أعلنت الولاياتالمتحدة وعدد من الدول العربية مساندتها للحكومة اليمنية فى قتالها ضد جماعة الحوثيين بمحافظة صعدة شمال البلاد، وبينما رحبت السلطة اليمنية بهذا الإعلان، رأى خبير يمنى أن ذلك لن يؤثر كثيرا على ميزان القوى فى صعدة فى ظل فشل الجيش اليمنى حتى الآن فى حسم المعركة بسبب «صراع خفى بين نجل الرئيس اليمنى وقائد المنطقة الشمالية العسكرية». وعبرت هذه الدول عن قلقها من الوضع فى صعدة، مؤكدة «مساندتها الكاملة» لحكومة الرئيس على عبدالله صالح والجيش اليمنى فى الحرب على الحوثيين. وقال بيان صادر عن لقاء جمع فى نيويورك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس الأول مع نظرائها من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والعراق ومصر والأردن، إن هذه الدول تؤيد وحدة اليمن واستقراره وأمنه. وأعلن البيان مساندة الدول المذكورة للجهود المبذولة من أجل حوار سلمى بين طرفى النزاع، مؤكدا ضرورة حفظ سلامة المدنيين وتأمين وصول المساعدات لهم. وكان الرئيس اليمنى أكد السبت الماضى أن الجيش لن يتراجع عن الحرب فى صعدة حتى لو استمرت سنوات، واتهم الحوثيين بإهدار فرص السلام. وأضاف فى خطاب له بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال47 للثورة اليمنية أن من سماهم «المتمردين والمخربين» فى صعدة «أهدروا» أكثر من فرصة لإحلال السلام، وأن الدولة مضطرة للاستمرار فى قتالهم. ورحب مسئولون فى السلطة اليمنية بالبيان الأمريكى العربى المشترك. وفى تصريح ل«الشروق»، قال عبدالعزيز جبارى النائب عن حزب المؤتمر العام الحاكم إن «الدعم الأمريكى والعربى هو أمر طبيعى فلال توجد حكومة تساند حركات التمرد والانفصال فى اليمن». وفى ميدان الحرب، قالت مصادر قريبة من الميدان فى صعدة إن قتلى وجرحى سقطوا فى مواجهات عنيفة فى منطقة المقاش وآل عقاب وحضة على مشارف صعدة. وقال مصدر عسكرى إن 30 من أتباع الحوثى سقطوا فى معارك الأمس بينما قال شهود عيان محليون إن 6 جنود وأربعة من مسلحى القبائل سقطوا فى القتال المحتدم حاليا بالمحافظة الواقعة شمال اليمن، فيما تواصلت الغارات الجوية على مواقع المتمردين. وأرجع جبارى عدم حسم المعركة حتى الآن «إلى وعورة التضاريس فى صعدة، واتخاذ الحوثيين من حرب العصابات أسلوبا للكر والفر بينما يحاول الجيش اليمنى تجنب إيذاء المدنيين» على حد قوله. من جهة أخرى، قال المحلل السياسى اليمنى والخبير فى الشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب عبدالسلام محمد إن دعم الخارج للحكومة اليمنية لن يؤثر على واقع صعدة ما لم يكن هناك حسم قى الميدان ومراجعة لنقاط القوة والضعف لدى الحوثيين، مشيرا إلى أن الدعم المعنوى «يظل مؤقتا خاصة إذا ما امتص الحوثيون الصدمة»، لكنه أشار فى ذات الوقت إلى أن نقاط القوة العسكرية للحوثيين فى الميدان ضعفت إلى حد ما وذلك فى غياب إحراز إنجاز تكتيكى فى المعركة. وأرجع الخبير اليمنى فى تصريحات ل«الشروق» استمرار القتال دون حسم إلى الأنباء عن وجود «صراع فى الكواليس بين نجل الرئيس اليمنى أحمد على عبدالله صالح الذى يقود الحرس الجمهورى وبين قائد المنطقة الشمالية على محسن الأحمر وهو الأخ غير الشقيق للرئيس اليمنى». وقال محمد: «إن هذا الصراع مؤخرا على شكل حملات تشويه استهدفت الأحمر فى أوساط العسكريين والمدنيين بالذات فى المناطق القبلية الشمالية التى ظل الأحمر الملقب ب(الجنرال) مؤثرا فى مشايخ قبائلها خلال الأعوام الماضية». وأشار إلى حديث يتردد حول استغلال الرئيس اليمنى ونجله الحرب القائمة من أجل إضعاف القدرات العسكرية للأحمر من خلال الزج بجميع آليات وجنود الفرقة الأولى مدرع التى يرأسها (الجنرال) فى المواجهات مع الحوثيين، وهذا الاحتمال قد تعززه محاولات متعددة لاغتيال الأحمر أثناء وجوده بين جنوده فى مناطق المعارك رغم أنه ظل على مدار الثلاثين سنة الماضية مساهما بقوة فى توطيد أركان حكم الرئيس صالح.