يستعد ميدان التحرير، في قلب العاصمة القاهرة، لاستقبال ما يقرب من 4 ملايين مصري، وفقا لتقديرات مبنية على حجم المشاركات السابقة، في مظاهرة مليونية حاشدة غدا الجمعة، لاستكشاف طريق الثورة، بعد قرارات متعددة صدرت خلال الأسبوع الماضي، بتبرئة عدد من أركان النظام السابق، وعلى رأسهم أنس الفقي، وزير الإعلام السابق، ويوسف بطرس غالي، وزير المالية السابق، وأحمد المغربي، وزير الإسكان الأسبق، والمهندس محمد عهدي فضلى، الرئيس السابق لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية، ورجلي الأعمال الهاربين ياسين منصور ووحيد متولي يوسف، والإفراج عن عدد من الضباط المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين خلال الثورة. وتكتسب جمعة الغد، التي أطلق عليها النشطاء أسماء (الإصرار، والقصاص، والفقراء أولا، والتطهير)، أهمية خاصة بعد إعلان معظم التيارات الشبابية والثورية الجديدة، والأحزاب القديمة والجديدة، والاتحادات والائتلافات المعبرة عن الثورة، عن حشد أنصارها بكثافة، للاحتشاد خلالها، ورفع إعلان التيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمون والدعوة السلفية، عن مشاركتها، من سقف التوقعات باحتمالات نجاح المليونية في حشد ملايين المصريين في ميدان التحرير المركزي، فضلا عن عشرات من ميادين التحرير في مختلف محافظات الجمهورية، خاصة مع إعلان النقابات المستقلة، وعمال المحلة اعتزامهم المشاركة في فعاليات غد الجمعة. ويشهد الميدان في هذه الأثناء، حركة نشطة، لإتمام الاستعدادات مبكرا لاستقبال المتظاهرين، الذين ينتظر أن يبدأ توافدهم منذ مساء اليوم الخميس، حيث بدأت أعداد خيام الاعتصام في التزايد، كما بدأ نصب المظلات العملاقة، حيث قرر المهندس الاستشاري ممدوح حمزة، نصب مظلة عملاقة تغطي منطقة وسط الميدان بالكامل. لكن الخلاف قد يظهر غدا الجمعة، إذا خرجت بعض القوى عن الأهداف المتوافق عليها، ورفعت شعارات "الدستور أولا"، أو "الانتخابات أولا"، وهي النقطة التي تثير خلافا واسعا في الشارع المصري حاليا، كما يتوقع أن تحدث خلافات واسعة، عند دقات الساعة الخامسة من مساء الجمعة، حيث سيبدأ شباب الإخوان والسلفيين في إخلاء الميدان، ويستمر ممثلو بعض التيارات الشبابية، لاستكمال الاعتصام المفتوح.