بالاسماء، قرار رئاسي بتعيين أعضاء بمجلس أمناء التحالف الوطنى لمدة 4 سنوات    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    قطع الكهرباء عن أكتوبر والشيخ زايد منذ ساعة ونصف.. أول تعليق من الكهرباء    سعر الذهب اليوم الخميس في مصر يصعد مع بداية التعاملات    تحرير 4 محاضر تموينية متنوعة في قنا    تشكيل لجنة مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموي لمدة 4 سنوات    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ مشروعات الطرق والمحاور بالقاهرة الجديدة    تداول 12 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تقنيات طبية حديثة.. نقل الخبرات المصرية إلى دولة الرأس الأخضر    الصحة العالمية: الضربات الإسرائيلية تعرقل توفير الرعاية في رفح    خبير علاقات دولية: مصر وقفت صامدة بكل قوة أمام إسرائيل لعدم تحقيق أهدافها    بيني جانتس: استعدوا لقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب    اليونيسف: 9 من بين كل 10 أطفال بغزة يفتقرون للغذاء اللازم للنمو السليم    منتخب السعودية يفقد تمبكتي أمام باكستان فى تصفيات كأس العالم 2026    أستاذ علوم سياسية: اعتراف سلوفينيا بدولة فلسطين انتصار لدماء شعبنا الفلسطينى    وسام أبو علي يقود منتخب فلسطين لأول مرة بمواجهة لبنان في تصفيات آسيا    "أشعر أنني متهما".. هشام نصر يعدد أسباب فشل الفرق الأخرى بالزمالك    إصابة 5 أشخاص في تصادم ميكروباص مع سيارة ملاكي بطريق شبرا بنها الحر    عاجل:- إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة القليوبية للترم الثاني 2024    اليوم ختام امتحانات الدبلومات الفنية فى شمال سيناء    أول تعليق من نقيب الموسيقيين على مصرع عازف الإسكندرية: ضرب مثالا في الشرف والنخوة    تعرف على مواعيد قطارات عيد الأضحى المبارك    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وسيارة ملاكي بشبرا بنها الحر    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات في شوارع القاهرة والجيزة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    خالد النبوي يبدأ تصوير مسلسل حالة إنكار.. تعرف على تفاصيله كاملة    وكيل صحة كفر الشيخ يتابع تشغيل البصمة الإلكترونية في مستشفى الحامول    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    سعر اليورو اليوم الخميس 6-6-2024 فى البنوك المصرية    أول علاقاته الجنسية مع «دُمية».. مفاجآت مثيرة في قضية «سفاح التجمع» تكشفها التحقيقات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 6-6-2024    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ليلة في حب سيدة المسرح العربي.. دار الأوبرا المصرية تكرم سميحة أيوب    حدث ليلا.. أول رد لنتنياهو على إصابته بالسرطان ورعب عالمي من متحور أنفلونزا الطيور    531 ألف جنيه، إجمالي إيرادات فيلم تاني تاني    ناقد رياضي: قلق من كثرة الزيارات لمعسكر منتخب مصر وتوقعات بخطة جديدة أمام بوركينا    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    فيديو يوثق عودة محمد أبو تريكة إلى مصر.. ما حقيقة الأمر؟    رجل الأعمال باسل سماقية يحتفل بخطبة ابنته (صور)    لماذا اخفى الله قبور الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد؟ أمين الفتوى يجيب    إبراهيم عيسى: تكرار الأخطاء جريمة بحق التاريخ.. لم نتعلم من الأحداث    واجبات الحج الأربعة.. معلومات وأحكام شرعية مهمة يوضحها علي جمعة    الأزهر للفتوى: الاجتهاد في السعي على طلب الرزق في الحر الشديد له ثواب عظيم    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    بوسي تستعرض جمالها في أحدث ظهور لها والجمهور يعلق (صور)    "بمشاركة نجم الزمالك".. تونس تفوز على غينيا الاستوائية في تصفيات كأس العالم 2026    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    «الرى» تُنشئ 20 محطة مياه وسدودًا لحصاد الأمطار بجنوب السودان    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مهرجان جمعية الفيلم يعرض فيلم «شماريخ» تحت شعار «تحيا المقاومة لتحيا فلسطين» (تفاصيل)    تنسيق الثانوية العامة محافظة الشرقية 2024-2025 بعد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية (التوقعات)    هشام نصر يكشف مفاجأة: الزمالك لم يتم التعاقد مع محترف فريق الطائرة حتى الآن    «سقط من نظري».. البابا تواضروس يروي موقفًا صادمًا مع «مرسي»    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها عند الذبح    البابا تواضروس: أخبرت نائب محمد مرسي عن أهمية ثقة المواطن في المسئول فصمت    أخبار × 24 ساعة.. هيئة الدواء: تسعير الأدوية جبرى وإجراءات ضد المخالفين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأولويات الثلاث فى العلاقات الأوروبية الأمريكية
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 06 - 2011

لم تعد الولايات المتحدة تهتم بأوروبا فى حد ذاتها. وهو أمر ليس سيئًا. فهو يعكس حقيقة أن أوروبا سالمة، وحرة، وتعيش فى سلام.
