قال الكاتب المسرحى على سالم إن وثيقة الأزهر تتضمن مبادئ «لا خلاف عليها بين أفراد المجتمع»، وأن الأزهر كان عليه الانفراد بإصدار الوثيقة وحده، وأرجع عدم تحقق ذلك إلى تخوف المشيخة من تحمل المسئولية وحدها. وأكد أن إصدار الأزهر للوثيقة «لا يعد تداخلا بين الدين والسياسة»، لأن تداخل الدين فى السياسة يعنى أن يتولى رجل الدين إصدار قرارات ذات خلفيات دينية فى مجال الزراعة، على سبيل المثال. من جانبه، رحب أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب المصرى الاشتراكى تحت التأسيس، بالوثيقة، وباستعادة الأزهر لدوره الرائد، وأنه أعاد لمصر جانبا من قوتها الناعمة التى فقدتها طيلة العقود الماضية، بحسب قوله، واعتبر أن السماح لمختلف التيارات السياسية بالمشاركة فى إعداد الوثيقة «يعد إضافة للفكر المصرى»، مشيرا إلى اتهامات بالانعزالية والانغلاق والتقوقع كانت ستطارد الأزهر، فى حالة انفراده بإصدار الوثيقة وحده. وتمنى بهاء الدين أن تحذو الكنيسة نفس مسار الأزهر بإصدار وثيقة مماثلة «ترسم الخطوط العامة التى تحدد رؤيتها لمستقبل مصر»، وهو ما يسهم فى إخراج الكنيسة من أروقة المعابد إلى رحابة الحياة العامة، بحسب قوله، كما يؤدى إلى أن يصبح الانتماء الأول للوطن وليس للدين. ورأى الدكتور جابر عصفور أن الوثيقة تعيد الأزهر لدورة الطبيعى فى المجتمع، كما أنها تعد المرة الأولى التى يجتمع فيها مثقفون مدنيون مع علماء الأزهر لصياغة وثيقة مشتركة حول مستقبل مصر، مضيفا: «رغم اختلافات البعض حول بعض المبادئ أثناء النقاش على الوثيقة، إلا أن صوت العقل هو الذى تغلب فى النهاية، ووافق الجميع على مبادئ الوثيقة بالاجماع». ووصف عصفور عدم مشاركة قيادات إخوانية فى إعداد الوثيقة بأنه «لم يكن ضروريا»، لافتا إلى مشاركة شخصيات تحمل الفكر الإخوانى مثل حسن الشافعى الذى سجن ل9 سنوات بسبب عضويته فى جماعة الإخوان.