بلمسة وفاء سينمائية يسدل مهرجان «كان» السينمائى الدولى مساء اليوم «الأحد» الستار على دورته الثانية والستين بعرض فيلم الختام «كوكو شانيل» الذى يعد بمثابة لمسة وفاء لمصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة. كما تتجه الأنظار إلى «اللحظه الحلم» التى تعلن فيها لجنة التحكيم برئاسة النجمة الفرنسية «إيزابيل هوبير» جوائز المهرجان وأسماء الفائزين بالسعفة الذهبية لهذا العام. دورة هذا العام حظيت بإقبال غير عادى من كبار مخرجى السينما الذين أثارت أفلامهم جدلا كبيرا بين رواد المهرجان، لا سيما وأنها عبرت عما يعانيه إنسان العصر من أزمات تدفعه إلى «الدموية»، بجانب المشاعر الإنسانية التى تغيرت ملامحها وسبل التعبير عنها، لكن كل هذه الأفلام جسدت فى النهاية مدارس واتجاهات متباينة، وقدمت لنا متعة فنية من خلال وجبة سينمائية لها مذاقها الخاص. بعيدا عن وجهة نظر المشاهد العادى، يبقى لآراء النقاد أهمية قصوى خاصة خلال المهرجانات الكبيرة، وربما تكون آراؤهم هى البوصلة، التى تحدد اتجاهات لجنة التحكيم قبل أن تعلن قائمة الجوائز رسميا. وكما كان متوقعا حظيت بعض الأفلام بإشادة الجمهور والنقاد معا، فيما تعرضت أفلام أخرى لهجوم حاد من جانب النقاد، الذين اعتبروا بعضها غير جدير حتى بمجرد المشاركة فى المسابقة الرسمية. وبدا النقاد بمهرجان كان فى دورته الحالية فى صورة القاضى، الذى يصدر حكمه دون انتظار لآراء المحلفين أو لجنة التحكيم ومن الأفلام، التى حكم عليها النقاد بالإعدام وعدم قدرتها على المنافسة بين الكبار فيلم «عدو المسيح» للمخرج لارس فون تريير، والذى اعتبره البعض فضيحة المهرجان لعدم أهمية الموضوع، الذى يتناوله الفيلم وعدم وجود هدف حقيقى يسعى إليه المخرج من القصة، وهو ما أكده المخرج بنفسه، حيث أشار إلى أنه قدم هذا الفيلم لنفسه. الموقف نفسه تعرض له فيلم «النجمة اللامعة» للمخرجة جان كامبيون، التى كان يتوقع منها النقاد هذا العام الكثير لتقدمه خاصة بعد غياب خمس سنوات عن المهرجان، وتناول الفيلم السيرة الذاتية للشاعر الرومانسى جون كيتس، وعلى الرغم من الهجوم، الذى تعرض له الفيلم فإن الصحف الفرنسية اعتبرته عودة جيدة لمخرجته. ولقى فيلم «حمى الربيع» للمخرج لوى لى هجوما لاذعا بسبب جرأته إلا أن بعض النقاد الفرنسيين اعتبروا أنه يلقى الضوء على اتجاهات سينمائية جديدة فى الصين. أما فيلم «اخذ وودستوك» للمخرج انج لى فقد لقى استحسان النقاد والصحافة الفرنسية واعتبروه من الأعمال الجيدة لأنه استطاع أن يرسم ابتسامة على وجوه الجميع هذا إلى جانب أنه يحمل رسالة مهمة للعالم، وهى «الحب والسلام»، ويتمنى العديد من النقاد أن يحصل هذا الفيلم على السعفة الذهبية. أما فيلم «الأوغاد المريعون» للمخرج كونتين تارانتينو فكان من بين الأفلام التى لاقت إعجاب النقاد على الرغم من مناظر الدماء والقتل التى امتلأت بها مشاهده، ولكنه يحسب له أنه قدم النجم براد بيت فى صورة مختلفة لم يتوقعها الجميع، وهو ما أدهش المشاهدين هذا إلى جانب براعة الإخراج وجودة العمل ككل. ودخل فى قائمة الأفلام الجيدة فيلم المخرج الإسبانى بيدرو المودوفار «الأحضان المحطمة»، والذى اعتبره النقاد فيلما يعكس الوضع فى إسبانيا، كما أنه يشير إلى أهمية استرجاع الماضى، الذى نساه الجميع ليستطيعوا النظر للمستقبل، وهو من الأفلام التى يتوقع لها الكثيرون الحصول السعفة الذهبية. وعلى الرغم من إشادة النقاد بعدد من الأفلام فإنهم لم يتفقوا على تحديد فيلما بعينه يستحق الفوز بالسعفة، بل أكدوا أن الأمر فى غاية الصعوبة لأن المهرجان هذا العام ضم بالفعل العديد من الأعمال الجيدة، التى تناولت موضوعات مختلفة منها ما أثار قضايا مهمة ومنها ما ألقى الضوء على شخصيات عامة.. عموما لم يعد الآن مجال للتوقع.. فقط الانتظار لساعات قليلة لمعرفة من الفائز بجائزة هذا العام.