شهد العقدالاخير من القرن العشرين تحولات عالمية أحدثت خللا في ميزان القوة العالمية مما ادي الي اضعاف الشرعية الدولية ممثلة في مؤسسات الاممالمتحدة وتراكم القوة لصالح المعسكر الغربي الراسمالي بقيادة الولاياتالمتحدهالامريكية. وشرعت القوي المنتصرة في الحرب الباردة في الاستغلال الايدولوجي للقوة بغرض تحقيق هيمنة للنظام الراسمالي علي نظام الاقتصاد السياسي الدولي عبر عمليات تفكيك واعادة تشكيل البني الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وخريطة الجغرافيا السياسية للمجتمع الدولي بأكمله، كما بدأت في الاعلان المنفرد عن قيام نظام عالمي جديد روجت له باسم العولمة عبر التركيز علي استخدام القوة العسكرية (القوة الصلبة) ومن خلال فرض التصورات والمفاهيم الغربية(القوة الناعمة)علي الخطاب العالمي ، كذلك من خلال اضعاف وتفكيك وتحييد القوة الناعمة للمجتمعات الاسلامية عبر حملة دعائية متواصلة بهدف التشكيك والاساءة تجاه ثوابتها الفكرية الحضارية(مثل ربط الاسلام بالارهاب وتشويه قيم المقاومة والارهاب وتحوير معاني القران.)، ومع الفشل العسكري الغربي في افغانستان والعراق وتفاقم الازمة المالية العالمية وبدات تتشكل ملامح نظام عالمي متعدد الاقطاب في الجانب الاقتصادي مع الاستمرار في الخلل في توزيع القوة المجتمعية (بناء القوة)علي مستوي العالم ومن ثم بدات ادارة اوباما في التركيز اكثر علي استخدام القوة الناعمة عبر خطاب يحمل الطابع الاخلاقي والانساني في ظاهره وهيمنة ايدولوجية في مضمونه( معركة كسب العقول والقلوب.)، ووفقا لما سبق: يمثل نجاح الثورات العربية تحديا للقوي العالمية وايدولوجيتها(الامبريالية العالمية) لأن التغيير يتم استجابة لارادة شعبية ولتحقيق مصلحة داخلية. وبينما اضعف واهمل نظام مبارك قوتنا الناعمة المتمثلة في الموروث الحضاري القيمي والرمزي، فقد نجحت ثورة 25 يناير في اعادة تأصيل الدور والمكانة الحضارية لقيم مصرية اصيلة طالما كانت مقصد للاساءة والطمس الايدلوجي والاهمال مثل قيم (الشهادة، الوحدة الوطنية،التضامن الاجتماعي،الانتماء، الوطنية،الشهامة، العطاء، التسامح، وكل ما ينطوي علي اعلاء المصلحة العامة علي الخاصة). وكان من البديهي قيام محاولات حثيثة لتغريب الثورة العربية حتي لا تحتفي الذ اكرة العربية برصيد جديد للقوة الناعمة(التي زادت بفعل الثورة: فهي اول ثورة في التاريخ لا يستهدف مفجريها مصالح فئوية وتستهدف محاكمة مدنية عادلة لرموز النظام القديم .. الخ) تؤسس لقيام نهضة عربية:عبر تسميتها مرة بثورة الفيسبوك او القول بان شباب الثورة. قد تلقوا تدريبات في الولاياتالمتحدة او عبر اغتيال ناشط ايطالي وأن ينسب ذلك لما يسمونه باسلاميين متشددين الامر الذي يناقض القول بامكانية قيام اي مرجعية اسلامية ممكنة لقيام نهضة اوحضارة أو عبر تباطؤالناتو في ضرب قوات القذافي حتي تستنجد الشعوب بالمحرر الغربي كي يستعيد حقوقها بهدف تكريس قيم الهزيمة النفسية والقابلية للتبعية.