مدرب فلسطين: حققنا تأهلًا تاريخيًا في كأس العرب    كأس العرب .. مدرب قطر: قدمنا أسوأ مباراة أمام تونس    رئيس بنين: الجيش أحبط محاولة الانقلاب وطهّر البلاد من المتمردين    الوطنية للانتخابات: بدء تصويت المصريين بنيوزيلندا على 30 دائرة انتخابية ملغاة    وزير الإسكان يكشف تطورات جديدة في ملف الوحدات البديلة لمستأجري الإيجار القديم    وفاء عامر تبدأ تصوير مسلسل "السرايا الصفرا" الأسبوع المقبل    مسئول في حركة حماس: الحركة مستعدة لمناقشة مسألة تجميد أو تخزين أسلحتها    إبراهيم حسن: ودية مصر ونيجيريا 16 ديسمبر باستاد القاهرة    رعدية وغزيرة، الأرصاد تعلن أماكن سقوط الأمطار غدا الإثنين    حريق يلتهم لنشًا وفلوكة جنوب الغردقة بدون إصابات    وزير الأوقاف يشهد احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي    عمرو سلامة: المناخ الكروي في مصر ينهار والجمهور يبتعد عن الفرق المحلية    متحف ذاكرة الريف» |عالم اجتماع يرصد ملامح حياة المصرى القديم    الأوقاف: جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام الأكبر في تاريخها    الصحة: لا توجد متحورات جديدة من فيروس كورونا.. والإنفلونزا الأكثر انتشارا    وزير الصحة يحسم الجدل حول الفيروس الجديد: كل ما يثار عن وجود تحورات شائعات    نصائح لحماية طفلك من أمراض الجهاز التنفسي المنتشرة حاليا    رفقة زوجته.. مصطفى قمر يطرح كليب «مش هاشوفك» | فيديو    ذاكرتى هى النسيان .. ولا أخشى المستقبل    مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم ريال مدريد أمام سيلتا فيجو    والد عروس المنوفية باكيا: لقيت بنتي مرمية على السرير مفيهاش نفس    أخبار مصر اليوم.. رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروع إحياء وتطوير حديقتي الحيوان والأورمان    الأزهر ينشر فيديوهات لتعليم أحكام التجويد والتلاوة بأسلوب يناسب الجميع    أول ظهور لمحمد صلاح بعد أزمته مع سلوت وليفربول.. صور    الداخلية تكشف حقيقة خطف فتاة بصفط اللبن: تركت المنزل بإرادتها بسبب خلافات أسرية    «نقف معها جنباً إلى جنب».. روسيا تحذر أمريكا من التصعيد ضد فنزويلا    كشف ملابسات فيديو عن إجبار سائقين على المشاركة في حملة أمنية بكفر الدوار    وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام | فيديو    حماية النيل من البلاستيك    ثلاثة فى خدمة الاحتلال الإسرائيلى    إخوان أوروبا فى مصيدة الإرهاب    «لا للتنمر ضد ذوي الإعاقة».. ندوة لمواجهة آثار وسلبيات التنمر    الأهلي يقترب من ضم يزن النعيمات لتعزيز الهجوم    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة    وزير الصحة يعلن عن مواقع ترصد الأمراض الوبائية والمعدية في 5500 منشأة طبية    محافظ القاهرة: تبرع بقيمة 50 مليون جنيه لدعم إنشاء المجمع الطبي لجامعة العاصمة    دياباتي يبتعد عن التتش.. خلافات مالية توقف تقدم مفاوضات الأهلي    ميرفت القفاص: عمار الشريعي الغائب الحاضر.. وصندوق ألحانه ما زال يحمل كنوزا    بكين تعلن عن ثالث مناورة مشتركة مع موسكو في مجال الدفاع الصاروخي    مدبولي يتابع مشروعات تطوير قطاع الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل لبعض الأصول    صبغ الشعر باللون الأسود: حكم شرعي ورأي الفقهاء حول الاختضاب بالسواد    كمال درويش يهاجم شيكابالا: أنت