● الاهتمام بالسياسة فى مصر الآن يمضى بجوار الاقتصاد والتنمية والحريات والرياضة وكرة القدم وشتى مناحى الحياة. وقبل أشهر قليلة ولمدة 30 عاما كان الفريق هو الوطن، وكانت الوطنية هى الهتاف للمنتخب، لأنه لم تكن هناك سياسة.. فقد حرمت على المصريين عمدا.. لكن للرياضة ولكرة القدم قيمتها وقيمها، ففى فترة الستينيات كانت مصر قبلة للحضارة والثورة والثقافة والأدب والسياسة والفن.. وكان نجوم مصر من نجوم العرب، مثل عبدالوهاب وعبدالحليم وأم كلثوم.. وبصورة غير مباشرة ارتبطت سيدة الغناء العربى باسم الوداد المغربى الذى سيواجه الأهلى غدا، والقصة معروفة.. ففى أثناء اجتماعات تأسيس النادى، طرح الاسم الذى سيطلق على الفريق.. وأخذ المجتمعون فى ترشيح أسماء مختلفة، وفى واحد من تلك الاجتماعات حضر الدكتور عبداللطيف بن جلون وهو أحد المؤسسين، وبرر تأخره على الاجتماع بأنه كان يشاهد فيلما سينيمائيا لأم كلثوم عنوانه «وداد» وتزامن مع هذا الجواب انطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الاجتماع تفاءل بها المجتمعون. وأبدى «بن جلون» تأييده لاختيار هذا الاسم وتم اختيار اسم الوداد الرياضى اسما للنادى.. ● يعد نادى الوداد الرياضى من أهم الأندية المغربية وهو النادى المغربى الوحيد الذى أسس بدوافع وطنية، حيث كان مكونا من لاعبين مغاربة إبان فترة الحماية بالمغرب وكان رمزا من رموز المقاومة للاحتلال الفرنسى.. وجدير بالذكر أن معظم الأندية الرياضية فى العالم تأسست لأسباب وطنية وسياسية أو لأسباب عقائدية ودينية وأيديولوجية واجتماعية.. ● والذين يستخفون بالأهلى والزمالك وبهذا الاهتمام الشعبى بهما، أنقل إليهم ما قاله محمد بن جلون مؤسس الوداد فى يوم من الأيام: «كانت لقاءات الأهلى والزمالك بالنسبة لنا منشورا وطنيا يبث فينا روح العروبة التى حاول الاستعمار الفرنسى قتلها بالضبط كما كانت أم كلثوم هى الوسيلة الوحيدة التى كنا نعلم أولادنا منها النطق الصحيح لكلمات اللغة العربية بعدما فرض علينا المستعمر نسيانها».. ● أحاول بتلك الكلمات أن أسجل قيمة الرياضة وأهميتها، وكيف أنها تنمى العلاقات بين الشعوب بجد وبحق، ويكفى مشهد العالم كله وهو يحتفل فى أثناء الألعاب الأوليمبية وكأس العالم.. لكنى أيضا أحاول أن أسجل قيمة الأهلى والزمالك، وهما أكبر من أن نختصرهما فى التعصب والتلون، والمزايدة.. ● سؤال طريف طرح مؤخرا: كم مرة فاز فيها الأهلى بالدورى بواسطة الحكام على مدى تاريخه؟.. الإجابة: أذكر أن الكثير من هؤلاء الحكام كانوا من أهل الزمالك.. وفى مقدمتهم حلمى زامورا رئيس الزمالك السابق، ومحمد لطيف نجم الزمالك القديم، وحسين إمام شقيق يحيى إمام حارس الزمالك الشهير، وعم حمادة إمام نجم الزمالك فى الستينيات، وجد حازم إمام نجم الزمالك فى التسعينيات من القرن الماضى..؟!! ● وسؤال لصاحب السؤال، باعتبار أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يفل المنطق سوى المنطق: «هل كان الحكام زملكاوية فى الدور الأول الذى تفوق فيه الزمالك.. ثم تذكروا وقلبوا فى الدور الثانى ومنحوا الدورى للأهلى..؟