قتل 16 متمردا ليبيا وأصيب 126 آخرون خلال يومين من القتال الشرس للسيطرة على زليتن، آخر مدينة ساحلية تفصل مصراتة التي يسيطر عليها المتمردون عن العاصمة طرابلس، حسبما صرح المتمردون اليوم الجمعة. وجاءت الأنباء وسط تقارير تحدثت عن تسلل عناصر من المتمردين إلى طرابلس ومع استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي مجددا إجراء محادثات معهم، مع تحقيق المتمردين مكاسب في الشرق والغرب، حيث أصر على أنهم يخوضون "معركة ميئوس منها". وفي تلك الأثناء يتوجه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إلى لندن لعقد محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ يتوقع أن يهيمن عليها الوضع في ليبيا. وفي مدريد حث رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو المجلس الوطني الانتقالي للمتمردين على البدء للتأهب ل"حقبة سياسية جديدة" في لقاء مع المسؤول الرفيع للمجلس محمود جبريل. وأفاد بيان للمتمردين أن "16 مقاتلا استشهدوا وجرح 126 آخرون في مواجهات مع القوات النظامية في مدينة زليتن" حيث يتردد أن الاشتباكات على أشدها في منطقة سوق الثلاثاء. يذكر أن مقاتلي المعارضة المتمردين على حكم القذافي يحاولون منذ عدة أسابيع السيطرة على زليتن التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة طرابلس. وتحدث مراسل لفرانس برس كان ضمن مجموعة من الصحفيين الأجانب اصطحبوا في جولة لزليتن، عن سماع دوى انفجارات أمس الخميس على الجبهة شرقي الموقع الذي تواجدوا فيه. كما أمكن مشاهدة أعمدة الدخان تتصاعد فوق المدينة التي تبعد 40 كيلومترا غربي مدينة مصراته التي يسيطر عليها المتمردون. وتم اصطحاب الصحفيين إلى مستشفى في زليتن لمشاهدة أربعة عنابر حيث يتلقى نحو 12 شخصا العلاج من إصابات قالوا إنها لحقت بهم جراء الضربات التي نفذها حلف شمال الأطلسي لاستهداف مواقع القوات الموالية للقذافي. وقال أحد أفراد الطاقم الطبي ويدعى فراج جمال إن 80 مدنيا أصيبوا في ضربات الأطلسي أمس الخميس. ويقول المتمردون انهم طاردوا أغلب قوات القذافي من البريقة شرقا وأنهم بصدد التقدم نحو العاصمة في الغرب انطلاقا من مصراتة ومن معقلهم الآخر في جبل نفوسة جنوب غربي طرابلس. وتستهدف الحملة المنطلقة من جبل نفوسة السيطرة على بلدة الاصابعة ما يفتح الطريق إلى غريان على الطريق المؤدي شمالا إلى طرابلس. وقال مراسل لفرانس برس يتواجد مع المتمردين عند بئر عياد في السهول على سفوح الجبل إن هبوب رياح شديدة ليل الخميس/الجمعة ويوم الجمعة أدى لوقف مؤقت لتبادل القصف الصاروخي بين الجانبين. وقال أحد قادة المتمردين ويدعى ناصر العائب إن قوات القذافي "لا تتقدم لعدم درايتها بالمنطقة، إذ يخشون الوقوع في أكمنة ينصبها المقاتلون الذين يعرفون المنطقة شبرا شبرا". وقبل هبوب العاصمة ليل الخميس/الجمعة قال عائب إن قوات القذافي قصفت نقطة تفتيش تابعة للمتمردين على بعد بضعة مئات من الأمتار من بلدة بئر الغنم التي تسيطر عليها القوات الموالية للقذافي، ما أسفر عن إصابة أربعة مقاتلين متمردين على الأقل إصابة أحدهم خطيرة.