غير أن انحراف الاهتمام الأمريكى يثير دائما درجة من درجات عدم الارتياح، مثلما كان واضحا فى اجتماع مجلس الولايات المتحدة وإيطاليا فى فينيسيا. والسؤال الذى يطرح نفسه: هل يمكن إيجاد هدف أو مؤسسة جديدة يمكن الالتفاف حولهما عبر الأطلنطى؟
أشك فى ذلك. فالدرس المستفاد من فينيسيا أن التاريخ يمضى قدما. وقد كانت القرارات الكبرى التى تؤثر على أراض مترامية الأطراف تتخذ حيث يحملق الخاملون الآن فى واجهات المبانى الوردية، ويسرحون فى الأحجار المصقولة قبل قرون. فالحياة الحلوة جاءت بعد عصر الدوقات، وبعد فن الحكم، جاء طراز فلوبير «نزف من جرح عميق».
والعلاقات عبر الأطلنطى جيدة فى أيدى إدارة أوباما التى تخلصت من أسلوب بوش فى الصراع. فهى غير ثابتة فى مكانها، وإنما تقوم بعملها. فعندما تهتم الولايات المتحدة بأوروبا الآن، تهتم بما يمكن أن تفعلانه معًا فى بقية العالم. وهذا تفكير مقبول فى الأولويات. حيث يتعين تخصيص الأموال. وقد أدى سوء التخصيص إلى حربين فى وقت واحد، فى أفغانستان والعراق، وانهارت الأوضاع المالية فى الداخل.
وتتطلع أمريكا الآن إلى القوى الصاعدة، وإلى حربيها اللتين بسبيلهما للانتهاء، والأماكن التى تؤثر على الأمن القومى مثل الأراضى البروسية فى السابق. أما أوروبا فهى تمر بمرحلة حرجة، وتكاملها على المحك. وعادة، لا تواصل عجلة أوروبا الدوران ما لم يكن هناك تحرك إلى الأمام. ولا يوجد مثل هذ التحرك الآن.
وفى الشهر الماضى، قال المستشار الألمانى السابق هلموت كول شيئا مذهلا. فعندما كان يتحدث فى الأكاديمية الأمريكية ببرلين، قال: «مستقبل ألمانيا مع جيرانها، شركاءنا فى الاتحاد الأوروبى. سوف نقف إلى جانب الشعب اليونانى. وهذا هو الأمر الأهم».
وكان ذلك مذهلا لأننا لا نسمع المستشارة أنجيلا ميركل تتحدث كثيرا عن القيادة الأوروبية لألمانيا. فهى تتلمس اتجاه الريح. وتقول الريح لها إن الألمان ضجروا من استغلال اليونان لهم. وتفضل أغلبية واضحة من الألمان أن يتلقى اليونانيون الجزاء العادل على إسرافهم بدلا من مساعدتهم. فقد صارت أوروبا عقبة لألمانيا بعدما كانت سندًا لها. وتقول ميركل ذلك متجهمة.
