قالت جماعة الإخوان المسلمين إنهم التزموا بما اتفقوا عليه مع القوى الوطنية السياسية والإسلامية الأخرى، في فعاليات الجمعة 29/7/2011م، وجعلوا من منصتهم في ميدان التحرير منبرًا لكل القوى والأحزاب والتيارات، مؤكدين أنهم يرون أن الهوية الإسلامية لمصر راسخة لا يمكن أن ينال منها أحد، كما أن مبادئ الشريعة الإسلامية أصبحت محل شبه إجماع من الشعب مسلميه وأقباطه، ومن ثم فلا مجال للخوف عليهما. وبررت الجماعة فى - بيان لها السبت - خروج عدد من القوى الإسلامية الأخرى على هذا الاتفاق، فى مشهد خارج السياق في بعض شعاراته ولافتاته وكلماته وصوره، فإن السبب يرجع إلى الكبت الشديد الذي عانت منه القوى الإسلامية الأخرى على مدى ثلاثين عامًا أو أكثر، ومن ثمّ ظهرت بعض التجاوز في الأداء السياسي الحاشد الأول لهم، إضافة لاستفزاز بعض غلاة العلمانيين لمشاعرهم بالاعتراض والسخرية من بعض المظاهر الإسلامية، وكذلك إهانة بعضهم للشعب في تصريحات منشورة. وأكدت الجماعة سعيها إلى استقرار أحوال الوطن، والتعجيل بنقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة من الشعب، وفق الجدول الزمني الذي حدده الإعلان الدستوري، والرفض التام لمحاولات الوقيعة بين الجيش والشعب، أوالصدام معه، وليس معنى ذلك عصمته من النقد والنصيحة، ولا التخلي عن حضه على الإسراع بتنفيذ مطالب الثورة، مع إعطاء الوزارة المهلة الزمنية لتنفيذ برامجها، ومتابعتها في هذا التنفيذ يومًا بيوم. وخاطبت فى بيانها الإسلاميين قائلة " ينبغي أن نستحضر في عقولنا وقلوبنا أننا مجموعات في هذا الوطن، وأننا إخوة لكل من يعيش على أرضه في مساواة كاملة، وأننا يجب أن نقر للجميع بحقوقهم المادية والمعنوية كاملة، وأن نتعاون معهم على كل ما يخدم هذا الوطن، وأننا دعاة وأصحاب رسالة قوامها الحب والرفق وسعة العقل والقلب، وأننا دعاة توحد ووفاق وأصحاب معروف وأخلاق". وطالبت الجامعة غير الإسلاميين قائله "ننصحكم بمنتهى الصدق والحب والإخلاص، راجين أن تحترموا الإرادة الشعبية، وتحترموا مقدسات الشعب، وأن تنزلوا على قواعد الديمقراطية، وأن تتذكروا أنكم جزء من هذا الشعب مهما كانت ثقافتكم وعلمكم ووظائفكم"، مؤكدة أن أهم أسباب نجاح ثورة يناير المباركة هى وحدة الشعب كله بأحزابه وفصائله وجماعاته وأفراده ، معربة عن أملها فى أن يتحلى الجميع بهذه الروح، والتمسك بهذه الوحدة، وتقديم المصلحة العليا للشعب والوطن على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية، واحترام الآخر، والنزول على المبادئ والقواعد الديمقراطية في حل الخلافات الفكرية والسياسية، وممارسة السياسة وفق القواعد التي تؤكد على عدم الإقصاء، ومحاورة الآخرين، والتعاون في مساحات الاتفاق لتحقيق صالح الأمة.