أعلنت مصادر كينية وصومالية أن الزعيم المفترض لتنظيم القاعدة في شرق أفريقيا "فاضل عبد الله محمد" قد قُتل فجر الأربعاء الماضي، علي يد قوات الأمن الصومالية. ويعتقد أن فاضل عبد الله هو العقل المدبر لتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، وكان مختبئًا في الصومال منذ سنوات، وأصبح زعيم القاعدة في شرق أفريقيا بعد مقتل صالح علي نبهان. أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية وضعت فاضل محمد ضمن قائمتها ل "أبرز الإرهابيين" المطلوبين على مستوى العالم والتي كان يتصدرها زعيم القاعدة أسامة بن لادن والذي قتلته قوات خاصة أمريكية في عملية بباكستان مطلع مايو 2011. ورصدت واشنطن مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله باعتباره أحد المنفذين الأساسيين للهجمات على سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام التي أسفرت عن 224 قتيلاً في يوليو 1998. ويعتقد أن فاضل شارك بنفسه في تأمين وصول الشاحنة المحملة بالمتفجرات إلى موقع أمام السفارة الأميركية في نيروبي. كما اتهم أيضًا بالضلوع في الهجمات التي استهدفت إسرائيليين في مومباسا بكينيا وأسفرت عن 15 قتيلاً في 25 نوفمبر 2002. وبحسب أجهزة الاستخبارات الأمريكية فإن فاضل محمد تولى منذ عام 2002 قيادة عمليات تنظيم القاعدة في كل أنحاء شرق أفريقيا. ولد فاضل عبد الله في 25 أغسطس 1972 في موروني عاصمة جزر القمر، بحسب تقرير ل"مركز محاربة الإرهاب" التابع لأكاديمية وست بوينت العسكرية في الولاياتالمتحدة. ويروي أقرباؤه أنه كان يلعب كرة القدم ويهوى إظهار مهاراته في رياضة الكونغ فو وأداء رقصة المغني الأمريكي الراحل مايكل جاكسون الشهيرة "مون ووك". بدأ فاضل بدراسة القرآن منذ سن الرابعة، وأصبح في سن السادسة عشرة من أتباع الشيخ صديقي مبابندزا، الذي يصنف ضمن العناصر المتشددة. وفي عام 1990 توجه إلى باكستان حيث تخلى سريعًا عن دراسة الطب للانضمام إلى صفوف المقاتلين في أفغانستان. وتلقى حينها دروسًا مكثفة في مدرسة بيت الأنصار الجهادية في مدينة بيشاور الباكستانية، وهي المدرسة الإسلامية الشهيرة التي أسسها أسامة بن لادن والداعية الفلسطيني الأصل عبد الله عزام والتي تحولت إلى مركز لتخريج مقاتلي القاعدة. وفي عام 1991، كتب فاضل في رسالة وجهها إلى عائلته أنه "انضم" إلى القاعدة. وفي العام 1993، شارك في أول "مهمة" له في الصومال حيث توجه مع مجموعة صغيرة من المقاتلين لتدريب الإسلاميين الذين يقاتلون قوات الأممالمتحدة. وعاد لفترة وجيزة إلى جزر القمر العام 1994، ثم استقر في كينيا. وبات يعيش متنقلاً بين الخرطوم ونيروبي ومقديشو. وكان هذا الرجل الذي يجيد لغات عدة ويحمل نحو 12 اسمًا، خبيرًا في التنكر وتكنولوجيا الحاسوب ويتنقل في المنطقة برمتها. وقاتل على مدى سنوات عدة في صفوف حركة الشباب الصوماليين الذين أعلنوا ولاءهم للقاعدة، كما كان مكلفًا بشكل خاص بتجنيد المقاتلين الأجانب.