عن طفل صغير عمره عشر سنوات، مريض بالسرطان، يكتب رسائل إلى الله، يدور العرض المسرحي "أوسكار وايلد والسيدة الوردية" الذي عرض على مسرح "روابط" ، ويظهر الطفل خلال العرض يحاول أن يفهم ويعي فكرة حقيقة الإيمان بالله، من خلال حوار طويل مع "السيدة الوردية" التي تقنعه بأن يرسل كل يوم خطاباً إلى الله ويتخيل أنه في كل يوم يكبر عشرة أعوام. يقول هاني المتناوي، مخرج العرض، ل(بوابة الشروق): إن "النص المسرحي كتبه (إيريك إيمانويل شميت) برقة شديدة، والمعروف أن (شميت) كان ملحدا إلى حد ما في كتاباته، ثم تحول للصوفية، وعندما أتى إلى مصر سأله نجيب محفوظ عن سر التحول الكبير من الإلحاد للتصوف، فأجابه: (كنت في رحلة بصحراء الجزائر وتهت أنا والأصدقاء معي لمدة عشرة أيام، وعندما أيقنت الموت، استلقيت على ظهري منتظرا الموت، فأتاني الإيمان"، وكتب عن الديانات كلها فيما بعد، ولعل المشهور هنا نص (السيد إبراهيم وزهور القرآن)، والذي تحول لفيلم قام ببطولته عمر الشريف". ويضيف المتناوي عن العرض المسرحي أنه: "يعتبر من أنجح النصوص الآن في أوروبا، وقد ترجمه بطل العرض (محمد صالح) إلى العربية في منتهى السلاسة، وتم تقديمها على المسرح المستقل منذ أربعة أعوام". ويقول (محمد صالح) المترجم وبطل العرض: "أنا لم أقصد أن أكتبها بالعامية المصرية، فعند رؤية العرض لأول مرة في سيبيريا، أخذني جدا وطلبت وقتها من المنتج للنص أن يرسله لي، وعند قراءته أحسست بالحزن على نص عبقري لم يشاهده أصدقائي في مصر؛ فبدأت في ترجمة أجزاء منه إلي العربية، وإرسالها إليهم". ويكمل صالح: "فبعد أن انتهيت من الترجمة العامية الخاصة بالطفل الصغير، تنتهي المسرحية بخطاب أخير باللغة الفصحى للسيدة الوردية، فالطفل الصغير لا يكتب بالفصحى، فتركتها وبدأت أنقح في اللغة العامية التي كتبتها أولا، وتركت الخطاب الأخير للسيدة الوردية بالفصحى". وأضاف: "عندما انتهينا من القراءة وأعجبت فكرة العرض صديقي هاني مخرج العرض وعملنا عليها لتخرج إلى الناس". وتقول (داليا بسيوني)، ممثلة بالعرض: إن "المسرحية كلها عبارة عن خطابات موجهة إلى الله، يسرد فيها حياة كاملة من الحب والإحباط وعشق والدين". وتضيف عن دور السيدة الوردية الذي تلعبه: "أنها سيدة تجلس مع الأطفال المرضى ذوي الحالات الخطرة، وتتعرف على أوسكار الطفل الذي يملك حكمة تفوق سنه بكثير، وتصادقه وتحفزه على الكتابة إلى الله، فهو الوحيد الذي قد يسمعه، وهو الوحيد الذي يثق فيه أوسكار بأنه هو الوحيد القادر أن يشفيه".