أثناء تناولي وجبة الغداء دار في ذهني هذا السؤال يبدوا من الوهلة الأولي انه سؤال سهل الاجابة وأحيانا يكون ساذجاً فكلنا يعلم إيجابته ولكن لو تعمقنا لبرهة من الوقت لستشعرنا مدي صعوبته البالغة وفي نفس اللحظة التى بدأت أفكر فيها عن إجابة للسؤال وجت ذهني يذهب بي إلي مشهد لمسرحية الزعيم عندما وقف عادل أمام لكي يخطب أمام شعبة ويتحدث عن الثورة التى قام بها عندما قال لهم "لقد قمنا بالثورة أنا لا أعرف لماذا قمنا بالثورة أنا كنت فى الحمام ساعتها". هذا هو حالنا الأن لا نعرف بالتحديد لماذا قمنا بالثورة؟ وإلي أين نحن ذاهبون؟ فمنا من شارك بالثورة لكي يهدم الفساد ويقضي علي الظالمين - ولم يحدث ذلك إلي الأن- ومنا من شارك من أجل أن نبني وطن جديد يليق بنا ومنا من شارك من أجل أن يحصل على حياة كريمة وعدالة إجتماعية ومنا من شارك من أجل القضاء علي فساد وطغيان جهاز الشرطة – ولم يحاسب كل من قتل وظلم وتجبر وفسد وأفسد حتي الأن- فكل سبب من هذه الأسباب النبيلة والوجيهة يكفي لكى نثور ونقوم بثورة ولكن ماذا فعلنا بعد الثورة وإلي أين نحن ذاهبون. الآن ماذا نريد من مصرنا بعد الخامس والعشرين من يناير؟ بماذا نحلم بعد تلك هذه الثورة العظيمة لبلدنا؟ هل نحلم ببلد زراعي عظيم؟ ام بلد صناعي متقدم؟ ام بلد تكنولوجي متطور؟ ام بلد تجاري مصدر؟ لم نشاهد أحد من السادة المسؤلين يخرج علينا ليحدثنا عن رؤيتنا فى المستقبل وما ينبغى ان نقوم به لكي نحقق تلك الرؤية. أيها الناس لن ننهض دون رؤية ولن نتقدم دون خطة يجب ان نمتلك رؤية واضحة وحالمة وقابلة للتطبيق نعلم متي وكيف تتحقق نريد أن نعرف ماهو شكل مصر عام 2030 وكيف ستكون نريد أن نمتلك خطة حتى نستطيع تنفيذ تلك الرؤية أن الحراك السياسى وحده لن يجعلنا نتقدم ولن يجعلنا ننهض ودون رؤية وخطة واضحة يعلمها الجميع سنعود الى العصر البائد مرة ثانية. نستطيع أن نضحي نحن المصريين من أجل مستقبلانا وحلمنا مستعدون نحن أن نتقشف من أجل حياة جديدة ولكننا لسنا مستعدون أن نسير مرة أخري فى غيابات الظلام الكالح دون أن نعلم إلي أين نحن ذاهبون من حقنا أن نعرف من حقتنا أن نشارك في رسم مستقبلنا وكفنا أن نسير كما لو كنا أجير- يعمل باليومية - لا يعرف ماذا سيفعل غدأً ومن أين سيدبر قوت يومة كفنا أن نكون ردود أفعال لمستقبل لا نعرف عنه أي شئ ولن تهدأ الثورة ولن ننعم بالاستقرار دون أن نعرف إلي أين نحن ذاهبون. أننا نحتاج إلي رؤية واضحة نعلمها جميعا حتي نتشارك في تحقيقها إلي الأن لا نملك خارطة طريق لنا في هذه المرحلة الانتقالية ولا فيما بعدها لا نعرف كيف تسير الامور أليس من حقنا أن نعرف أليس من حق هذا الشعب أن يشارك في رسم مستقبلة جميع المسؤلين يطالبن بتقليل الاحتجاجات والمطالب الفئوية وهم من يجعلها تتفاقم لماذا لا يخرج أحد المسؤلين ويتحدث عن المشكلات وعن جداول زمنيه للقضاء عليها قبل أن تحدث لماذا لا يخرج علينا أحد المسؤلين ويحدد جدول زمني للانتهاء من محاكمة جميع رموز الفساد لماذا لم نضع جدول زمني إلي الأن للحد الادني والاقصي للأجور لماذا لم نتحدث حتي الأن عن مستقبل التعليم الذي سقط فى الهاوية ومستقبل الزراعة التى اضمحلت ومستقبل الصناعة التي تهدمت ومستقبل التجارة التى تردت وعن البطالة المتزايدة لماذا لم نتحدث مع الشباب عن دورهم في بناء المستقبل. أننا للاسف وحتي هذه اللحظة ينقصنا الشفافية ووضوح الرؤية وغياب الخطة وللاسف الشديد أيضا مازلنا نتعامل بنفس المنطق القديم فى إدارة الامور أنني أخشي أن يأتي اليوم الذي لا نعرف فيه لماذا قمنا بالثورة.