حصلت «الشروق» على التفاصيل الكاملة لعملية اعتقال قرابة 200 طالب بالأزهر من مسلمى وسط آسيا، التى جاءت قبل أيام من زيارة الرئيس الأمريكى للقاهرة. وكان مسئول فى السفارة الروسية بالقاهرة قال أمس إن قوات الأمن المصرية ألقت القبض على نحو 200 طالب أجنبى يدرسون بجامعة الأزهر، وأوضح المسئول أن عمليات القبض تمت خلال اليومين الماضيين، وأن العدد الأكبر من الطلبة ألقى القبض عليهم أمس الأول، حيث تم اقتياد أكثر من 150 طالبا فى ذلك اليوم وحده إلى أماكن غير معلومة، وأشرف اللواء حبيب العادلى على التأكد من عدم وجود أى صلة للمعتقلين بأنشطة متطرفة. وأضاف أن من بين المقبوض عليهم 35 طالبا روسيا، وأن السلطات لم تفد السفارة الروسية عن سبب القبض على الطلبة الروس أو التهم الموجهة إليهم، ولا تعلم هل يتم إجراء تحقيقات مع المقبوض عليهم الآن أم لا، أو أين تتم تلك التحقيقات، ورجح المسئول أن تكون زيارة أوباما للقاهرة هى السبب الرئيسى وراء عمليات الاعتقال. أحد الطلبة الأجانب بجامعة الأزهر وهو من دولة أذربيجان، ويدرس بكلية التجارة، قال ل«الشروق» إن الطلبة الذين تم القبض عليهم من دول الاتحاد السوفييتى السابق ومنها أذربيجان ودول القوقاز وكازاخستان وروسيا وغيرها، وأوضح الطالب أنه لا يعلم سببا لإلقاء القبض على زملائه، وأن السلطات كانت تخبرهم أثناء عمليات القبض أنهم خالفوا قواعد الإقامة المقررة، ولكن أسلوب القبض وفظاظة عمليات التفتيش لمساكن الطلبة توحى بخلاف ذلك. وأوضح الطالب أن عمليات القبض تمت من داخل مدينة المبعوثين بمنطقة «الدراسة» والمساكن الخاصة التى يستأجرها الطلبة وأسرهم بمناطق حول الأزهر مثل الظاهر والجمالية، وأن من بين الطلبة من هو متزوج ولديه أطفال وألقى القبض عليهم جميعا مع أسرهم، وتم اقتيادهم داخل سيارات مصفحة إلى أماكن غير معلومة. وأكد أن معظم الطلبة المقبوض عليهم من كليات الشريعة والقانون واللغة العربية وأصول الدين، وأن أجهزة الأمن صادرت من مساكن الطلبة كل الأجهزة التكنولوجية التى يحوذونها مثل الكمبيوتر واللاب توب والهاتف المحمول، وكذلك تم مصادرة جوازات سفرهم. دول الاتحاد السوفييتى المتفكك وعلمت «الشروق» أنه تم إخلاء سبيل 4 من الطلبة المقبوض عليهم أمس وهم من دولة كازاخستان، وأكدوا لزملائهم أنهم لا يعرفون مكان اعتقالهم، وأن القبض عليهم كان يومى 26 و27 الحالى بعد منتصف الليل، ولم يتم احتجازهم جميعا فى مكان واحد بل إلى أماكن متفرقة، وتم وضع غطاء على أعينهم بحيث لا يعرفون أين هم، وأجريت معهم تحقيقات حول مدى معرفتهم بالحركات والخلايا التى ارتكبت جرائم إرهابية بالقاهرة مؤخرا، وأى معلومات وصلت إليهم حول أفعال مشبوهة ينوى بعض الطلبة الكارهين لأمريكا القيام بها خلال زيارة الرئيس الأمريكى المرتقبة للقاهرة. وأوضح المفرج عنهم أنه تأكد لدى السلطات الأمنية براءتهم من أى تهم، لذلك تم إخلاء سبيلهم، حيث تم اقتيادهم بالأغطية على أعينهم إلى مقر وزارة الداخلية، وهناك تم الإفراج عنهم. وقال الطلبة إنهم لا يعلمون سوى واقعة اعتقال 34 طالبا معظمهم من روسيا، وأنه اتضح أن طالبا واحدا فقط لم يجدد إقامته. بينما أرسل يوسوب أباكاروف، نائب القنصل الروسى بالقاهرة، طلبا إلى وزارة الخارجية كى تتوسط لدى الداخلية المصرية لمقابلة الطلبة الروس، ومعرفة التهم الموجهة إليهم ولم تبت الخارجية فى طلبه حتى الآن. يذكر أن زملاء الطلبة الروس المقبض عليهم اتصلوا بأهاليهم فى روسيا وأخبروهم بما حدث لأبنائهم، ما سبب ذعرا للأهالى الذين أخذوا يتوجهون إلى السفارة المصرية فى موسكو للاطمئنان على أبنائهم. وأكد مصدر بوزارة الداخلية أن التحرى عن الطلبة والسؤال عن وضع إقامتهم إجراء روتينى عادى ومتبع، ويتم القبض على المنتهية إقامته لترحيله، مستبعدا وجود أى علاقة بين زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقاهرة. ولفت إلى أن دائرة الاشتباه اتسعت بعد إلقاء القبض على الخلية المكونة من 7 أشخاص وتبين علاقتهم بتنظيم جيش الإسلام الفلسطينى، الذى عرف عنه تجنيد طلبة الجامعات خاصة جامعة الأزهر، للقيام بأعمال تخريبية فى البلاد. وأوضح أنه قد يتم القبض على أى شخص يتم الاشتباه به فى الفترة الحالية، ولكن من يثبت سلامة إقامته وعدم صلته بأى جماعات أو أشخاص شاركوا فى أعمال تخريبية يطلق سراحه على الفور. فيما نفى مصدر أمنى بالقاهرة أن تكون الأجهزة الأمنية بالعاصمة قد شاركت فى عمليات قبض على طلبة بالأزهر، مؤكدا أن هذا عمل تختص به أجهزة عليا بوزارة الداخلية وتنجز عملها فى سرية تامة دون حتى إبلاغ مديريات الأمن.