معندكش خبرة إدارية عشان تتكلم عن مجلس الزمالك    وزير الخارجية: إسرائيل عليها مسئولية بتشغيل كل المعابر الخمس التي تربطها بقطاع غزة    جامعة أسيوط تُكثّف استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول    محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف 8 شوارع في حي منتزه ثان    صحة الشيوخ تدعو خالد عبد الغفار لعرض رؤيته في البرامج الصحية    اختبار 87 متسابقًا بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن بحضور الطاروطي.. صور    هيئة الرقابة المالية تُلزم صناديق التأمين الحكومية بالاستثمار في الأسهم    باحث يرصد 10 معلومات عن التنظيم الدولى للإخوان بعد إدراجه على قوائم الإرهاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 7-12-2025 في محافظة الأقصر    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 519 بلاغا خلال شهر    الأرصاد تكشف خرائط الأمطار اليوم وتحذر من انخفاض درجات الحرارة في عدد من المحافظات    وزير الري: التحديات المائية لا يمكن التعامل معها عبر الإجراءات الأحادية    ضبط 69 مخالفة تموينية متنوعة فى حملة مكبرة بمحافظة الفيوم    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    نور الشربيني تتوج ببطولة هونج كونج للاسكواش بعد الفوز على لاعبة أمريكا    وزير الصحة يستعرض تطوير محور التنمية البشرية ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية    قطاع الملابس والغزل يبحث مع رابطة مصنّعي الآلات الألمانية التعاون المشترك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(حكايا الأبرياء)..
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 07 - 2011

ردود فعل واسعة أثارتها حكاية الجريمة التى نشرتها «الشروق» فى عدد الجمعة الماضى، عن مقتل «منيرة» عروس دار السلام حرقا فى معركة بين أهالى بسبب هجوم أسرة طليقة شقيقها على منزلهم فى إحدى معارك حضانة ورؤية الأطفال، وتلقت «الشروق» رسائل كثيرة من رجال وسيدات يتبادلون الاتهامات، إذ جاءت ردود فعل الرجال قاسية ضد السيدات الحاضنات اللاتى يرفضن تنفيذ أحكام الرؤية، واتهموهن باغتصاب حقوق الآباء فى رؤية أبنائهم اعتمادا على قوانين «سوزان مبارك»، فى حين هاجمت المطلقات الرجال كثيرا واتهموهم بعدم الالتزام بالحضور أثناء موعد الرؤية وأنهم لا يدفعون نفقة أولادهم والبعض الآخر لا يسأل عن أولاده سواء لرؤيتهم ولا للإنفاق عليهم.
بين أولئك وهؤلاء فريق آخر مظلوم ويدفع الثمن هم الأطفال الأبرياء، وفى إحدى قصص الصراع بين الآباء كشفت مباحث القاهرة عن جريمة جديدة فى حق الطفولة بطلتها سيدة مطلقة وضحيتها نجلتها الطفلة بسملة التى باعتها ب400 جنيه فقط لجارتها واختلقت حكاية غريبة عندما اكتشفت أن مطلقها يريد تنفيذ حكم الرؤية.
صرخت ماجدة سعد المطلقة ذات الأربعين ربيعا صرخة عالية.. لطمت خديها.. خرجت إلى الشارع لتزيد صراخها أمام الجميع فى الحارة الضيقة التى تقطن بها بعشش السكة الحديد.. لطمت خديها عدة مرات .. التف حولها الجيران يستفسرون عما حدث لها.. انخرطت فى البكاء الشديد. سقطت الدموع على خديها بغزارة.. طالبت الجميع بالبحث عن جارتها صالحة التى اختفت منذ عدة شهور من المنطقة ومعها نجلتها الصغيرة. انتشر الجميع فى كل مكان لمساعدتها دون أن يتذكر أحد تلك السيدة التى قد شاهدها البعض منذ فترة.
