أطلق شيخ الأزهر، أحمد الطيب، أمس «وثيقة الأزهر» بشأن مستقبل مصر فى الفترة المقبلة، تضمنت عدة مبادئ منها «التأكيد على الدولة الدستورية، والفصل بين السلطات، واعتماد النظام الديمقراطى والالتزام بالحريات وتطبيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بالتعليم والبحث العلمى، والتمسك بالثقافة الإسلامية والعربية والاحترام الكامل لدور العبادة ومناصرة الحق الفلسطينى». وقال الطيب خلال مؤتمر صحفى عقد بمشيخة الأزهر، إن هذه الوثيقة «نتاج اجتماعات عدد من المثقفين المصريين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والدينية، مع عدد من كبار العلماء والمفكرين فى الأزهر الشريف، والذين تدارسوا مقتضيات اللحظة التاريخية الفارقة التى تمر بها مصر بعد ثورة 25 يناير، وأهميتها فى توجيه مستقبل مصر نحو غاياته النبيلة وحقوق شعبها فى الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية». وأوضح أن المجتمعين «توافقوا على ضرورة تأسيس مسيرة الوطن على مبادئ وقواعد شاملة تناقشها قوى المجتمع المصرى وتستبصر فى سيرها بالخطى الرشيدة، لتصل فى النهاية إلى الأطر الفكرية الحاكمة لقواعد المجتمع ونهجه السليم». وتابع شيخ الأزهر: «الوثيقة تتضمن 11 مبدأ تحدد طبيعة المرجعية الإسلامية، تتمثل أساسا فى عدد من القضايا الكلية، المستخلصة من النصوص الشرعية القطعية الثبوت والدلالة، بوصفها المعبرة عن الفهم الصحيح للدين». وأكد أن المبدأ الأول يتمثل فى دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التى تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، بحيث تكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب، بما يتوافق مع المفهوم الإسلامى الصحيح، لأن الإسلام لم يعرف الدولة الدينية التى تسلطت على الناس، وعانت منها البشرية فى بعض مراحل التاريخ». وشددت المبادئ الأخرى على الالتزام بالحريات الأساسية فى الفكر والرأى، بالإضافة إلى حقوق المرأة والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، وأشارت الوثيقة إلى الالتزام بالمواثيق الدولية، ودعت إلى احترام الآخر وعدم التخوين والتكفير. وطالب شيخ الأزهر والمثقفون المشاركون فى إعداد الوثيقة الأحزاب والاتجاهات السياسية الالتزام بالعمل على تقدم مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فى إطار المحددات الأساسية، التى وردت فى هذه الوثيقة. المشاركون شارك فى إعداد الوثيقة مجموعة من الرموز الثقافية والفكرية البارزة منهم، أحمد الطيب، ود حمدى زقزوق وزير الأوقاف السابق، ود. أحمد كمال أبوالمجد، ود. حسن الشافعى، ود. عبدالمعطى محمد بيومى، ود. محمد عبدالفضيل القوصى، ود. محمود عزب، د محمد حافظ دياب، ود. مصطفى الفقى، د. نبيل عبدالفتاح، سمير مرقص، د جابر عصفور، ود. صلاح فضل، وجمال الغيطانى، ومحمد فاضل، وعمرو عبدالسميع، ويوسف القعيد، وحلمى النمنم، وبهاء طاهر، والناشط القبطى سامح فوزى، والكاتبة نعم الباز، وليلى تكلا، وجلال أمين، والسيد ياسين.