أثناء دخولك في وسط المعتصمين في ميدان التحرير، وسط إجراءات التفتيش وإظهار بطاقتك الشخصية، تجد تجمعات من أناس يناقشون أحوال التحرير والثورة، ويناقشون ما حدث خلال يومين ماضيين وما سيأتي خلال يومين مقبلين، منهم من هو غاضب من قرارات إخلاء سبيل المتهمين في قتل المتظاهرين، ومنهم من هو غاضب مما قيل عنهم في وسائل الإعلام أنهم (بلطجية)، ووسط هذا الزحام، أحد التجمعات تلفت نظرك، شخص يرسم رسوما كاريكاتيرية، تعبر عما حدث خلال مواجهات الأسبوع الماضي من إعتداء على المعتصمين، فخورا بكونه "بلطجيا يحب مصر". يقول إبراهيم الشيخ: "أنا فنان كاريكاتيري ومخرج مسرحي مع وقف التنفيذ، لأني في بلد لا يهتم إلا بالمحسوبية، والعلاقات الشخصية. في بلد أعيش بها منذ 30 عاما، ولم آخذ حقي لأنني من الهامشيين المهمشين". ويضيف: "نزلت إلي ميدان التحرير يوم الثلاثاء الماضي بعد أحداث مسرح البالون، لأرى البلطجية الذين قيل عنهم في وسائل الإعلام إنهم الآن في ميدان التحرير، فوجدت أناسا محترمين من الشباب، والداخلية ترميهم بقنابل مسيلة للدموع، وتسبهم بأقذر الشتائم: كما قيل لي على لسان أحد ضباط الداخلية هنا في شارع محمد محمود والقصر العيني"، مضيفا: "أول مرة أرى قوات الأمن المركزي يحميها صف من البلطجية التي تحمل الأسلحة البيضاء (سنج وسيوف) التي لا أعرف حتى كيفية حملها". وأضاف أن "أحداث اليومين الماضيين شهدت مواجهات بين الباعة الجائلين والثوار، وقد حدثت تجاوزات من الباعة الجائلين هنا، فقام الثوار بطردهم من بينهم، فقاموا بالتعدي عليهم وحرق الخيام". وأكد الشيخ أن "الأطياف كلها كانت موجودة هنا في الميدان، من شباب متعلمين ومثقفين وأناس عاديين، وكلهم يتجمعون ليروا أعمالي، ويكفيني رؤيتي لهم عندما يعجبهم ما أرسم". مختتما كلامه بقوله: "لو كان من نزل ميدان التحرير الأيام الماضية بلطجيا، فأنا يشرفني أن أكون بلطجيا يحب مصر".