●●●
فإذا جمعنا بين التركيز الألمانى على الذات، ورئيس أمريكى شكلته جاذبية المحيط الهادى أكثر من الدراما الأوروبية، سنجد أنفسنا أمام علاقة عبر الأطلنطى فقدت جوهرها العاطفى. غير أنه مازال هناك ما يمكن عمله. فربما تستطيع أوروبا مساعدة أمريكا على اتخاذ القرار الصحيح فى أفغانستان ويمكن لأمريكا أن ترد المعروف فى شمال أفريقيا.
ومن المتوقع أن يبدأ قريبا تخفيض عدد القوات فى أفغانستان. والسؤال هو: بأى عدد؟ ويؤيد وزير الدفاع المنتهية ولايته روبرت جيتس، عملية حذرة تبقى على الحد الأقصى من القدرة القتالية، باعتبار ذلك أمرا مسلما به. فى حين يفضل آخرون فى الإدارة الأمريكية خروجا بسرعة أكبر.
ويؤيد الأوروبيون الخروج السريع من أفغانستان. وهم محقون فى ذلك؛ فقد قتل أسامة بن لادن، وليس من الممكن بأى صورة تقليدية كسب حرب طاحنة دامت عشر سنوات، وربما لم يعد فى أفغانستان أكثر من مائة عنصر نشط من عناصر القاعدة. وقد حان الوقت للتحول من نهج مكافحة التمرد إلى مكافحة الإرهاب الذى يعكس محدودية الموارد والحاجة إلى إعداد خطة للخروج بناء على محادثات مع طالبان.
ولابد من سحب أعداد كبيرة من القوات بشكل يلفت انتباه الرئيس الأفغانى حامد قرضاى، وإلا لن يكون هناك ما يدفعه لإعداد قواته العسكرية والأمنية من أجل يوم الخروج النهائى. كما يجب إقناعه بالحاجة إلى إبرام اتفاقية دفاع مع القوى الغربية. وكما كتب مالكولم ريفكيند وزير الدفاع البريطانى السابق: «يجب السماح لقوات الناتو باستخدام القوات الجوية والقوات الخاصة، لتكون قادرة بعد 2015 على مهاجمة أى قاعدة إرهابية جديدة أو نشاط إرهابى فى أى جزء من البلاد لا تسيطر عليه كابول».
ويمكن للولايات المتحدة، بدورها، أن تساعد أوروبا فى ضمان ظهور مجتمعات هادئة حول حوض البحر المتوسط. ومن الواضح أن لأوروبا مصلحة هائلة فى الربيع العربى. فقد غذى الاستبداد السياسى والفشل الاقتصادى فى شمال أفريقيا الاضطراب، والتطرف، وتيار الهجرة إلى الشمال. ومع ذلك كانت الاستجابة الأوروبية مترددة.
●●●
وهناك ثلاث أولويات؛ إنهاء الحرب فى ليبيا فى وقت قصير مع رحيل معمر القذافى؛ كما أن ضمان التغيير الديمقراطى يساوى تحقيق مكاسب للمجتمعات الصغيرة: فعلى أوروبا أن تساعد فى إنشاء بنك استثمار إقليمى مماثل للبنك الذى ساعد فى الوفاء بتعهد الربيع السابق فى 1989. ولنتذكر ملصق الربيع العربى الضخم «إنها مصر، يا غبى». فمصر هى المحور.
وأزعم أن مصر الآن أكثر أهمية من افغانستان بالنسبة لأمريكا. وسيكون نجاحها فى تحقيق تحول ديمقراطى أفضل علاج لإحباطات العالم العربى التى أدت إلى 9/11. ويعتبر نجاح مصر فى الخروج من الاستبداد أمرًا حساًسا وحاسمًا مماثلا لتوحيد ألمانيا فى الغرب قبل عشرين عامًا.
ويذكرنا الربيع العربى بما لايزال يربط بين الولايات المتحدة وأوروبا: قيم الكرامة الإنسانية والحربة. وستكون العلاقة بين ضفتى الأطلنطى وعاء فارغًا، ما لم تستخدم عندما يشير توق الشعوب الأقل حظا إلى أقوى ما يربط بيننا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.