الرئيس أوباما يطل بصورة مزينة بزخارف إسلامية باللون الأخضر.. ليس ذلك من إبداع فنان عربى متحمس للرئيس الجديد أو أحد المدونين الذين ينشدون تغييرا فى السياسيات الأمريكية لصالح العالم الإسلامى، بل تتصدر تلك الصورة الموقع الرسمى للخارجية الأمريكية أو كما تطلق عليه الوزراة «موقع يحكى قصة أمريكا». فالآن، المشهد الإسلامى أصبح جزءا من «قصة أمريكا» وذلك بعد فترة كان فيها ارتداء سياسى لرابطة عنق أو قبعة خضراء يعد مغامرة أمام اللوبى اليهودى واليمين المتطرف فى أمريكا اللذين لن يتوانيا على إلصاق الأخضر بالإسلام، ومن ثم إلصاق «الأخضر الإسلامى» بالإرهاب. ولم يكن اللون الأخضر فقط هو المميز للموقع بل الرسالة التى أراد توصيلها من خلال اختيار تصميم جديد يناسب الخطاب التاريخى الذى ألقاه الرئيس أوباما من القاهرة من أجل مصالحة العالم الإسلامى. فتحت عنوان «الوفاء بوعد التغيير»، ركز الموقع على وعود أطلقها أوباما قبل توليه الرئاسة تحولت إلى قرارات فيما بعد. فالالتزام بالسلام فى الشرق الأوسط كان أول ما أراد القائمون على الموقع الإشارة إليه، تلاه بدء إجراءات الانسحاب من العراق، وإغلاق جوانتانامو، ثم التواصل مع مسلمى العالم. لكن ما يلفت الانتباه حقا، تخصيص جزء من الصفحة للحديث عن مسلمى الولاياتالمتحدة وإسهاماتهم فى نهضة البلاد. وينقل الموقع مقتطفا من كتاب «بناء حياة مسلمة فى أمريكا» يقول: «مع الحرية، والإيمان، والعمل الدؤوب»، أضافت كل موجة متعاقبة من المهاجرين مساهمتها المميزة إلى القصة الأمربكية، وأغنت مجتمعنا وثقافتنا، وشكلت المعنى الدائم للتطور والديناميكية الدائمة للكلمة الوحيدة التى تجمعنا معا، ألا وهى، «أمريكى». أما اليوم، فقد أصبحت هذه القصة هى قصة المسلمين الأمريكيين أيضا. ايبو باتيل، المدير التنفيذى لجماعة الشباب للحوار بين الأديان فى شيكاغو، وهو أحد قادة حركة الحوار بين الأديان، وجد تعبيرا آخر ليصف به نفسه على صفحات موقع الخارجية الأمريكية، حيث قال: «أنا أمريكى بروح مسلمة». وينقل الموقع عنه قوله: «فى طيات روحى تاريخ طويل يضم أبطالا وحركات شعبية وحضارات سعت للخضوع إلى مشيئة الله. سمعت روحى عظات النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» حول الرسالة الأساسية للإسلام: التوحيد والزكاة، والعدل الرحيم، ووحدانية الله». لكن اهتمام وزارة الخارجية الأمريكية بالوصول إلى شباب العالم الإسلامى عبر موقعها على الإنترنت بلغاته المتعدة بين الإنجليزية والعربية والفارسية والإسبانية والروسية والصينية، لم يقف عند التصاميم الإسلامية المزخرفة فقط بل تعدى ذلك إلى بث مقتطفات من خطاب الرئيس أوباما من منبر جامعة القاهرة إلى ملايين المسلمين فى رسائل قصيرة عبر الهاتف المحمول، فى خطوة هى الأولى من نوعها بهدف كسب قلوب وعقول الشباب المسلمين فى العالم عبر «دبلوماسية الSMS». ويامل أوباما فى نجاح دبلوماسيته الجديدة فى إزالة غبار سياسات سلفه جورج بوش عن صورة أمريكا. ومن ناحية أخرى، لم يظهر أى علامة على تغيير فى موقع وزارة الخارجية المصرية قبل أو أثناء خطاب أوباما، بل لم توجد أى إشارة للحدث التاريخى على صفحة الموقع الرئيسية التى أبرزت «ترحيب مصر بالاتفاق بين الأطراف الموريتانية المتنازعة».