على غير المتوقع كان ظهور الفتاتين القبطيتين المختفيتين من قرية نزلة عبيد مركز المنيا ومعرفة تفاصيل اختفائهما، وإعلان المطرانية عن تسليمهما لأسرتيهما بعد إعلانهما أنهما أسلمتا وترغبان فى اعتناق الإسلام بحريتهما ودون أى تدخل من أحد، ورفض الأزهر الشريف لإشهار إسلامهما رسميا بسبب حداثة سنهما سببا فى إشعال نار الفتنة من جديد بالمنيا، حيث جاء هذا الإعلان عقب صدور قرار نيابة مركز المنيا بحبس شابين شقيقين من عزبة راشد التابعة لمركز المنيا المجاورة لقرية نزلة عبيد بتهمة خطف الفتاتين، فقد خرج اهالى الشابين فى مظاهرات حاشدة أمام مجمع محاكم المنيا للمطالبة بإخلاء سبيل الشابين واتهام والد الفتاتين بالتضليل وإشاعة الفتنة بين الناس. فقد أكد احد مشايخ العرب من قرية مجاورة لقرية نزلة عبيد الذى رفض ذكر اسمه أن والد إحدى الفتاتين كرستينا عزت فتحى «17 سنة» وابنة عمها نانسى مجدى فتحى « 14 سنة»، واللتين كانتا قد اختفيتا منذ 13 يوما، حضر مجلسا عرفيا لاحتواء الأزمة بين اهالى قرية نزلة عبيد واهالى عزبة جمعة راشد عقب اتهام والد إحدى الفتاتين لشقيقين من أبناء عزبة راشد بالتسبب فى اختفاء ابنتيهما، فى محضر الشرطة رقم 8342 لسنة 2011 إدارى مركز شرطة المنيا، وأثناء عقد هذه الجلسة جاء تليفون لهذا الوالد من ابنته تؤكد له أنها بخير وأنها وابنة عمها أشهرا إسلامهما وموجودتان بحريتهما ولم يختطفا فى القاهرة، وبناء عليه انفض المجلس، ولكننا فوجئنا ببلاغ بالنيابة باتهام الشابين بخطف الفتاتين. من ناحيته أشار محمد أحمد على، أحد شباب ائتلاف الثورة، والذين خرجوا فى مظاهرة كبيرة ضمت عددا من شباب التيارات السياسية المختلفة الداعية لوأد الفتنة الطائفية بالمنيا، إلى انه لا بد من أن تتجرد جميع الأمور والحوادث التى تحدث فى محافظة المنيا من الصبغة الدينية خاصة أن اهالى الفتاتين تسببوا فى إثارة الفتنة الطائفية عندما خرجوا فى مظاهرات حاشدة أمام مديرية امن المنيا ورفعوا الصليب. أما رضا عيد غطاس، احد شباب الثورة فقال، إن مظاهرة اليوم للإعلان عن وأد الفتنة الطائفية وأن هناك أمورا خاصة لا ينبغى أن تصبغ بصبغة الدين. وأكد ارمنيوس المنياوى، المتحدث الإعلامى لمطرانية المنيا أن هناك لجنة سافرت من الكنيسة للقاهرة وبصحبة والدى الفتاتين لمحاولة تسلمهما من نيابة قصر النيل، وأضاف أن المطرانية تقدر موقف الأزهر ولجنة الفتوى بتصريحاتهم المسئولة بعدم الانصياع وراء مثيرى الفتنة ورفضهم الأقاويل عن إشهار الفتاتين لإسلامهما لأنهما قاصرات لا يجوز لهما تغيير ديانتهما طبقا لأحكام القانون. ومن جانبه أكد اللواء ممدوح مقلد مدير امن المنيا، أن القضية حملت أكثر مما كانت تحتمل وان خروج المظاهرات الغاضبة بدون وعى كان سببا فى إثارة مشاعر البعض، وانه بمجرد وصول الأمن لمعرفة تفاصيل ومكان الفتاتين تم إخطار المطرانية والتى تدخلت لفض التظاهر أمام المديرية، وكذلك إخطار والدى الفتاتين بمعرفة مكان الفتاتين واللتين كانتا تتحركان بحريتهما بالقاهرة دون معاونة أحد من أبناء المنيا، وأن هناك رجلا يعمل مبيض محارة عطف عليهما وآواهما لديه دون أن يعرف تفاصيل مشكلتهما. وأضاف مدير الأمن أن دور الشرطة انتهى عند هذه النقطة وعلى الأسرة والمطرانية اتباع الطرق القانونية لتسلُّم الفتاتين.