بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للامتناع عن التدخين، الذى وافق يوم أمس حثت منظمة الصحة العالمية الحكومات على اشتراط أن تتضمن جميع عبوات التبغ والسجائر تحذيرات مصورة لإظهار الأمراض وأنواع المعاناة الناجمة عن التدخين كصور الأسنان الصفراء واللثة السوداء وأورام الرقبة الناتئة والمخ النازف لإنذار المدخين بمخاطر تعرضهم للأمراض. وتعتبر مصر من أول الدول التى ألزمت شركات التبغ فيها بوضع مثل هذه الصور من خلال صورة المريض الراقد على جهاز للتنفس الصناعى الخاصة بالمواطن «حمدى بلالا» من على علب السجائر، والتى تم استبدالها بصورة طفل يدخن سلبيا، ومن خلفه رجل يدخن بشراهة. والتى من المنتظر تغييرها بصورة سيدة «حامل» وبجوارها رجل يدخن فى غضون الأشهر القليلة المقبلة. وقالت المنظمة فى بيان لها أمس إن الدراسات كشفت أنه لا يدرك المخاطر الصحية الخاصة بالتدخين إلا القليل من الشباب، حتى بين الذين يرون أنه من المواد الضارة. ومع ذلك، فإن التحذيرات الصحية الموضوعة على عبوات التبغ فى معظم البلدان لا توفر المعلومات اللازمة لتحذير المستهلكين من مخاطره. وأشارت إلى دراسة مسحية أجريت فى الصين فى عام 2009، كشفت أن 37٪ من المدخنين فقط يعلمون أن التدخين يتسبب فى حدوث أمراض القلب التاجية و17٪فقط يعلمون أنّه يتسبب فى الإصابة بالسكتة الدماغية. وقال الدكتور علاء العلوان، المدير العام المساعد بمنظمة الصحة العالمية: «إن التحذيرات الصحية، التى توضع على عبوات السجائر من الاستراتيجيات البسيطة والزهيدة التكلفة والفعالة، التى بإمكانها الحد على نطاق واسع من تعاطى التبغ وإنقاذ الأرواح. وتلك التحذيرات لا تفى بالغرض إلا إذا أبلغت عن المخاطر. والتحذيرات التى تشمل صورا عن الضرر الناجم عن التبغ تضمن فعالية خاصة فى الإبلاغ عن المخاطر وتحفيز التغييرات السلوكية، مثل الإقلاع عن التدخين أو الحد منه. غير أنه لا يعيش فى البلدان التى تشترط وضع تحذيرات مصورة على عبوات التبغ إلا 10% من سكان العالم فقط. وقال الدكتور دوجلاس بيتشير، مدير مبادرة التحرر من التبغ، التى ترعاها منظمة الصحة العالمية، «لا بد لدوائر صناعة التبغ، لضمان استمراريتها، من تحويل انتباه الناس من الآثار الفتاكة لمنتجاتها. وهى تلجأ إلى حملات ترويجية تكلفها عدة ملايين، بما فى ذلك عبوات مصممة بعناية، من أجل إيقاع أناس جدد فى فخ التدخين ومنعهم من الإقلاع عنه». وأضاف أنه بإمكان التحذيرات الصحية، التى توضع على عبوات التبغ وغلب السجائر أن تكون وسيلة قوية لتسليط الأضواء على الواقع الكئيب لتعاطى للتدخين.