شهدت صالات السفر والوصول بمطار القاهرة الدولي، اليوم الأربعاء، حضورا مكثفا من الركاب والعاملين بالمطار لمتابعة أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه ووزير الداخلية الأسبق بأكاديمية الشرطة. وقامت شركة ميناء القاهرة الجوى وكل الكافتيريات العاملة بالمطار بتخصيص كل شاشات العرض داخل الصالات، لعرض وقائع المحاكمة التي نقلها التليفزيون المصري مباشرة. وكان الإقبال الأكثر من قبل المعتمرين الذين كانوا يقومون بإنهاء إجراءات سفرهم على مختلف رحلات مصر للطيران والطيران السعودي إلى جدة والمدينة المنورة. على صعيد آخر، رحب لبنانيون ومصريون يعملون في لبنان اليوم بمحاكمة مبارك، حيث ترقب اللبنانيون مثل غيرهم من العرب بحرص شديد محاكمة مبارك وابنيه وأعضاء من حكومته منذ الإطاحة به في احتجاجات شعبية حاشدة في فبراير الماضي. وقال مواطن لبناني طلب عدم ذكر اسمه، إنه إذا سئل عما إذا كان مبارك يستحق المحاكمة سيقول نعم، وكذلك جميع الحكام العرب، وأشار موسى، وهو لبناني آخر، أنه بالتأكيد يجب أن يحاكم، فهو يستحق الإعدام لما فعله بشعبه. على صعيد متصل، حرص المصريون في فرنسا على متابعة المحاكمة من خلال شاشات التليفزيون، وأيضا على شبكة الإنترنت، أو من خلال الهاتف المحمول، مشيدين بنقل المحاكمة على الهواء مباشرة، مما سمح لجميع المصريين، سواء في الداخل أو الخارج، بمتابعة مجريات المحاكمة التي كان يترقبها الجميع، ليس فقط في مصر، بل في جميع أنحاء العالم. وأكدوا أن حضور مبارك للمحاكمة اليوم ومحاكمته في قضايا قتل المتظاهرين وقضايا فساد تعد إشارة جديدة ودليلا على نجاح ثورة 25 يناير، وتؤكد أن العملية الديمقراطية في مصر تتبع المسار الصحيح، وقالوا إن المحاكمة تعد "يوما تاريخيا يتم إدراجه في سجل مصر، حيث إنه ولأول مرة في مصر أو في العالم العربي يتم محاكمة رئيس سابق". من جانبه، قال الدكتور باسم قمر، أستاذ الاقتصاد بجامعة موناكو المتخصص في الاقتصاد المصري، إن محاكمة الرئيس السابق تعد إنجازا كبيرا وحلما لم يكن نتوقعه قبل عدة أشهر أي قبل ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أن هذه المحاكمة تعد نوعا من استرداد كرامة المصريين. وأوضح أن ظهور مبارك في قفص الاتهام بالرغم من تردي حالته الصحية بأنه أمر طبيعي ومتعارف عليه دوليا، مشيرا إلى أن محاكمة الديكتاتور بينوشيه رئيس شيلي الأسبق، بينما كان يعاني من المرض ومن التقدم في العمر.