مرت ساعات دون أن تتوصل إلى جارتها وفور دخول الظلام على المنطقة أسرعت إلى قسم شرطة الشرابية. دخلت مكتب المقدم هانى عبدالرءوف رئيس المباحث، فهى طويلة القامة، بيضاء، يرتسم على وجهها علامات متاعب الزمن قالت لرئيس المباحث إنها كانت متزوجة من أمين شرطة ودبت المشاكل بينهما وطلبت منه الطلاق ولكنه رفض واستخدم قوته فى التنكيل بها وهربت من عش الزوجية وأقامت ضده عدة قضايا وحصلت على حكم بالطلاق وامتدت القضايا بينهما إلى أكثر من عام رفض خلالها الصرف على طفلتيه نهائيا وحصلت على حكم بالطلاق منه وتحملت الكثير من اجل أطفالها واضطرت إلى استئجار غرفة فى سكن شعبى بالشرابية وبدأت تعتمد على نفسها وتعمل خادمة فى البيوت ولكن مصاريف علاج طفلتيها «بسملة» و«فرح» تزيد كثيرا وفى احد الأيام تركت طفلتها عند جارتها صالحة وعندما عادت من عملها فلم تجدها بعد وبدأت تلاحقها بالتليفونات حتى تعرف مصير نجلتها دون ان تتوصل إلى شىء وأنها تريد تحرير محضر بذلك حتى تثبت حقها إلى حين البحث عن المتهمة.
تركها رئيس المباحث بعض الوقت فى المكتب وطلب منها جهاز المحمول وبإخطار اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة عن واقعة اختفاء الطفلة أمر بإعداد تحريات حول اختفاء الطفلة.
دقائق قليلة ودق جرس تليفون محمول السيدة وكانت المتحدثة صالحة جارتها وكانت المفاجأة أنها كانت تعلم بتحرير محضر باختفاء الطفلة وعندما علمت بشخصية رئيس المباحث أغلقت التليفون. دار الشك نحو السيدة وان هناك سرا تخفيه وراء البلاغ فاضطر اللواء أسامة الصغير مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة لإعداد فريق بحث حول الواقعة.
كشفت تحريات المباحث ان ماجدة سعد طلبت من جارتها التصرف وبيع طفلتها وان تبحث لها عن مشتر يمكن ان يصرف عليها بعدما ضاقت بها الدنيا وتم بيعها لإحدى السيدات وحصلت جارتها على 200 جنيه نتيجة السمسرة فى بيع الطفلة وهى حصلت على 400 جنيه فقط وأنها تعلم مكان الطفلة.
تم تكليف مأمورية من ضباط المباحث وتم ضبط السيدة العاقر بشقتها بمساكن منطقة الزاوية الحمراء وعثر معها على الطفلة الصغيرة، انهارت الأم التى باعت فلذة كبدها ب400 جنيه ولم تتمكن من الإنكار بعدما اعترفتا المشترية والوسيطة ببيع الطفلة.
وقفت ماجدة سعد أمام وكيل النيابة تصرخ وتبكى قائلة «هو فى حد يبيع ضناه، أنا كنت فى حالة مادية تحت الصفر ولم أجد احد ينقذنى من الجوع أنا وطفلتى وزوجى رفض حتى شراء اللبن لهما أو حتى خبز فقط ورفض كل وسائل الاتفاق حول النفقة بعد الانفصال وخرجت من عش الزوجية بملابسى فقط واطفالى يصرخون من شدة الجوع وأغلق خلفى الباب وكأننى كلبة أو متهمة عنده فى قسم الشرطة».
