على ذمة سمير بحيرى رئيس لجنة حزب الوفد فى القليوبية فإن رئيس الحزب السيد البدوى قد اعتمد خطة الحزب فى الشهور الثلاثة المقبلة، وأبرز ملامحها تكليف الكابتن طاهر أبوزيد عضو الهيئة العليا بإعداد فريق كرة قدم وفدى للمنافسة على الدورى، وان لجان الوفد فى المحافظات ستقيم دورة لاختيار فريق من كل المحافظات، على أن تنقل المباريات عبر شاشة قناة «الوفد المصرى» ليتم بعد ذلك اختيار أحسن مائة لاعب فى نهاية الموسم يشكل منهم فريق الوفد لكرة القدم. لست ضد الاهتمام بالرياضة وشخصيا ولسوء حظى أشجع الزمالك وأعانى مثل كل مشجعيه من مقالبه وتقلبه لكن خبر الوفد هو أفضل مثال على الأولويات المعكوسة فى المجتمع. المفترض أن تكون الأولوية للوفد فى الشهور الثلاثة المقبلة هى المشاركة بفعالية فى حسم قضية هل يكون الدستور أولا أم الانتخابات، وكيف يمكن بناء تحالف وطنى حقيقى يقطع الطريق على فلول الحزب الوطنى المنحل. كنا نعتقد أن هروب الأحزاب من القضايا السياسية الجادة إلى موضوعات هامشية قبل الثورة كان بسبب أن الحكومة تحاصر هذه الأحزاب وتطاردها رغم أن ذلك لم يكن صحيحا على طول الخط أما أن يستمر نفس التفكير بعد الثورة، فالأمر يصبح نوعا من الملهاة التى تقترب من المأساة. كثيرون يعولون على الوفد فى قيادة تحالف واسع من الأحزاب المؤمنة بالدولة المدنية لمواجهة زحف تتكشف ملامحه كل يوم ويريد تحويل مصر إلى صورة كربونية من أفغانستان تحت قيادة طالبان. لكن هؤلاء فوجئوا بأن الحزب، يتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين، ثم وهذا هو الأنكى رأينا الحزب يهتم بفريق لكرة القدم للمنافسة على الدورى. نريد فريقا من السياسيين والمرشحين المخضرمين ينافسون على بطولة مجلس الشعب والرئاسة، ينتشرون فى القرى والنجوع والبنادر والمدن كى يتعرفوا على هموم الناس، ويحصدوا المقاعد فى البرلمان، خصوصا أن هناك فريقا تم تدريبه جيدا وقد يفوز ببطولة الانتخابات البرلمانية وبفارق كبير عن بقية الفرق. أتصور أن حزب الوفد لا يملك فى هذه اللحظات ترف تخصيص جزء من وقته مهما كان بسطيا كى يخصصه لتشكيل فريق كروى ينافس على الدورى أو الكاس. موعد الانتخابات يقترب بسرعة، وكل حزب يحتاج وقتا طويلا كى يقنع الناخبين بخطورة انتخاب أى مرشحين ينتمون عمليا للحزب الوطنى، أو لأحزاب متطرفة. وبالتالى يصبح من العبث التفكير فى تشكيل فريق لكرة القدم. لا أعرف من هو الذكى والعبقرى الذى أشار على حزب الوفد بهذه الفكرة الجهنمية التى أتمنى أن تكون غير صحيحة. هى فكرة مرفوضة سياسيا وأخلاقيا، كما أن المواثيق الدولية والأوليمبية تمنع إنشاء فرق رياضية على أساس دينى أو سياسى. تصوروا لو أن كل حزب أو قوة سياسية قررت أن تنافس الوفد، أو الإخوان الذين طرح مرشدهم محمد بديع نفس الفكرة قبل حوالى شهر. لو حدث ذلك لقدر الله وأثناء لقاء الفريق السلفى مع فريق الكنيسة أو اقباط المهجر أو «المصريين الأحرار»، فى نهائى الدورى المقترح، وكان الحكم هو فهيم عمر أو محمد فاروق وقرر احدهما احتساب هدف من تسلل واضح لفريق النور السلفى. فماذا سيحدث؟! سوف ينسحب الفريق المنافس وقد يطلب تدخلا عسكرىا من فريق الحزب الجمهورى الأمريكى أو الحزب المسيحى الألمانى المحافظ. يا أيها السياسيون: كفى تهريجا.. أفيقوا يرحمكم الله