قرأة فى النفس عجيبه الله فى خلقه التناقض بين الأشياء (ونفسآ وماسوها فألهمها فجورها وتقواها) أن حكمه الخالق فى الكون أنه قائم على التناقض والإختلاف فقد خلق الله السموات والأرض والليل والنهار والبحار والأنهار الصدق والكذب ولولا الشيطان ماكان الإنسان فلولا خلود أبليس ما مات الإنسان من أجل ذلك كان الموت والحياه وبينهما الكفر والإيمان. ومع كل هذة التناقضات نجد إن كل الأمور مرتبطه مع بعضها البعض أو على بعضها البعض. إن ديمقرطيه الخالق مع خلقه تتجلى فى أكبر صورها حين جعل الكفر والإيمان أختيار وليس أجبار ولولا فضيله الصدق ماكان الإيمان فكيف تكون مؤمن بغير صدق ولولا الكذب ماكان فى مقدورك أن تكفر بمن خلقك، لقد بعث الله الحياة والموت من خلود الليل والنهار ولولا الماء المالح ماكان الماء العذب الحلو المذاق لقد فهم الإنسان مؤخرآ أن الحياه تبعث من الموت والمياه العذبه من الماء المالح، أن تعاقب الليل والنهار هو ولادة النهار من الليل كالحياه من الموت صراع على الخلود. ولم يختلف الإنسان فى خلقه من التناقض بل أكاد أقول إن التناقض هو الإنسان فلقد خلق الله سبحانه الإنسان بعد أن خلق جميع الخلائق وبمشيئته لم يجعل صورته من أقوى الخلائق بل يعتبر من أضعف خلق الله الإنسان ومع ذلك جعله الله السيد على مملكه الخلق جميعآ وسخر له الأشياء فمن أين يأتى الإنسان بالقوى التى تجعله قادرآ على تسخير الأشياء له؟ الأجابه بالطبع هى العقل وهكذا تبدوا الأمور ولكنى أعتقد أن المفتاح هو التناقض داخل الإنسان الواحد. فهذا الكائن العجيب هو المثال الصارخ لكل تناقض فى الحياة فقد تغلب بعض الصفات على الشخص ولكنها لاتلغى نقيض هذة الصفه فمثلآ نجد شخص يتصف بالصدق والأمانه ولكنه يكذب أحيانأ وغير مؤتمن فى بعض الأحيان وقد تجد شخص يحب شخص أخر ويحسن إليه ويضحى من أجله وفى المقابل يكره شخص أخر ويسعى للتخلص منه بل وقد ينقلب على من أحب ويتبدل كل شيئ الى النقيض. ولاطالما جاهد الإنسان أن يطرح نفسه على الناس لذلك يعرى نفسه على الملاء حتى يقنع الناس بأنه أنسان واضح وصريح حتى يتعرف الناس عليه لذلك تجده كثير الكلام حتى يغطى على ما يخفيه فى نفسه وعلى نفسه وعلى الناس. أجتهد كل واحد فينا فى أن يخفى مايريد على من يريد ويظهر ما يريد على من يريد وبين الظهور والخفاء تجد الصفات الصدق والكذب الحب والكره البخل والكرم العدل والظلم. وحتى الكفر والإيمان يجتمعان فى الشخص ذاته فالعجب كل العجب على الإنسان المؤمن الذى يعصى ربه وهو يعلم أنه مطلع على كل شيئ ولايستطيع أن يخفى عنه شيئ ومع ذلك يأتى المعاصى ويرتكب أبشع الجرائم وأدناها ويدعى أنه مؤمن بالله ويتطاول أحيانآ بأنه مؤيد من قبل الخالق سبحانه والعجب كل العجب على الكافر الذى لايؤمن بالله هل يعتقد فعلا بعدم وجود الله أم يكذب علينا حتى ننظر إليه لكى نصنفه على أنه كافر أم أنه يكذب على نفسه لكى يتحرر من عبوديه الله لكى يعبد ما هو أدنى فهو أختيارة ويجب أن نشفق عليه لآنه مريض لم يكتشف التناقض فى نفسه الذى يدفعه للأيمان وفى أنفسكم ألا تتفكرون. (إن فى رحله الخلود المعانى خالدة ولكن الأشياء تفنى وتموت)