سقطت الدموع مرة أخرى على خديها لعدم وقوف أحد بجانبها سواء أقاربها أو جيرانها لأنهم جميعا يخافون من محاضر زوجها أمين الشرطة الكيدية وقالت ان طليقى لم يسأل عن اولادى وتحملت الكثير من أجل أن أحافظ عليهما، طرقت كل أبواب العمل ولكن دون جدوى فاضطررت إلى العمل خادمة فى البيوت وكانت مشكلتى كيف أخرج للعمل ومعى طفلتان عمرهما 3 سنوات وعام ونصف العام وكل أسرة ترفضنى للعمل لديها عندما تشاهد الطفلتين واضطررت فى إحدى المرات إلى ترك بنتى وحدهما فى الغرفة لمدة طويلة وعندما عدت فوجئت بالطفلة الصغيرة فى حالة هذيان وذهبت بها إلى المستشفى وتم علاجها من الجفاف وضاقت بى الدنيا بعدما فوجئت بطليقى يقيم ضدى دعوى رؤية لطفلتيه دون ان يفكر لحظة فى الصرف عليهما أو يرسل لهما احتياجات الطعام سواء أرزا أو دقيقا وهذا جعلنى اعتمد على نفسى وأتحمل الظروف من أجل أن أعيش بعيدا عن مضايقات طليقى وجبروته واستغلاله لوظيفته فى اذلالى وخضوعى لكل أوامره وتركت السكن حتى لا يعرف طريقى واستأجرت غرفة بالشرابية بعيدا عن الجميع وعندما ازدادت المصاريف على وعدم إمكانى من الذهاب للخدمة فى البيوت.
وأثناء جلوسى مع جارتى طلبت منى أن أتنازل عن الطفلة الصغيرة لإحدى السيدات حتى تعيش معها فترة طويلة وتصرف عليها واستسلمت لكلامها من أجل أن تعيش عيشة جيدة وكما نرى ذلك فى الأفلام حيث نرى الطفلة عندما تكبر تعرف أمها وتعود إليها وفى اليوم المحدد قدمت صغيرتى «بسملة» إلى جارتى صالحة وقامت هى ببيعها إلى السيدة العاقر وأعطتنى بعدها 400 جنيه ثمنا للطفلة وحصلت على تليفون وعنوان السيدة العاقر وبدأت اعمل فى خدمة البيوت ومعى الطفلة الأخرى وفجأة اختفت جارتى من الغرفة التى كانت تعيش فيها حيث إن ذلك المكان يأوى مآسى للسيدات والرجال وكل منهم هارب من كارثة إنسانية معينة وقد ساورنى الشك فى مكانها وحاولت الاتصال بها وعلمت منها أنها انتقلت إلى مساكن الزاوية الحمراء واستمرت بيننا الاتصالات لأكثر من 6 أشهر والطفلة بعيدة عنى دون أن أسأل عنها أو أسمع صوتها وكنت اخشى من سماع صوتها أو الذهاب لرؤيتها حتى لا اعيدها إلى الفقر مرة أخرى واتمسك بعودتها ولكن الحياة الهادئة لم تستمر طويلا للفقراء حيث فوجئت بطليقى يحصل على حكم برؤية طفلتيه وأنه يريد تنفيذ الحكم وحدد موعدا للرؤية ومكان اللقاء وأنه لن يتركنى لحالى وفكرت فى الكذب على المباحث حتى أنهى المشكلة وأتخلص من الموقف ولكن فوجئت برجال المباحث يكشفون كل شىء.
وتساءلت الأم كيف يتم تنفيذ حكم برؤية نجلته الصغيرة دون أن يدفع نفقة لى ولبنتيه ولا يشترى لهما أى ملابس ولماذا يسأل عنهما الآن؟ فى الوقت الذى كنت أركع على الأرض لكى أقبل قدمه حتى يصرف عليهما ويدفع ثمن الدواء الذى اشتريه لهما، ولكن للاسف حاولت أن أخرج من مشكلة الرؤية فتعرضت لتهمة بيع نجلتى وهذا يحزننى كثيرا لأننى لم أحصل على حقوقى الشرعية من زوجى فى الوقت الذى تكالبت على كل المشكلات وأن ما يحزننى أننى خسرت كل شىء حتى بنتى خسرتهما بسبب تلك القضية ويمكن أن يحصل طليقى على حكم بحضانتهما وأعيش أنا وحيدة مدى الحياة.
