تعصف بالشعب اليمني أزمة إنسانية مروعة، حيث تنتشر بربوع البلد الآمن عصابات منظمة ترتكب المجازر، وتقتل المدنيين الأبرياء، وتنهب البنوك والمنازل، في ظل صمت عربي، وتراقب غالبية الحكومات العربية ما يجري دون محاولة حقيقية لمعاونة هذا الشعب البائس. وقالت الناشطة اليمنية افتكار السقاف ل"بوابة الشروق": إن الوضع في اليمن مأساوي للغاية، وهناك ثلاث مناطق جنوبية جرى تسليمها إلى العصابات المرتزقة التي يديرها الرئيس اليمني عبد الله صالح ونجله. وأضافت، أن ما يجري هو حرب عصابات تريد الحكومة أن تنسبها إلى تنظيم القاعدة، مضيفة، أنها في حال ما قارنا أعمال القاعدة في باكستان وأفغانستان، نجد أنها لا تسطو على البنوك والمحال التجارية، وترهب المواطنين في الشوارع وترتكب أعمال ضد الإنسانية مثلما تفعل عصابات صالح. وأكدت ل "بوابة الشروق" أن الحكومة اليمنية تنشر أن القاعدة هي من تقوم بهذه الأعمال لترهيب المواطنين وليحافظ صالح على سلطاته، بينما تسلم الحكومة الأراضي اليمنية لأيدي المخربين وتتسبب أزمات أهلية، مثلما يحدث في عدن وآبين، والتي يقدر أعداد النازحين منها وحدهها نحو 40 أو 50 ألف مواطن وحوالي 30 ألف من مدينة لحد. جثث في الشوارع وأوضحت افتكار، أن ما يحدث في مدينة أبين حاليا، يشبه ما حدث في الشيشان والقوقاز، فالجثث ملقاة في الشوارع، وهناك جثث في بعض المدن اليمنية تظل في الشوارع ليومين أو ثلاثة أيام، حيث تنتشر عمليات قنص ممنهجة في تلك الشوارع، فإذا رأى أحد جثة ملقاة في الشارع واقترب منها فهناك عمليات قنص ممنهج. وفيما يخص الأوضاع الصحية، أوضحت الناشطة أن منظمة الصحة العالمية تحذر حاليا من توقف التطعيم ضد الكوليرا في اليمن إثر الأوضاع الحالية، مضيفة، أن اليمن مهدد بكارثة صحية بسبب أعداد الجثث والحيوانات الميتة، بالإضافة إلى احتمال وقوع مجاعات وشيكة بسبب نقص المواد الغذائية. وقالت افتكار: إن الوقود في عدن يكاد يكون منعدما في صنعاء، وأنه في كل محطات الوقود في اليمن تجد هناك مئات الأشخاص منتظرين أمام محطات التزويد بالوقود، وأيضا هناك انقطاع في التيار الكهربي في الجنوب والشمال، ولا يعود سوى مدة ساعتين أو ثلاث طوال اليوم. السعودية ودمار اليمن وأشارت الناشطة إلى أنه قيل إن سفن مساعدات قطرية حاولت الوصول إلى اليمن، غير أن السعودية أوقفتها ولم تسمح لها بالدخول، إذ أنها أثبتت في هذه الحرب أنها تحب الدمار لليمن بأي شكل من الأشكال، مدللة على ذلك بالمبادرة الخليجية التي أجلت أكثر من خمس مرات، وفي كل مرة يكون التأجيل من صالح الرئيس اليمني. ولفتت إلى أن السعودية أدخلت أسلحة إلى اليمن في بداية الثورة اليمنية من ميناء عدن، حيث إنه من مصلحتها تخريب اليمن لأنها على شفا حفرة من نار، حيث بدأ الشعب السعودي في التطلع إلى مثال لثورات مصر وتونس وليبيا واليمن، وبدأ يتحمس ضد عائلة آل سعود التي ظلمت الشعب السعودي الذي لا يعيش جميعه في رفاهية. وأضافت افتكار، أن الشعب السعودي يخرج في مسيرات ضد حكومته لكن هناك تعتيم إعلامي، لأن أغلب القنوات تربطها علاقات مع السعودية، ولو نجحت الثورة في اليمن، فهذا سيؤثر على حكم العائلة الملكية في السعودية، التي تخاف من الثورة، وعليه تسعى إلى إخمادها بكافة الوسائل. رسالة إلى الحكومات العربية وجهت الناشطة اليمنية رسالة إلى حكومات الدول العربية، قالت فيها: إنه إذ لم تستطع تلك الحكومات مساعدة شعب اليمن والوقوف بجانبهم، فمن الأفضل أن يصمتوا وألا يتدخلوا في شؤونه الداخلية لا شمالا ولا جنوبا، بينما لم تنس الناشطة توجيه الشكر إلى بعض الدول الخليجية وعلى رأسها قطر على موقفها المؤيد لليمنيين. يذكر أن الرئيس اليمني كان قد رفض توقيع مبادرة من دول الخليج لنقل السلطة إلى نائبه لحل أزمة اليمن السياسية، حيث راوغ عدة مرات برغبته في إجراء انتخابات، ثم بإبداء موافقته على التنحي مقابل الحصول على الحصانة من المحاكمة، ثم عاد ورفض المبادرة وأعلن بقاءه في الحكم.