عللت جماعة الإخوان المسلمين، خروج بعض التيارات الإسلامية في شعارات ولافتات وكلمات مليونية ووحدة الشعب، أمس الجمعة، في ميدان التحرير، عن المتفق عليه، بما أسمته "الكبت الشديد" الذي عانت منه تلك القوى الإسلامية، والذي دفعهم إلى اعتزال السياسة 30 عاما أو أكثر، ما أدى إلى ظهور بعض التجاوز في الأداء السياسي الحاشد الأول لهم، إضافة إلى استفزاز بعض غلاة العلمانيين لمشاعرهم بالاعتراض والسخرية من بعض المظاهر الإسلامية، وكذلك إهانة بعضهم للشعب في تصريحات منشورة، على حد زعم الجماعة. وأكدت الجماعة، في بيانها الصادر عصر اليوم السبت، أنها التزمت بما توافقت عليه مع القوى الوطنية السياسية والإسلامية الأخرى قبل مليونية أمس الجمعة، وقالت، إنها جعلت من منصتها في ميدان التحرير منبرا لكل القوى والأحزاب والتيارات، لكنها شددت على أن الهوية الإسلامية لمصر راسخة لا يمكن أن ينال منها أحد، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية أصبحت محل شبه إجماع من الشعب مسلميه وأقباطه، ولا مجال للخوف عليهما. وطالب الإخوان بتعجيل نقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة من الشعب وفق الجدول الزمني الذي حدده الإعلان الدستوري، كما أكدوا رفضهم لمحاولات الوقيعة بين الجيش والشعب، أو الصدام مع المجلس العسكري، وطالبوا بإعطاء الوزارة المهلة الزمنية لتنفيذ برنامجها، ومتابعتها في هذا التنفيذ يوما بيوم. وطالبت الجماعة التيارات الإسلامية، بإقرار حقوق الجميع المادية والمعنوية كاملة، والتعاون معهم على كل ما يخدم هذا الوطن، مؤكدة أن الإسلام رسالة قوامها الحب والرفق وسعة العقل والقلب، والتوحد والوفاق، وقالت: "لا يغرنكم كما لا يغرنا كثرة عدد ووفرة أتباع، مذكرة بالآية القرآنية: "ويَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ ولَّيْتُم مُّدْبِرِينَ"، وأكدت أهمية التواضع للإخوة في الوطن واحترام المبادئ والقواعد التي تجمع الكل في توافق وطني.