أما صالحة جارة المتهمة بائعة نجلتها فقررت فى تحقيقات النيابة أنها ساعدت جارتها فى انقاذ الطفلة من الفقر وتكلفة العلاج التى كانت تصرفها عليها وأننى لم أبع الطفلة للسيدة العاقر بل اننى سلمتها للسيدة على سبيل الأمانة والعيش معها بعض الوقت حيث إنها سيدة عاقر وتعيش وحدها وأنها كانت تريد طفلة تعيش معها فقط دون أن تشتريها ولا حتى تقوم بتغيير شهادة ميلاد لها وأنها لو كانت سيئة النية لكانت قد غيرت شهادة ميلاد الطفلة وان الأمر كان مساعدة للطفلة وليس بيعا وشراء وقررت أنها حصلت على 200 جنيه من السيدة العاقر نظير السمسرة وأنها نادمة على فعلتها.
أما فهيمة السيدة العاقر فقررت أنها حصلت على الطفلة من صديقتها صالحة لتعيش معها بعض الوقت وتم الاتفاق على ذلك دون أن ترى والدة الطفلة وأن موضوع البيع والشراء هى بريئة منه وأنها أعطت صديقتها 600 جنيه لإعانتها على الحياة والمعيشة وأنها كانت تريد أن تخدم الطفلة وتعيش معها وتصرف عليها والأمر كله كان خيرا للأم المغلوب على أمرها ولم تجد قوت يومها فقررت النيابة حبس المتهمات الثلاث 4 أيام على ذمة التحقيق وتم تسليم الطفلة إلى دار الرعاية لتحديد من له أحقية الحضانة من أسرة الأم والأب ويظل مصير الطفلة التى تبلغ من العمر عاما ونصف العام مع شقيقتها حائرا فى بداية حياتهما ليستمر مسلسل جحيم الرؤية والحضانة للأطفال مستمرا.
الحفيدة
ومن بسملة إلى ريناد تستمر حكايات ومآسى مسلسل الرؤية والحضانة حيث جاء صوته الينا ضعيفا ومنهزما بعدما استشرى فى جسده مرض الشيخوخة أراد أن يصل إلى حل لرؤية حفيدته «ريناد» التى لم يشاهدها منذ 4 سنوات فقال عبدالسميع عبدالله الذى يبلغ من العمر، 76 عاما عبر التليفون، انقطعت أخبارها عنى ولم اسمع صوتها إلى الآن وأضاف من خلال كلماته أعانى من أمراض الشيخوخة المزمنة وأعيش الآن طريح الفراش مستسلما إلى الله وأسمع كلام الأطباء وأتناول العلاج وفقا للتعليمات أملا أن يمد الله عمرى حتى أتمكن من رؤية حفيدتى الصغيرة ريناد محمد عبدالسميع التى تعيش مع والدتها الحاضنة لها بحكم المحكمة فى مدينة الإسكندرية وعلى بعد بضع خطوات من منزلى فالأمر لا يحتمل انتظار أكثر من 4 سنوات أخرى حتى أشاهدها خلسة.
كما حدث بينى وبينها فى المرة الأولى حيث غلبنى حنينى إليها منذ سنوات عندما علمت من نجلى أنه سوف يذهب إلى لقائها لتنفيذ حكم الرؤية له فقط كما نص الحكم على ذلك وخرجت خلفه من أجل أن أشاهدها خلسة ووصلت إلى مقر تنفيذ الحكم حتى أتلصص النظرات إليها من خلف الباب اثناء تنفيذ حكم الرؤية.
