والبناء والتعمير لا التدمير.. وهذه الثلاثة: العلم الصحيح، والعبادة الصحيحة، والدعوة الصحيحة هى التى ستكون برنامجنا للاتصال مع الجماهير، لنقل المنهج الوسطى الذى هو نموذج يحتاج إليه العالم كله الآن». المفتى اعتبر ان شهر رمضان محطة مهمة ضمن محطات عدة يقف عندها المؤمن للمراجعة والمحاسبة، موضحا أن شهر رمضان «فرصة عظيمة يجب استثمارها لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون قولا وعملاً وبذلا وسخاء بتقديم كل وسائل العون والمساعدة لمن مستهم الضراء والوقوف معهم من أجل تجاوز معاناتهم ومحنتهم بكل السبل والوسائل». وشدد مفتى الجمهورية على أننا كمسلمين مطالبون أكثر من أى وقت مضى بخوض معركة بناء الحياة وتحقيق النهضة الحضارية لوطننا، والتصدى لكل السلبيات التى تعيق تقدم مسيرة البناء والتنمية، وتحقق المصالح العليا للوطن. وعن الحكم الشرعى فى إثبات دخول الشهر القمرى فى حساب الفلك؛ وهل هو أولى فى تحديد الرؤية فى عصرنا الحالى، قال إن دار الإفتاء تسير حاليا وفق خطة يعتقد أنها أرشد الخطط فى هذا الأمر؛ وهى تستعين بالرؤية البصرية سواء كانت بالعين المجردة أو بالعين التى تعتمد على استخدام المراصد والآلات بالإضافة إلى الحساب القطعى؛ فعندما يتقرر وفقًا للحساب أن الهلال قد نزل قبل الشمس بدقيقة أو دقيقتين فهذا أمر متفق عليه بين كل الحاسبين فى هذا المجال، وتابع «لدينا هنا سبعة مراصد فى الجمهورية فإذا أتى إلى شخص وقال إنه قد رأى الهلال فى حين أن الحساب يقر بأنه لم يره يتم حينئذ تصديق الحساب فهو هنا ينفى». وأضاف: «لم يحدث عبر أربعين عاما نتبع خلالها هذه الطريقة أن وقع اختلاف؛ فلم يقل أحد إن الهلال موجود فى حين أن الحساب ينفى وجود الهلال، ولم يكذب أحد رؤية الهلال فى الوقت الذى أكد الحساب فيه رؤيته. بالإضافة إلى ذلك، فإن أربعين عاما من الرؤية تعد وقتا كافيا وجديرا بالثقة، حيث تم خلال هذه المدة الطويلة رؤية الهلال ثمانين مرة ، وينطبق الأمر كذلك على هلال شهر شعبان». وانتقد مفتى الجمهورية نقل بعض وسائل الإعلام أحيانا فتاوى خاطئة منسوبة لدار الإفتاء، مضيفا «بعد أن لاحظنا ظهور بعض الفتاوى التى تثير الجدل بصورة لا تعبر عن دار الإفتاء درسنا الأمر ووقفنا على الأسباب التى أدت إلى ذلك، ووجدنا أن بعضها إما ناتجا عن فهم خاطئ من قبل المؤسسات الإعلامية أو عن عدم فهم المصطلحات»، وتابع: «لذلك عرضنا عمل دورة تدريبية للصحفيين لكى يتعرفوا على المصطلحات التى نستخدمها،بحيث يكون الصحفى قادرا على الفهم العميق للفتوى فيستطيع توصيل الرسالة إلى الآخر بطريقة صحيحة». فى الحلقة الثانية غدا: مفتى الجمهورية يضع أسلوب مواجهة أصحاب الفكر المتشدد.