أدانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سوريا، واستنكرت عمليات قتل الأبرياء العزل والتعذيب الوحشي الذي لم يستثني الأطفال، واعتقال الآلاف واقتحام الدبابات للمدن والقرى، وتشريد الآلاف من أبناء الشعب السوري، الذي خرج في مظاهرات سلمية للمطالبة بحقه في الحرية والكرامة والعدالة والتعددية والديمقراطية، واعتبرت الجماعة الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون جرائم تصل ضد الإنسانية. واعتبرت الجماعة، في بيان لها صدر اليوم الخميس، تعليقا على أحداث سوريا، أن النظام السوري فقد شرعيته ومبرر وجوده، وتحول لجبهة الأعداء، بعد أن تخلى عن دوره في خدمة شعبه وتحقيق إرادته ومصالحه، وأن جيش سوريا فعل الأمر ذاته بعدما حماية بلاده وتحريرها، وتحول لقمع الشعب وقتله وتدمير البلاد وتخريب الديار، وتأمين حدود الأعداء، وكراسي الحكم. واعتبر الإخوان أن الإفراط في الوعود التي يطلقها المسئولون، والتي يكذبها الواقع الدامي الذي يعيشه الشعب السوري، سببا إضافيا لتعميق الهوة وتفاقم أزمة الثقة، مؤكدة أن الإصلاح الحقيقي الجاد والعاجل هو الذي يوحد الجبهة الداخلية، ويحقق الصمود الحقيقي، ويجعل من الشعب صفا واحدا. وطالبت الجماعة بسحب الجيش من المدن والقرى إلى مكانه الطبيعي في حماية الحدود، وسحب قوات الأمن و"الشبيحة"، وإصدار الأوامر لهم بعدم التعرض للمظاهرات السلمية، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، والإفراج عن المحكومين منهم، وإفساح المجال لعودة جميع السوريين المهجرين في المنافي بعد تأمينهم، والإلغاء الفوري لكافة القوانين الظالمة والمتعسفة، والإقرار بحق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعدالة، بإلغاء النصوص الدستورية والقانونية التي تكرس احتكار السلطة، وإقرار قانون عادل لتعدد الأحزاب، وقانون لانتخابات نزيهة ونظيفة. وشدد الإخوان على أهمية الإسراع بإعداد دستور جديد عادل يتماشى مع مطالب الشعب ومقتضيات العصر، والحق في تداول السلطة، والفصل بين السلطات، ومحاسبة كل من أمر أو مارس القتل والاعتقال والتعذيب والتدمير، ومحاسبة كل الفاسدين الذين نهبوا ثروات الأمة، واستعادتها منهم واستخدامها في مصالح الشعب. وأعربت الجماعة عن قلقها بخصوص مستقبل سوريا، وأعلنت تأييدها لحقوق الشعب السوري، في أن تتجاوز هذه المحنة حتى تظل رصيدا كبيرا في حساب العرب والمسلمين، وحتى لا تتعرض لمصير دول عربية أخرى قادها الاستبداد والفساد إلى هاوية الضياع ومستنقع الدماء والدمار، بحسب تعبير البيان.