ووجدت نفسى غارقا فى دموعى وقدمى تتحرك بسرعة دون أن أدرى وتناسيت مرضى وشيخوختى وجريت نحوها ودخلت الغرفة عليها مع نجلى أحتضنها بصدرى الذى انشرح بصورة لم يكن لها مثيل ووضعت على جبينها قبلة جميلة.
وأضاف أثناء اللقاء الذى لم يستمر أكثر من دقيقة واحدة فقط سمعت صراخا شديدا وأصواتا أخرى غريبة تنادينى بالخروج من الغرفة الصغيرة التى ينفذ فيها أحكام الرؤية وكادت الأخصائية الاجتماعية تطردنى أمام حفيدتى ونهرتنى بشدة وبطريقة مهينة وأنا وكيل وزارة على المعاش وخرجت مطرودا من الغرفة ورغم تلك الصرخات والاهانات التى تعرضت لها فإننى كنت اسعد إنسان فى الدنيا بعد رؤيتى لحفيدتى واحتضانها وشعرت بعدها أننى لا أحتاج إلى دواء ولا أطباء وأننى عدت إلى شبابى وحيويتى فهى أول حفيدة لى ولا يمكن ان أنساها من ذاكرتى مرة واحدة فهى تحمل اسمى ولقبى وتحمل صفات وراثية منى ومن حقى أن أجلس معها وألعب معها حتى اشعر بالترابط الأسرى وصلة الرحم وتقاربها بينها وبين أهلها حتى لا تجد نفسها منعزلة عن حياتنا.
واستطرد الجد: ورغم أن لى 4 أحفاد آخرين فإنها أول حفيدة لى ولها مكانة كبيرة عندى وحنينى إليها كبير وغزير وحب لا يوصف لدرجة أننى لا أنام فى الليل إلا بعد أن أقبل صورتها وأضع صورها معلقة فى كل جوانب غرفة النوم وفى الصالة حتى لا تغيب عنى وكأننى كالعاشق الولهان وادعو الله فى كل صلاتى بان يقرب بيننا وأن أجلس معها قبل صعود روحى إلى السماء وهذا رجاء منى بعيدا عن قانون الرؤية الجاحد على الأجداد الذى يمنع حق الطفل فى رؤية الأجداد وأيضا رؤية الأجداد من رؤية الأحفاد وتنهمر الدموع من الرجل العجوز ويمسك منه السماعة نجله محمد الثائر الذى انفصل عن زوجته وحصل على عدة أحكام برؤية نجلته ريناد ولكنه لم يتمكن من رؤيتها منذ فترة وقد لجأ إلى الأمم المتحدة حتى يمكن أن يجلس مع نجلته بأى طريقة وفقا للقانون.
وطالب محمد بسرعة تغيير القوانين الجاحدة والمدمرة للأسرة والأطفال الذين يعيشون مع طرف دون الآخر ودون توازن بين الأب والأم حيث إننى ادفع لطفلتى نفقتها والتزم بجميع مصاريفها إلا اننى حتى الآن لم أتمكن من تنفيذ حكم رؤية بعدما أغلق جميع مقار الحزب الوطنى ومازالت قضية الرؤية مستمرة فى المحاكم، وأننا لا نريد شيئا إلا رؤية نجلتى ويراها والدى المسن وهذا شىء انسانى وحق من حقوق الطفل التى تتناساها المطلقات ويتخذن من قانون سوزان مبارك قوة لتدمير حياة الأطفال الصغار ووضعهم فى أول طريق المرض النفسى.
الحرمان
ومن حكاية الطفلة «ريناد» إلى الطفل حازم، 8 سنوات و«حسام»، 7 سنوات اللذين لم ترهما والدتهما منال محمد حسن التى صرخت فى التليفون وارتفع صراخها كثيرا عندما تذكرت طفليها حيث انخرطت فى البكاء المستمر بسبب عدم رؤية طفليها منذ عامين.
قالت إننى أبحث عن أطفالى منذ عامين دون أن أحصل عليهما ولا حتى طليقى الذى أخذهما ذات يوم من الشقة واختفى تماما ووجدت نفسى وحيدة بلا أبناء وعندما اتصلت بزوجى كمال الدين عبدالخالق تليفونيا قرر بأنه لن يعود هو وأطفاله وهددنى بعدم التبليغ عن اختفائهم وانقطعت أخباره وأولادى بعد ذلك ولم يصل الأمر إلى ذلك بل استولى على منقولاتى الزوجية وتركنى بلا أولاد منذ ذلك الوقت وبحثت عنه فى كل الأماكن التى يتردد عليها وعند أهله إلا أننى لم أتمكن من معرفة شىء حيث إن أسرته تعاملنى معاملة حسنة ودائما يطمئنون على ولكن ليس بأيديهم شىء يفعلونه معه.
وأضافت الأم المكلومة أننى حتى فى العصر البائد الذى يتحدث عنه البعض باستفادة المرأة من قوانين سوزان مبارك لم أتمكن من حضانة أطفالى واضطررت إلى إقامة عدة دعاوى ضد طليقى بحضانة الأطفال والنفقة وقائمة المنقولات وحصلت على عدة أحكام قضائية بحضانة أطفالى والنفقة ولكن لم يتم تنفيذها نهائيا وأصبحت كما يقولون حبرا على ورق ولم يتم تنفيذ أى حكم وكأن تلك الأحكام ليس لها فائدة.
انخرطت الأم فى البكاء مرة أخرى وقالت اننى أتذكر اطفالى الصغار فى آخر لقاء بيننا وهم يطلبون منى تجهيز العشاء لحين عودتهم إلى المنزل ولكنهم لم يعودوا بعد وقد حرمنى طليقى منهم وكنت أتوقع أن أحصل على حقى وأعيش مع اطفالى مثل أى أم تريد أن تربى أطفالها وتتابع دروسهم ولكن للأسف الشديد ضاع حقى فى المعيشة مع أطفالى.
وقد خرجت من الإسكندرية إلى ميدان التحرير ووقفت بين الثوار وعدت بعدها وعشت فى أحلام سعيدة بعد تنحى مبارك وتوقعت أن الحقوق سوف تعود لأصحابها ولكن للأسف الشديد لم احصل على حقى وأطالب المجلس العسكرى بإعادة اطفالى إلى أحضانى وإعادتهم إلى مدارسهم التى انفصلوا عنها ولا أريد شيئا غير ذلك.
الإهمال
أما عبدالرحمن على فقال إنه ترك أمر طفليه لمطلقته بعدما ذاق الأمرين لرؤيتهما وكان يمكن أن أرتكب جريمة بسبب رؤيتهما حيث إننى ذات مرة اشتريت لهما بعض اللعب الصينى وفور دخولى على اطفالى وفى يدى اللعب رفضت حماتى أن أسلمهما اللعب ونظرت إليهما نظرة قوية وهددتهما يتسلم اللعب وبعد فترة الرؤية رفض أطفالى تسلم اللعب منى وفوجئت بحماتى وطليقتى يلقيان باللعب فى وجهى بطريقة مهينة جدا ولم يصل الأمر إلى ذلك بل كان اللقاء مع مطلقتى وحماتى يشبه المشاجرة، ورفضت أن يرى اطفالى الخناقات والمشكلات الزوجية فانسحبت من تنفيذ حكم الرؤية.
وقال: استسلمت لطلبات طليقتى وجبروتها والابتعاد عن طفلتى وكتمت حنين الشوق لأطفالى فى قلبى واكتفيت بسداد النفقات الخاصة بهما فى مواعيدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.